
ثم انتقل نظيف إلى ملف التعليم، مشيراً إلى أن خطة التعليم المصرى تسير بمعدلات طيبة، وأن الجامعات المصرية بخير، وقال: "جامعتنا مش وحشة وجامعات مصر بتقوم جامعات فى الخارج"، وذلك رداً على ما أثاره الملط من عدم حصول الجامعات المصرية على أية درجات ضمن الجامعات العربية، كما انتهز نظيف الفرصة وقام بتقديم التحية والشكر لوزير التربية والتعليم السابق الدكتور يسرى الجمل، لافتاً إلى أنه قام بتطوير فى قطاع التعليم ولا يمكن إنكاره.

ثم تطرق رئيس الوزراء إلى مبررات تقدم الحكومة بفتح اعتماد إضافى فى الموازنة العامة للدولة لعام 2009 ـ 2010 لتجاوز آثار الأزمة الاقتصادية العالمية ويقدر إجماليه بـ11.2 مليار جنيه.

ونظر نظيف إلى نواب المعارضة وقال لهم "طبعاً عايزين تعرفوا وضعنا إيه فى ظل الأزمة الاقتصادية، وأنا أؤكد أن وضعنا آمن والدليل الإبقاء على العمالة المصرية فى الخارج والداخل أيضاً".

وأكد نجاح الحكومة واستمرارها فى تنفيذ مشروعات كثيفة العمالة ويتضح ذلك فى مجالات التشغيل والبناء. وهنا صفق النواب من الأغلبية، واستطرد مفسراً أسباب فتح هذا الاعتماد، لافتاً إلى أن هذا المبلغ سيتم ضخه فى مشروعات الصرف الصحى وتطهير الترع. وقال "إن 9 مليارات جنيه سيتم ضخها فى مشروعات الشرب وهى مشروعات سريعة التأثير والتنفيذ وكثيفة العمالة وتساعد على تحسين جودة الخدمة للمواطنين وتوفير فرص العمل". ونظر نظيف مرة أخرى لنواب المعارضة قائلاً "أظن أن مياه الشرب النظيفة وصلت لكل القرى الأم وظاهرة الجراكن مبقتش موجودة".

ثم استطرد وقال "لكن لسة مشكلة العزب والنجوع وسنراعيها فى الفترة القادمة"، مبيناً قيام الحكومة بصرف 50 مليار جنيه فى السنوات الماضية على مياه الصرف الصحى. وأوضح أنه سيتم تخصيص 150 مليون جنيه لدعم برنامج التنمية بالمحافظات وتمكين الأسرة الفقيرة، و50 مليون جنيه أخرى لوزارة البيئة لتمويل أنشطة النظافة فى القرى الأكثر فقراً أو إقامة مراكز الشباب، و500 مليون جنيه لتعمير قرى الظهير الصحراوى و200 مليون جنيه لهيئة الطرق والكبارى و500 مليون جنيه لمشروعات التنمية المحلية و150 مليون جنيه لمشروع إسكان النوبة.

وقال رئيس الوزراء بابتسامة عريضة: "لولا ما تم من خطط لواجهنا أزمة حقيقية ولم نر هذه المعدلات من التنمية"، لافتاً إلى أن هذه النتائج أدت إلى إنشاء 27 مصنعا جديدا استوعبت آلاف الشباب و36 ألف شركة جديدة وفرت 52 ألف فرصة عمل. وأوضح أن إيرادات قناة السويس والضرائب وعوائد المصريين من الخارج، فضلاً عن زيادة النمو فى قطاعات السياحة والتجارة ، كانت دعماً مباشراً فى خطة الإصلاح الاقتصادى.

شدد رئيس الوزراء على أهمية مواجهة العديد من التحديات، وأبرزها مشكلة القمامة فى الشوارع وميادين مصر، وقال: "الشعب المصرى بيخرج 75 مليون طن زبالة سنوياً.. يعنى طن زبالة لكل مواطن"، واستطرد قائلاً عندنا 2 مليون طن زبالة من البيوت يوميا والباقى من مخلفات المصانع".

وعاود نظيف النظر إلى نواب المعارضة وقال "عندنا مشروع يهدف إلى جمع القمامة .. وفرزها ثم تدويرها ثم دفنها"، مبيناً أن مفيش دولة فى العالم بتدفن الزبالة" واستطرد قائلاً: "بصراحة لازم ننفق عشان نقدر بعد كدة نقول للمواطن ادفع ثمن الخدمة اللى تم تطويرها وتقدم له".

وأشار نظيف إلى اهتمام الدولة بملف تطوير العشوائيات، وأكد أنه تم صرف 500 مليون جنيه على ملف العشوائيات والمطلوب 8 مليارات أخرى للقضاء على العشوائيات، وكذلك منظومة التعليم الفنى، وهنا عاود نواب الأغلبية تصفيقهم بحماس وسط صمت من نواب المعارضة من الإخوان والمستقلين.

ونظر نظيف إلى المعارضة وقال "الحكومة مع الغلابة"، لافتاً إلى أنه سيتم تخصيص 164 مليون جنيه لتطوير نظام صرف السلع والخدمات بالبطاقة الذكية. وأكد أن هذا النظام سيساعد على زيادة إنفاق الدعم. وشدد رئيس الوزراء على أن هذا الاعتماد يعد الثالث من نوعه وهو لمجابهة آثار الأزمة الاقتصادية العالمية، ثم الاعتماد الأول والثانى والذى قدر إجماليها بنحو 23 مليار جنيه ليصبح بإجمالى الاعتماد الأخير حوالى 35 مليار جنيه. واختتم رئيس الوزراء كلامه قائلاً" مفيش خير فى التنمية الاقتصادية مادام المواطن المصرى مش حاسس بالخير ده".

وفى الوقت الذى حاول فيه الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء تلوين الحياة فى أعين نواب مجلس الشعب من الأغلبية والمعارضة، وذلك خلال الجلسة البرلمانية اليوم التى خصصت لمناقشة فتح اعتماد إضافى بموازنة الدولة، قابل النواب هذا بردود أفعال متباينة.

وحاول نواب الأغلبية التركيز فى كلام نظيف تبادل عدد من الوزراء الأحاديث الجانبية، فاشتعل الدكتور محمد عثمان ويزر التنمية الاقتصادية بالحديث مع وزيرة التعاون الدولى السفيرة فايزة أبو النجا فى المقابل تبادل النائب رجب هلال حميدة الحديث مع وزير التعليم العالى هانى هلال.

كما انشغل بعض نواب كتلة الإخوان المسلمين فى الحديث مع بعضهما البعض، ظل النواب وهم الدكتور حمدى حسن ومحمد البلتاجى والدكتور حازم فاروق دون اهتمام لكلام رئيس الوزراء فيما ظل النائب المستقل طلعت السادات يهز رأسه ويضحك.

وكان النائب أحمد عز رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس الشعب قد أرسل ورقة بأسماء الحزب الوطنى المعقبين على كلام رئيس الوزراء إلى الدكتور فتحى سرور رئيس المجلس وقام عز بالتأكيد على النواب من خلال أشارات بأنهم يستولون مهمة التعقيب.
واختار عز معه النواب عبد الرحمن بركة والنائب عبد الأحد جمال الدين زعيم الأغلبية والنائب محمد أبو العينين رئيس لجنة الصناعة.