محمد حمدى

مصر بعيوننا.. وعيون سعودية!

الأربعاء، 06 يناير 2010 12:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ضمن كوكبة القراء الذين يعلقون على مقالات اليوم السابع الصديقة السعودية العنود، فهى تحرص على التواصل اليومى معنا، بالتعليق حتى فى موضوعات تتعلق بالشئون الداخلية لمصر، وهى دائما صاحبة نظرة متفائلة لدرجة "الحزن" أحيانا من نظرتنا التشاؤمية لمستقبل بلدنا.

كتبت أمس مقالا عما سيحدث فى عام 2010 فى مصر، وتصورته فيلما مملا، يخلوا من عناصر المتعة والتشويق، وتتواصل فيه نفس الأحداث كما يجرى نهر النيل منذ آلاف السنين بهدوء، أو مثل تعبير شهير للصديق الشاعر إبراهيم داوود "على حطة إيدك".

لكن هذه الصورة الهزلية والتعليقات المتشائمة لم تعجب الصديقة العنود وردت قائلة :" زعلانة من نظرتك التشاؤمية.. أنت وكل المعلقين...فحتى الوزراء الذين تعبوا.. ويعتبرون جنودا فى خدمة وطنهم ..لم يسلموا.. فلم تذكروا لهم حسنة ..ولم تقدموا لهم شكرا ..مع أن المجتهد لا يلام بعد اجتهاده ..وعندما تبدأ سنة جديدة ..فبدل أن تتمنوا أشياء جميلة ..تبدءوا التشاؤم وكأن مصر أسوأ بلاد الدنيا ..والله العظيم أقولها من قلبى أتمنى أن تذكروا المحاسن مع السيئات .. فالآخرون مساكين يتعبون ويبذلون جهدهم ..وأقل ما نقوله لهم هو كلمة شكرا".

العنود معها الكثير من الحق، فهى ترى مصر بعيون غير عيوننا، فنحن من نعيش، فيها ترى عيوننا السلبيات أكثر، مما ترى الإيجابيات، لذلك نسلط الضوء عليها أملا فى الإصلاح، وأحيانا قد لا نرى ما هو جميل.. ربما لأننا اعتدناه، لكن مع ذلك فى مصر الكثير من الأمور الإيجابية، والمواطن الجميلة، وفيها الكثير من الخير، حتى ولو كانت تعانى من النهب المنظم.

أتذكر حين سافرت إلى إيطاليا لعدة أشهر، ورغم أنها من البلاد الأوروبية القريبة جدا من مصر، ولا تشعرك بالغربة.. ومع ذلك كنت أبكى غربتى، وأبحث فى خيالى عن كل الذكريات الجميلة ولا أرى سواها.

وفى ذاكرتى أيضا الكثير من الأمور الإيجابية عن كل البلاد العربية التى زرتها، فأنا مثلا أحب السودان الأرض والبشر، وأراها من أجمل بلاد الدنيا، وأشعر بسعادة بالغة كلما زرتها، رعم أن صحافتها تحفل بالكثير من النقد، وبقدر أكبر من التشاؤم خاصة أن مستقبل هذا البلد فى علم الغيب، أو فى رأس الجنوبيين الذين سيصوتون العام القادم فى استفتاء لتقرير مصير الجنوب.. إما الوحدة أو الانفصال.

وهذا بالضبط الفارق بين رؤية العنود لمصر ورؤيتنا لها، لكنها تزيد علينا بقدر أكبر من التفاؤل بالمستقبل، نتمنى جميعا أن ينتقل إلينا، فعلى الأقل قد يتحول التفاؤل إلى زاد فى زمن تندر فيه المؤن، أو إلى قدرة ذاتية تساعد على تقبل صعوبات الحياة اليومية الكثيرة.. وهذا القدر من الرتابة والملل السياسى الذى تعيشه مصر!





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة