تباينت ردود أفعال شباب الشعراء عن مسابقة لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة، التى خصصها المجلس هذا العام للشعر العمودى، ففى صفحة "المجلس" على الفيس بوك كتب عدد من الشعراء والمهتمين بالشعر تعليقاتهم على شروطها.
وجاءت التعليقات فى معظمها ساخرة، إذ قال أحد المعلقين لابد أن يضيفوا لشروط المسابقة "وأن يكون المتقدم حزب وطنى، وبتاع خطب، وبيكتب قصايد طويلة أوى، القصيدة عشر صفح"، وتسأل أحدهم بسخرية "ومسابقة الحلمنتيشى أمتى؟".
وكانت لجنة الشعر بالمجلس أعلنت عن المسابقة وخصصتها للشعر العمودى، وتبلغ قيمة الجائزة 25 ألف جنيه مصرى، بالإضافة لقيام المجلس بنشر العمل الفائز، ووضعت لها مجموعة من الشروط منها "ألا يزيد سن المتقدم على 35 عامًا عند التقدم، وألا تكون المجموعة المقدمة سبق نشرها، وأن يتقدم الشاعر بنفسه لهذه المسابقة، وألا تقل عدد قصائد المجموعة عن 10 قصائد فى صفحات لاتقل عن مائة صفحة، وألا يكون المتقدم قد فاز بإحدى جوائز المسابقة من قبل.
وتسببت هذه الشروط فى إثارة سخرية المعلقين فى صفحة الفيس بوك للمجلس، فقال أحدهم "يعنى قصائد عمودية وكمان لا تقل عن 10 قصائد فى عدد صفحات لا يقل عن 100، يعنى القصيدة مثلا لا تقل عن 10 صفحات، دى شروط تعجيزية، وقال آخر مفيش شعراء شباب بيكتبوا دلوقت شعر عمودى... ولو عاوزين مسابقة حقيقية لا يجب أن يكون فيها تمييز، وليكن الموضوع هو الشعر عموماً... نرجو إعادة النظر فى شروط المسابقة".
وعن تخصيص الجائزة للشعر العمودى، قال الشاعر محمد الكفرواى إن ذلك الشرط يدل على تخلف المؤسسة الثقافية واللجنة القائمة على الجائزة معا، كما يعبر عن حالة الصداع التى يعانيها المجلس بسبب عدم الاعتراف بقصيدة النثر، ورفض أعضاء المجلس لأشكال الشعر الجديدة المختلفة، وعدم اعتراف أعضاء اللجنة القائمة على المسابقة بشكل مختلف من الشعر عما يكتبوه، مضيفا أن هذا التصور مرفوض تماما ويدل على رجعية التفكير، ومؤكدا أن هذه الشروط ليست تعجيزية وإنما مستحلية، قائلا: هم بذلك لا يطلبون شعراء وإنما يطلبون "نظامين" يصنعون الشعر ولا يكتبوه.
واعتبر الشاعر محمد أبو زيد هذا الشرط كوميديا لأنه لا يوجد من الشباب من يكتب الشعر العمودى "إلا من رحم ربى" على حد قوله، مضيفا أن شروط المسابقة كانت يجب أن تراعى حدود العقل، وما يكتبه الجيل الحالى، إلا إذا كانت لجنة المسابقة قد وضعت هذه الشروط لفئة معينة، وقررت أن تذهب الجائزة لشخص بعينه، وأضاف أبو زيد أنه يجب على كل شاعر أن يجيد العمودى حتى لو كان يكتب النثر لأن العمودى من أساسيات الشعر، لكن فى المقابل يجب مراعاة باقى ألوان الشعر، وأن تكون هناك جائزة للتفعيلة، وأخرى للنثر.
من جانبه، اعتبر الشاعر محمود عبد الرازق أن شروط المسابقة ليست تعجيزية لأنه على اللجنة تحديد شكل من أشكال الشعر للتكريم، ففى الدورة الفائتة كانت المسابقة مفتوحة، وهذا العام محددة فى الشعر العمودى، والعام التالى تكون لنوع آخر من الشعر، وبالتالى الفرص تكون متساوية، كما أنه من حق اللجنة أن تحدد حجم العمل الذى سيتم التقدم به فى 10 قصائد على الأقل وفى 100 صفحة، خاصة أن العمل سيتم طباعته بالمجلس، لذا يجب أن يكون عملا قابلا للطبع، مضيفا أنه أمام هذه الشروط قد رفعت اللجنة قيمة الجائزة من 5 آلاف جنيه إلى 25 ألف.
وأضاف عبد الرازق أن هناك من يعرفون بشعراء القصيدة الواحدة وهم من يكتبون قصيدة واحدة جيدة لا يملكون غيرها ويتقدمون بها إلى المسابقات ويفوزون بها، ولا يكون لهم سواها شعرا، وبالتالى فإن اللجنة أرادت أن ترى مجمل أعمال المتسابق وهذا من حقها نظرا لحجم هذه الجائزة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة