خصص روبرت فيسك مقاله اليوم فى صفحة الرأى بصحيفة الإندبندنت عن الهجوم الانتحارى الذى قام به طالب أردنى ضد قاعدة للمخابرات المركزية الأمريكية CIA فى أفغانستان، والذى أودى بحياة سبعة عملاء على الأقل فى أسوأ هجوم على الوكالة خلال ثلاثة عقود.
وقال تحت عنوان (رغبة أمريكا فى أن تكون محبوبة ومهابة ضللت الـ"سى آى إيه" دائماً)، ضابط المخابرات الأمريكية رفيع المستوى، والذى تمركز فى سفارة بلاده فى الأردن كان يشترى المعلومات من ضباط المخابرات والجيش الأردنى، وساعد أيضاً فى تدريب قوات الشرطة والجنود العراقيين والأفغان، ولم تكن المعلومات التى يسعى إليها عن القاعدة ولكن عن الأردنيين أنفسهم، وعن ولاء الجيش للملك عبد الله الثانى، وكذلك عن المتمردين المعادين للولايات المتحدة الذين يعيشون فى الأردن وأيضاً عن صلات القاعدة فى العراق بأفغانستان.
ويوضح فيسك، أنه من السهل شراء ضباط الجيش فى الشرق الأوسط، فقد أنفق الأمريكيون كثيراً عامى 2001 و2002 بشراء أمراء الحرب فى أفغانستان، ودفعوا للقوات الأردنية للانضمام إلى جيش الاحتلال فى العراق.
ويشير فيسك إلى أن ما فعله همام البعلوى العميل المزدوج للـ"سى آى إيه" مثله مثل الكثير من أتباع القاعدة كان روتينياً، فقد عمل مع كلا الجانبين، لأن أعداء أمريكا تمكنوا من اختراق حلفاء واشنطن من قوات المخابرات العربية، حتى أبو مصعب الزرقاوى الذى كان يتولى قيادة تنظيم القاعدة فى العراق وكان أردنياً أيضاً حافظ على علاقته بالمخابرات العامة فى عمان التى قتل ضابطها شريف على بن يزيد مع عملاء الـ"سى آى إيه" فى أضخم كارثة منذ تفجير السفارة الأمريكية فى بيروت عام 1983.
ورأى الكاتب البريطانى، أن الغموض الذى يتعلق بالطالب الأردنى لا يتعلق بوجود عملاء مزدوجين داخل الجهات الأمنية الأمريكية الموجودة فى الشرق الأوسط، ولكن يتعلق بكيفية استخدام شاب أردنى فى أفغانستان، فالقليل من العرب يتحدثون اللغة الأردية أو لغة الباشتو، على الرغم من نسبة الأفغان الكبيرة الذين يتكلمون العربية، ويرجح فيسك وجود مزيد من الروابط القوية بين المتمردين العراقيين المعاديين لأمريكا والمتمركزين فى العاصمة الأردنية عمان وبين نظرائهم فى أفغانستان.
للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به
فيسك: المخابرات الأمريكية تشترى ضباط الجيش بالشرق الأوسط
الأربعاء، 06 يناير 2010 07:15 م