أكد رئيس كتلة حماس فى المجلس التشريعى صلاح البردويل لليوم السابع، أن حماس منذ اللحظات الأولى للحادث الذى أسفر أمس، عن استشهاد مجند مصرى على الحدود مع قطاع غزة، طالبت بفتح تحقيق مزدوج من قبل الجانبين المصرى والفلسطينى لمحاسبة المسئولين ولعدم تكرار مثل هذه المصادمات مرة أخرى، إلا أن طلب حماس قابله الجانب المصرى بتجاهل شديد، حيث أشار البردويل إلى أنه لم يصلهم حتى الآن رد على طلب التحقيق ليبقى فى إطار المطالبة الحمساوية فقط، لافتا إلى أن حكومة حماس بدأت فى التحقيق من جانبها.
وأعرب البردويل عن تخوف حماس من أن يكون إغلاقها لمعبر رفح اليوم الخميس، بشكل مفاجئ رغم إعلانها عن استمرار فتحة لـ3 أيام جاء كرد فعل على الحادث وأن تتخذ قرارا بإغلاقه نهائيا، مشيرا إلى أن حماس تتمنى ألا يؤثر هذا الحادث على سير العمل فى معبر رفح، وتطالب مصر إلى فتح المعابر بصورة كاملة ومستمرة فى ظل ما يواجهه القطاع من أزمات فى ظل الحصار الإسرائيلى عليه واصفا معبر رفح بالمتنفس الوحيد لهم.
ووصف البردويل هذا الحادث بحادث استثنائى ولن ينال من العلاقات بين مصر وحماس، بل ويجب شطبها من تاريخ العلاقات بينهما، وكذلك يأتى تقدم إسماعيل هنية، رئيس حكومة حماس المقالة بالتعازى إلى القيادة المصرية وأسرة الشهيد المصرى ضمن محاولات حماس لتبرئة ساحتها من الحادث، واعتبر هنية ما حدث سحابة صيف عابرة فى سماء الشعبين الذين تربطهما العقيدة والعروبة.
وكشفت المواجهات التى اندلَعت على الحدود المصرية مع قطاع غزة أمس، والتى أدت إلى استشهاد أحد الجنود المصريين برصاص فلسطينى، حدة التوتر والخلاف بين مصر وحركة حماس المسيطرة على القطاع منذ الانقلاب فى عام 2007.
وعلى الرغم من رفض حماس الشديد للهجة التهديد التى ظهرت فى تصريحات المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، السفير حسام زكى والتى حذر فيها كل الذين أساءوا إلى مصر بأن لصبرها حدودا، وأنه سيأتى قريباً اليوم الذى يدفعون فيه ثمن إساءاتهم، إلا أنها اتجهت إلى أسلوب التهدئة والتليين مع الجانب المصرى ووقف كل حملاتها الإعلامية التى قادتها فى الفترة الماضية ضد مصر عقب بداية بناء الجدار الفولاذى على الحدود.
جاء ذلك فى الوقت الذى أعربت فيه باقى الفصائل استنكارها لموقف حماس، حيث اتهم فهمى الزعارير المتحدث باسم حركة فتح لليوم السابع فى اتصال هاتفى من رام الله حماس بحماية وتأمين حدودها الشمالية والشرقية مع إسرائيل عدوها، وأوقفت كل أنواع المقاومة فى الوقت الذى تدفع بالتوتر إلى حدودها مع مصر، لافتا إلى أن مصر قدمت لحماس ولقطاع غزة الكثير أبسطها تجاوزها لاتفاقية المعابر الدولية للعام 2005، وتسمح بفتح معبر رفح على عاتقها وتسمح بدخول المواطنيين والمساعدات الإنسانية، هذا فضلا عن أنها لم تحارب ظاهرة الأنفاق لمساعدة الشعب الفلسطينى.
وأكد الزعارير أن قيام حماس بالاشتباك مع الجيش المصرى سواء بالحجارة أو بالرصاص فإنما تعمل لحرف القضية عن مسارها الأصلى وتفتح جبهات أخرى لشغل الرأى العام بها، محملا حماس المسئولية كاملة عما حدث فى القطاع، حيث إنها هى التى قامت بدعوة المتظاهرين وحقنهم ضد مصر فمن المستحيل أن يكون ما حدث أمس هو رد فعل طبيعى للشارع الغزاوى.
واستبعد الزعارير أن تلجأ مصر إلى غلق معبر رفح نهائيا كرد فعل على ما حدث ومعاقبة لحماس، حيث إن المنظومة المصرية لا تتعامل مع الأحداث بمنطق رد الفعل، وهى ليست فى إطار المراهقة السياسية وإلا كانت عاقبتها على اقتحام الحدود منذ عام وكسر السور الفاصل بين مصر والقطاع.
من جانبه، طالب الشيخ نافذ عزام عضو المكتب السياسى لحركة الجهاد الإسلامى بتضافر الجهود بين كل الأطراف المعنية لاحتواء الأزمة، معربا عن تخوفه من تأثير ذلك على المساعدات الإنسانية ومنعها من الدخول عبر معبر رفح، مطالبا بضبط النفس واستمرار الحوار لحل الأزمة.
وأكد عزام استنكار الحركة لما حدث قائلا ربما يكون هناك مشاعر غضب فى الشارع من قيام مصر ببناء الجدار الفولاذى وتأخر دخول قافلة شريان الحياة، ولكن بأى حال يجب إلا تتجاوز وتصل إلى حد إطلاق النار".
وأعرب عزام عن أمله فى ألا تتصاعد حدة الخلافات السياسية بين مصر وحماس، وأن تبقى التوترات فى حدودها حتى لا يتأثر الشعب الفلسطينى وتستمر المساعدات، رافضا توجيه اتهامات لحماس بأنها هى المدبر للحادث.
كانت العلاقات بين مصر وحركة حماس قد توترت منذ أكتوبر الماضى، بعد أن كانت شهدت انفراجة كبيرة أثناء جولات الحوار الفلسطينيى بالقاهرة وزيارات مشعل المتكررة لمصر، ولكن جاء رفض حماس لتوقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية واتهام مصر بإضافة بنود لم يتم الاتفاق عليها ليقذف بالعلاقات بينهما لنفق مظلم وأخيرا شنت حماس حرب إعلامية على مصر بعد عزمها بناء جدار على حدودها مع القطاع لمنع التهريب عبر الأنفاق.
فتح تتهم حماس بحماية الحدود الإسرائيلية على حساب مصر..
القاهرة تتجاهل طلب حماس بالتحقيق فى أحداث الحدود
الخميس، 07 يناير 2010 04:14 م
رئيس كتلة حماس فى المجلس التشريعى صلاح البردويل
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة