بعد أن كشفت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية عن عقد الإدارة الأمريكية سلسلة صفقات أسلحة واسعة النطاق، مع عدد من الدول العربية المعتدلة لتزويدها بوسائل عسكرية متقدمة، لمواجهة التطور العسكرى الإيرانى، زاعمة أنه سيتم ضمن هذه الصفقات تزويد المملكة العربية السعودية والأردن ودولة الإمارات العربية المتحدة ومصر بصواريخ مضادة للسفن ومضادة للدروع والدبابات وقنابل ذكية وقنابل خارقة للتحصينات تحت الأرض.
استبعد عدد من الخبراء الاستراتيجيين ما أوردته الصحيفة حول حصول الدول العربية المذكورة على صفقات أسلحة أمريكية لمواجهة التطور العسكرى الإيرانى، مؤكدين أن حصول الدول العربية على صفقة الأسلحة هو أمر طبيعى فهى مجرد أسلحة دفاعية وليس لها علاقة باحتمالية حدوث حرب بين إيران والدول العربية المجاورة فى المنطقة.
اللواء متقاعد حسام سويلم الخبير الاستراتيجى قال لليوم السابع إن الدول العربية الخليجية تسعى للحصول على صفقات عسكرية للدفاع عن نفسها فى مواجهة الأخطار العسكرية التى تحيط بها، مضيفا أن هذه الصفقات الأمريكية لا تستخدم كوسيلة للضغط على الدول العربية التى تحصل عليها، بل الدول العربية هى التى تسعى للحصول عليها، مشيرا إلى أن فرنسا على سبيل المثال لم تقم بالضغط على أبو ظبى لكى تقوم بفتح قاعدة عسكرية هناك، بل على النقيض أبو ظبى هى التى سعت لبناء قاعدة عسكرية هناك لتعزيز الدفاع العسكرى للإمارات العربية.
وأوضح اللواء عبد المنعم كاطو، الخبير العسكرى، ورئيس هيئة الطيران السابق قائلا: "إن البيت الأبيض يقوم بإخطار الكونجرس الأمريكى بتفاصيل الصفقة العسكرية، وذلك لدعم القدرات الدفاعية للدول العربية الصديقة وليست لردع إيران أو أن هناك احتمالية لوقوع حرب إيرانية عربية، مؤكدا على أن الدول العربية ترتبط بشدة بالولايات المتحدة فى تسليحها، وذلك لوجود اتفاقيات عسكرية بينهما.
وفى نفس السياق، قال اللواء يسرى قنديل الأستاذ بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن مصر لن تكون طرفا فى أى حرب بين إيران وإسرائيل، وذلك بسبب ظروفها الاقتصادية والاجتماعية التى لا تسمح بالحرب، مضيفا أن هناك قوى أخرى فى المنطقة من المحتمل أن تكون طرفا فى الحرب وهى إسرائيل وتركيا وإيران.
واستبعد يسرى، قيام إيران بالتصعيد فى الوقت الحالى، واصفا ما يقوم به الجانب الإسرائيلى من تصعيد موضوع تخصيب اليورانيوم الإيرانى هو مجرد تهديد وليس هناك ما يدل على صحته لأن تخصيب اليورانيوم له أغراض سلمية وأغراض عسكرية.
وأشارت هاآرتس إلى أن تلك الصفقة جعلت مسئولين كبارا فى إسرائيل والمؤسسة العسكرية بها يبدون قلقهم البالغ من حجم صفقات الأسلحة الأمريكية مع العالم العربى مؤخرا، وخاصة منذ عهد ولاية الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش.
وقالت الصحيفة، إنه طبقا للموقع الإلكترونى للبنتاجون قد تم إخطار الكونجرس بتفاصيل الصفقة فى ديسمبر الماضى، مضيفة أن الإدارة الأمريكية أوضحت أنها تزود هذه الدول العربية بالأسلحة فى نطاق سعيها لتقوية المحور المعتدل فى الشرق الأوسط وردع إيران، وأن أيا من هذه الصفقات لن يؤدى إلى اختلال ميزان القوى فى المنطقة.
ونسبت هاآرتس إلى مسئولين كبار فى الحكومة الإسرائيلية والأمريكية لم تذكر أسماءهم قولهم إنه تم إحاطة إسرائيل علما بعقد هذه الصفقات.
وأشارت الصحيفة إلى أنه يستدل من بلاغات وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" إلى الكونجرس طبقا لما نشر على الموقع الرسمى له، أنه لم تعقد صفقات أسلحة مماثلة بين واشنطن وإسرائيل منذ تولى إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما مهامها فى يناير من العام الماضى.
وذكرت الصحيفة أن الصفقة الأمريكية للملكة العربية السعودية ستشمل بيع 2742 صاروخا مضادا للدبابات، وتعد تلك الأكثر تطورا فى العالم، وتبلغ القيمة الإجمالية للصفقة 177 مليون دولار يتحملها الحرس الوطنى السعودى.
وأشارت هاآرتس إلى أن البنتاجون اعتبر هذه الصواريخ جزءا من "جهد مبذول لرفع مستوى قدرات الحرس الوطن السعودى، مشيرا إلى أن الهدف من الاتفاق هو ردع إيران والتصدى لتنظيم القاعدة فى اليمن والمملكة العربية السعودية".
أما القوات المسلحة الأردنية فستتسلم 1808 صواريخ مضادة للدبابات وقاذفات 162 مجهزة بأنظمة للرؤية الليلية بقيمة 338 مليون دولار.
وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة وقعت صفقة بـ290 مليون دولار مع دولة الإمارات لمدها بالذخائر وطائرات أف 16s، وتشمل أيضا 1،600 قنبلة موجهة بالليزر وقنابل ذكية تبلغ وزن الواحدة منها 800 طن و400 صاروخ قادر على اختراق التحصينات، مشيرة إلى أن واشنطن راغبة فى دعم دولة الإمارات ضد التهديدات من إيران، ولهذا كان السبب الرئيسى لتبرير بيع تلك الصفقة لها.
وقالت هاآرتس فى نهاية تقريرها المفصل إنه على الرغم من أن الإمارات لا تشكل خطرا على إسرائيل ولا تعتبر دولة معادية إلا أن مسئولين فى الحكومة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلى قالوا إنهم قلقون بشأن هذه الصفقة أيضا.
لمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة الإسرائيلية على الأيقونة الخاصة بها على الموقع
موضوعات متعلقة
صفقة أسلحة أمريكية للدول العربية لمواجهة إيران
ولا تتعلق بإعلان الحرب على إيران..
خبراء: صفقة الأسلحة الأمريكية للعرب دفاعية
الأربعاء، 06 يناير 2010 10:50 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة