خبير إسرائيلى: الجدار الفولاذى لن يمنع التهريب

أكد الخبير الجيولوجى الإسرائيلى ومستشار، رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية السابق "موشيه يعلون" لشئون الأنفاق"يوسى لانجوسكى"، أن الجدار الفولاذى الذى تشيده مصر على الحدود مع قطاع غزة لن يضع حدا للتهريب عبر الأنفاق بين مصر وغزة، وأنه سيفشل حتما كما فشلت كل محاولات إسرائيل بالسابق فى مواجهة الأنفاق.

وشدد الجيولوجى والعقيد احتياط فى الجيش الإسرائيلى "لانجوسكي" الذى عمل سابقا فى جهاز المخابرات العسكرية والحائز على وسام الشرف الرفيع وجائزة إسرائيل فى الأمن خلال حديث إذاعى لإذاعة الجيش الإسرائيلى للحديث عن الجدار الفولاذى وإمكانية نجاحه فى منع التهريب عبر الحدود، على أن مصر تبنى جدارا فولاذيا بعمق من 20 إلى 30 مترا مكون من مادة صلبة يصعب صهرها، إلا أنها تضع أمام الفلسطينيين تحديا جديدا وهم بدورهم سيبذلون جهودهم للتغلب عليه وسينجحون فى ذلك.

وأوضح لانجوسكى أن الفلسطينيين سيقومون بحفر أنفاق يزيد عمقها عن الـ20 مترا، وذلك على فرض أن الجدار لا يمكن خرقه، وسيتمخض عن ذلك أن الأنفاق ستكون أكثر تطورا وأكبر حجما وأقل عددا.

وتابع الخبير الإسرائيلى فى حديثه للإذاعة قائلا "إن الجدار سيخفف حجم التهريب عبر الأنفاق فقط على مدى الفترة الزمنية القريبة، ولكن خلال وقت قصير سيتغلب الفلسطينيين على هذه العقبة وسيمرون من أسفله".

وأشار لانجوسكى إلى أن الطريقة الوحيدة التى يمكن أن تكون ناجحة فى محاربة التهريب هى أن يقوم المصريين بإعلان المنطقة التى يبلغ عرضها 1.5 إلى 2 كيلومتر قبل محور صلاح الدين نحو الجنوب بأنها منطقة محظورة أمنيا ولا يسمح لأى شخص بالتحرك فيها، مضيفا أن ذلك سيحد من التهريب إلا أنه لن يمنعه بشكل كامل.

وفى رده على سؤال حول الدور الأمريكى فى هذا المجال حيث ينشطون بشكل مكثف على محور صلاح الدين قال لانجوسكى "أنا لا أريد الحديث عن ما جربناه وما لم نجربه، فأنا مرعوب للغاية من أن قصة جلعاد شاليط ستتكرر وربما بصورة أكبر وأوسع"، مضيفا "ليفهم الجميع أن ما بذلته إسرائيل وجيشها خلال السنوات الأخيرة من أجل مكافحة التهريب عبر الأنفاق كانت نتائجه الفشل الذريع لإسرائيل"، وأضاف الخبير الإسرائيلى أنه من الممكن أن يهاجمه البعض على هذه التصريحات مؤكدا فى الوقت نفسه أن إسرائيل فى معركتها ضد الأنفاق فشلت فشل ذريع.

وأشار لانجوسكى إلى تحذيره قبل خمس سنوات من أن الأنفاق ستشكل خطرا أمنيا إستراتيجيا على إسرائيل وحينها لم يأخذ المعنيون تحذيره على محمل الجد، ولم يتأهب أحد من أعضاء الحكومة الإسرائيلية لمواجهة هذه المعضلة بالصورة التى يجب أن يتأهبوا لها.