اهتمت صحيفة التايمز بتسليط الضوء على الهجوم الانتحارى الأخير على قاعدة وكالة الاستخبارات الأمريكية العسكرية بأفغانستان، وقالت إن هذا الانتحارى الأردنى تمكن من خداع الاستخبارات الأردنية فى عمان وأقنعها أنه مخبر موثوق به يمكن أن يتجسس على زعماء القاعدة.
ولكن فى حقيقة الأمر، كان همام البلعاوى "عميلاً ثلاثياً" يدين بالولاء لثلاثة أجهزة مخابرات، ويقود حياة استثنائية فى الجباه الأمامية للحرب الأمريكية على الإسلام المتشدد، وكشفت التحقيقات التى أجرتها التايمز أن همام، طالب الطب، كان يجاهر بتأييده لتنظيم القاعدة، زاعما أنه يعمل لصالح الاستخبارات الأردنية، لكنه فى النهاية ضحى بحياته لصالح قضية الجهاد التى آمن بها.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسئولا أردنيا اعترف أمس الثلاثاء، بأن البلعاوى قدم بالفعل لدائرة المخابرات العامة معلومات قيمة قبل عدة أشهر، الأمر الذى مكنهم من إحباط عملية إرهابية كانت تهدد أمن واستقرار البلاد. كما أكد المسئول أن البلعاوى خضع لاستجواب من قبل ضباط المخابرات فى مارس 2009 بسبب تزايد الشكوك فى أنشطته، إلا أنه أفرج عنه لأن التحقيق "لم يجد شيئاً ذات صلة".
"عقب عدة أشهر، أرسل (البلعاوى) بريدا إلكترونيا إلينا ليخبرنا بمعلومات حول وجود نوايا سيئة تستهدف الأردن، لذا قررنا أن نواصل اتصالنا به فى محاولة لحماية دولتنا"، هكذا يضيف المسئول الأردنى للصحيفة.
ومع ذلك، كشفت المواقع الجهادية أن البلعاوى كان يعمل لدى أعداء مستشاريه، وأكدوا أن جهاز المخابرات، معتقدا أنه عميلا مزدوجا، أرسله إلى شرق أفغانستان، فى محاولة للعثور على أيمن الظواهرى، الدكتور المصرى، والقائد الثانى للقاعدة، والذى يعتقد أنه يختبئ فى منطقة الحدود التى لا تخضع لطائلة القانون.
ومن ناحية أخرى، علقت صحيفة نيويورك تايمز على التحول المثير فى واقعة الهجوم الانتحارى على القاعدة الأمريكية، وقالت إن تورط عميل أردنى مزدوج فى هذه العملية يوضح مدى خطورة المشكلات التى تواجهها الولايات المتحدة الأمريكية فى فهم وإدراك نوايا القاعدة وفروعها، خاصة أن الإدارة الأمريكية اتخذت خطوات حاسمة لتعزيز أمنها بعد فشلها الذريع فى التنبؤ بمخطط تفجير طائرة ديترويت.
وترى نيويورك تايمز أن التفاصيل الجديدة فى هذه القضية كشفت عن شعور مسئولى الاستخبارات الأمريكية بالأمل المتزايد حيال أشخاص جندوهم، أملا فى مساعدتهم لاختراق دائرة تنظيم القاعدة الداخلية، فى حين تعاملت وكالات التجسس بصورة متساهلة مع الطالب النيجيرى، عمر فاروق عبد المطلب الذى حاول تفجير الطائرة الأمريكية.
للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.
