عثمان محمود مكاوى يكتب: بعد مرور عام على عدوان غزة

الخميس، 07 يناير 2010 02:00 م
عثمان محمود مكاوى يكتب: بعد مرور عام على عدوان غزة - صورة ارشيفية -

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعجز المرء عن منع هطول دموعه وهو يشاهد على القنوات الفضائية أثار المحرقة والمجزرة الوحشية التى قادها الجيش الإسرائيلى بحق إخواننا فى قطاع غزة الشقيق منذ عام تقريبا.

إن الجيش الإسرائيلى لم يفرق فى حربه هذه بين طفل رضيع وشيخ مسن ولا امرأة ولا صبية، مستخدما فى تلك المجزرة جميع أنواع ترسانته الفتاكة من طائرات ومدافع وزوارق بحرية ودبابات، وأخيرا حربا برية ضد شعب أعزل محاصر لا يملك أقوات وأطعمة ناهيك عن فقره فى السلاح، بل لقد وصلت همجية الجيش بقيامه ضرب جميع المناطق الآمنة والمستشفيات والمساجد وأماكن السكن التى يعيش بداخلها الأفراد العزل فى ظل صمت دولى رهيب. ومباركة من الإدارة الأمريكية السابقة لا بارك الله فيها. لى بعض الملاحظات فى هذا الموضوع تتمثل فى الأتى:-

أولا : أظهرت هذه الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة مدى التواطؤ الغربى تجاه العرب والمسلمين وأعادت للأذهان أنه بالفعل أن قيام دولة الكيان الصهيونى هو مشروع غربى فى الأساس، قام على خدمة المصالح الغربية بعامة والأمريكية بخاصة، بالإضافة قام على تفتيت الوحدة العربية واستنزاف مواردها فى حروب مع دولة الكيان الصهيونى.

ثانيا : إن الغرب الاستعمارى يقف دائما ضد أى مشروع عربى نهضوى قوى يوحد بين العرب أو بزوغ قوة عربية على المسرح العالمى. ونتذكر هنا ماذا حدث لمشروع محمد على باشا لبناء الدولة الحديثة فى الثلث الأول من القرن التاسع عشر. وما حدث أيضا لمشروع الوحدة أيام الزعيم الراحل عبد الناصر فى بداية منتصف القرن الماضى.
ثالثا: ما يحدث فى غزة هذه الأيام وإبادتها وتحطيم إرادتها ما كان ليحدث لولا تهاوى وانهيار النظام العربى والإسلامى وانبطاحه أمام القوى الكبرى المهيمنة على العالم. وأنه أى النظام العربى والإسلامى لا يساوى جناح بعوضة عند هذه القوى.
رابعا : إنهاء حركة حماس للهدنة كان نتيجة طبيعية للحصار الجائر الذى عاشت فيه سواء أكان قبل الانقلاب على السلطة أو بعد الانقلاب عليها وحكمها لقطاع غزة.
خامسا : بعض الأنظمة العربية كانت تقف مع الحصار المفروض على حكومة حماس منذ انتخابها ناهيك عن إيعاز السلطة الوطنية لكثير من الحكومات سواء العربية أو الغربية ضد حركة حماس بعد انتخابها مباشرة، وهذا ما ساعد على تسريع وتيرة الانقسام بين السلطة وحماس. كما كان لاختلاف رؤى كل من السلطة وحماس حول كيفية حل القضية الفلسطينية ساعد على هذا التفكك، حيث الأولى مع التفاوض حتى ولو لم تحصل على أى فائدة من ورائه، وكلنا يتذكر بناء المستوطنات الذى يجرى على قدم وساق نهاية كيف كانت نهاية رئيس السلطة الشهيد ياسر عرفات. والثانية متمثلة فى حركة حماس التى ما زالت تؤمن بأن حل القضية الفلسطينية لا يتأتى إلا عن طريق واحد هو طريق فوهة البندقية.
سادسا : أظهرت هذه الحرب مدى كراهية كثير من الأنظمة العربية وكثير من شعوبها المضللة لمصر قيادة وشعبا ونعت مصر بالتخوين والتواطؤ، بل وصل الأمر إلى دخول الإخوة اليمنيين إلى القنصلية المصرية ورفع العلم الفلسطينى مكان العلم المصرى!!، بالإضافة للمظاهرات الحاشدة ضد مصر وسفاراتها فى سوريا وإيران ولبنان ودول عربية أخرى. وتناسى كل هؤلاء ما قدمته مصر وما زالت من أموال وأرواح للقضية الفلسطينية، بل والوقوف مع سوريا ضد إسرائيل فى حرب 1973. ومساعدة الإخوة اليمنيين فى التخلص من حكم الإمامة فى ستينيات القرن الماضى، بل والوقوف مع الدول العربية الأخرى حتى تم استقلالها من المحتلين.
سابعا : بدا الموقف المصرى متخبطا وضعيفا بعض الشىء خاصة مع الأيام الأولى للحرب، مما أوحى للكثيرين سواء أكان فى الداخل أو الخارج بأن مصر متواطئة فى هذا الهجوم على قطاع غزة، خاصة أن الهجوم بدأ بعد ساعات قليلة من زيارة وزيرة الكيان الصهيونى تسيبى ليفنى لمصر، لكن سرعان ما تداركت القيادة السياسية والخارجية المصرية إلى ذلك، وبدأت فى رحلة مكوكية إلى تركيا التى ظهرت قوتها ودورها فى الآونة الأخيرة على المسرح الإقليمى والعالمى، بالإضافة لقوة التصريحات المصرية التى تدين الهجوم الغاشم الإسرائيلى على غزة.
ثامنا : ما زلنا نأمل أن تتخذ القيادة السياسية وتترجم هذه التصريحات والإدانات إلى واقع عملى عن طريق التلويح بورقة وقف تصدير الغاز المصرى إلى إسرائيل، ومنع استقبال قادة إسرائيل المتورطين فى العدوان، نحن ضد اللجوء إلى الخيار العسكرى، لأن توقيته الآن ليس فى صالحنا.
تاسعا : فى هذه الحرب سقطت دول الممانعة التى تتجسد فى كل من إيران وسوريا وميليشيا حزب الله. فى أول اختبار لها، فإيران تمتلك ورقة الضغط على أمريكا عن طريق البترول كما أنها تمتلك صواريخ يبلغ مداها إلى تل أبيب. كما أن سوريا التى تحتل هضبتها الجولان منذ أكثر من أربعين عاما، لم تطلق رصاصة واحدة ضد العدو الصهيونى بل حين قصفت الطائرات الإسرائيلية شرق العاصمة دمشق منذ ما يقارب العام والنصف عام لم تتخذ أى رد فعل تجاه هذا القصف. ورغم ذلك ما برحت المظاهرات تنطلق من أراضيها ضد مصر هاتفة بتخوينها ومطالبة إيانا بالدخول فى حرب مع إسرائيل !!. كما أن هذه الحرب أسقطت السيد حسن نصر الله وميليشياته الذى ما فتئ يدعونا للنزول إلى الشارع المصرى والانقلاب على النظام ومحاربة إسرائيل وهو الآن جالس مستكين فى ضاحيته الجنوبية ولم تطلق مقاومته حتى الآن صاروخا واحدا على إسرائيل مؤازرا إخوته فى قطاع غزة، ومخففا الضغط العسكرى عليهم. فأين هذه الصواريخ ولماذا لم يطلقها إلى الآن؟!! خاصة فى ظل الحصار والهجوم الذى تعيشه حماس والشعب الفلسطينى الآن!!
عاشرا : أظهرت هذه الحرب وما زالت تظهر أن الشعب الفلسطينى بعد مرور أكثر من ستين عاما على اغتصاب دولته وأراضيه لا يزال يمتلك سلاحا آخرا قويا لا تستطيع طائرات ولا قذائف وصواريخ وزوارق وقنابل العدو الإسرائيلى، بل وكل من يقف مع الكيان الصهيونى القضاء عليه وهو سلاح الإيمان بالقضية والإرادة الصلبة الحرة لتحرير الأرض والعرض شرط التوحد وعدم الانقسام الداخلى.

أخيرا و ليس آخرا
أقول لكل المقاومين من أهلنا فى فلسطين وغزة بخاصة "اصبروا وصابروا ورابطوا إن الله مع الصابرين" اصبروا إنما النصر ساعة صبر، لقد وعدكم الله إحدى الحسنيين : النصر أو الشهادة
• ديروط






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة