هل يتمتع المصريون بسمعة سيئة فى الخارج؟ لماذا يشتهرون بصراعاتهم وكراهيتهم المتبادلة وسعى كل منهم إلى إيذاء الآخر والصعود على كتفيه؟ أسئلة راودتنى كثيراً قبل السفر إلى دبى، خصوصاً فى ظل إصرار أصدقائى الذى خاضوا تجربة الاحتراف الصحفى الخارجى على تحذيرى من مصادقة أبناء بلدهم، لاسيما الذين يعملون فى نفس المكان، وبدأت أدرس الظاهرة محاولاً اكتشاف أسباب هذه الصورة النمطية السلبية بعد فترة قصيرة من التحاقى بعملى، وتوصلت للآتى وهى مجرد قناعات شخصية ربما لا ترقى لدرحة الحقائق أو المسلمات.
أولاً، المصريون أفضل من يمكن مصادقتهم فى الخارج، فمعظمهم يتمتع بحسن الخلق وطيب المعشر وتجدهم وقت الشدة، ومن المفارقة أن أبناء الجنسيات الأخرى، خصوصاً المواطنين فى غالبية الدول الخليجية يحبون المصريين ويؤكدون طيبتهم فيما نصر نحن على تشويه صورتنا والتقليل من قيمتنا.
ثانياً، هناك قلة من المصريين تتسبب بشكل أو بآخر فى ترسيخ هذه القناعة السلبية من خلال إثارة المشاكل لأتفه الأسباب والدخول فى صراعات دون كيشوتية وهمية يحارب خلالها أحدهم طواحين الهواء، معتقداً أن هناك من يضطهده، إما لأنه مصرى إذا كان المتهم باضطهاده من جنسية أخرى أو لأنه أكثر ذكاء وتفوقاً فى العمل إذا كان المتهم باضطهاده مصرى مثله.
ثالثاً، بعض المصريين للأسف يرفضون التخلى عن ثقافة "إحنا بنعمل لبكره" فيكون همه الأساسى التوفير لشراء الشقة والسيارة إن أمكن بعد عودته إلى مصر ولا مانع من "قرشين بيض" فى البنك تحسبا لليوم الأسود، بمعنى أنهم يعملون فى الخارج وأذهانهم دائماً مشغولة بما يحدث فى مصر وكأنهم يعيشون فيها ويكون هذا على حساب مظهرهم وأسلوب حياتهم وربما نظافتهم الشخصية فتجد أحدهم مهلهل الثياب سئ الطلعة و كريه الرائحة.
رابعاً، نفر منا يسافر إلى الخارج متشبع بثقافة النفاق الوظيفى، وهى كما تعلمون – أطال الله أعماركم- سلوك طبيعى وربما يكون فطرياً داخل مصر وعكسه هو الشاذ، فالمدير فى بلادنا سواء كان فى مؤسسة عامة أو خاصة لا يستطيع العمل بدون شلة منافقين حوله تزين له قراراته وتعميه عن سلبياته، لكن للأسف نفاق المصرى فى الخارج تطوعى، لأن من الممكن أن يكون عمله هو معيار تقييمه الوحيد.
من المهم التأكيد مجدداً أن غالبية المصريين يتمتعون بسمعة جيدة فى الخارج ومشاكلهم أقل من مشاكل كثير من أفراد الجاليات الأخرى، لكن ينقصهم القدرة على تسويق أنفسهم بشكل جيد والقفز فوق خلافاتهم وموروثاتهم السلبية وهناك قناعة راسخة لدى كثير من المواطنين فى الدول الخليجية وأنا تحديد أتحدث عن مواطنى دولة الإمارات بأن المصريين أكفاء ومجدون فى عملهم ويتميزون بالطيبة والبساطة وكم أكون فخوراً حينما أسمع إشادات من شخصيات مهمة بمصريين سبقونى وعاصرونى أثبتوا جدارتهم بالثقة وحفروا اسم بلادهم بحروف من ذهب.
محمد فودة يكتب: لماذا يتمتع المصريون بسمعة سيئة فى الخارج؟
الخميس، 07 يناير 2010 03:02 م