أثار تصريح البابا شنودة لبرنامج القاهرة اليوم، حول عدم مطالبته القمص زكريا بطرس بالتوقف عن الإساءة للإسلام إلا إذا توقف المسلمون عن الإساءة للمسيحية، الكثير من الجدل داخل الكنيسة وخارجها، ويرى المراقبون أن هذه هى المرة الأولى التى يشير فيها شنودة إلى وجود إساءات مسلمة للمسيحيين.
وقال كمال زاخر المفكر القبطى إن البابا بهذا التصريح أشار للمرة الأولى إلى أن هناك مشكلة مشتركة يتبادل الطرفان المسيحى والمسلم فيها التجريح. فإن كان تصريح البابا يتضمن اعترافا بإساءة المسلمين للمسيحية، فهو أيضا يحمل اعترافا لإساءة زكريا بطرس للإسلام فيما أطلق عليه زاخر الاستثمار بالإساءة للأديان، مشيرا إلى العديد من القنوات والمواقع والكتب والعلماء المسلمين الذين يسيئون للمسيحية بشكل دائم دون أن يرجعهم أحد. وهذا لا يعنى على حد وصف زاخر أن المسألة تحولت إلى المقايضة من الطرف المسيحى.
ويفسر زاخر هذا التصريح على نحو أن البابا قد قرر للمرة الأولى أن يبعث برسائل أكثر صراحة ووضوح للجانب الإسلامى، بعد أن فشلت الرسائل غير المباشرة فى التعبير عن الغضب المسيحى جراء مشكلة، صار من الصعب السكوت عنها، حيث زاد الأمر عن حده على حد وصفه.
وطالب زاخر بالمساواة فى المعاملة بين الطرفين ووقف مسلسل الاستثمار المهين للأديان من خلال القنوات الفضائية التى تحتكم فقط للمعيار التجارى، فإما أن نمنع الإساءة من كلا الطرفين للآخر أو نطلق العنان لهما.
وقال إنه لا يوجد دين بما فى ذلك الأديان الوضعية يمكن أن تهدده قناة فضائية أو رسوم أو كتاب أو قصيدة، وإلا فعلى معتنقيه أن يعاودوا البحث فى شأنه.
أما القمص عبد المسيح بسيط -كاهن كنيسة العذراء بمسطرد- اعتبر تصريح البابا انعكاسا لوضع لم يعد له حل ولا مفر من وضع نهاية له، إذ أن هناك أكثر من 200 كتاب فى الأسواق تحمل إساءة للمسيحية بعناوين صعبة وقاسية، بالإضافة إلى 20 قناة فضائية تبث من على القمر المصرى تتفرغ للهجوم على المسيحية ربما بألفاظ أقسى كثيرا من تلك التى يستخدمها القمص زكريا بطرس.
ويضيف القمص إلى ما سبق مواقع الإنترنت، وعلى رأسها موقع "البلتوك" الذى صار يسمح لأعضائه بتقديم مداخلات على القنوات الفضائية.. بالإضافة إلى قنوات التلفزيون المصرى وقنوات النيل والتى وصف فيها الدكتور أحمد الطيب رئيس الأزهر أن الكتاب القدس محرف وكذلك الشيخ زغلول النجار الذى وصفه بالكتاب "المكدس" بالخرافة.
ويستكمل القمص عبد المسيح حديثه مشيرا إلى الشيخ محمد عمارة والذى أعلن استحلاله لدم الأقباط فى كتابه فتنة التكفير، إذا اتهم المسيحيين فيه بالكفر، مشيرا إلى أنه لا عجب بعد ذلك فى وقوع أحداث الفتن فى فرشوط وغيرها، ولا مجال للسؤال حول أسباب الاحتقان المسيحى.
ويرى القمص عبد المسيح أن مطلب البابا هو أبسط قواعد العدل لتصحيح وضع غير عادل، فإن كان زكريا بطرس شخصا واحدا يستغل قناة فضائية واحدة يطالب المسلمون بإيقافه، فنحن نطالبهم بإيقاف كل القنوات المسيئة ومصادرة كل الكتب ومراعاة حقوق الأقباط والقصاص لهم وحمايتهم بدلا من تكفيرهم وإهدار دمهم، وإلا فلنفتح الحوار للطرفين.
وعن سلطان البابا على القمص زكريا بطرس، أوضح القمص عبد المسيح لليوم السابع أن القمص زكريا بطرس عنيد ولن يستجيب لأحد، لاسيما أن البابا لا يملك سلطاناً عليه، فهو موقوف من أكثر من 14 عاما، وقد قرر قبل سفره للخارج والعمل فى هذه الفضائية أن يقدم استقالته تماما من الكنيسة رافضا أن يكون للكنيسة أى سلطان عليه.
بعد أن أكد وجود إساءة من المسلمين للأقباط..
جدل قبطى بعد تصريحات البابا لـ"القاهرة اليوم".. زاخر يؤكد البابا بعث برسالة أكثر صراحة لـ"المسلمين".. وكاهن كنيسة العذراء بمسطرد يصف مطالب شنودة بوقف الإساءة بـ"العادلة"
الأربعاء، 06 يناير 2010 07:54 م