يحبونني.....
ليغيبوا
.............
أُحبهمُ..
فأغيب
.............
أفاجِئُهم
باختراعِ المسافةِ
..............
يرمونني
بالنحيب
..............
أقول:
سأُوجِعُكم بالحكايةِ
والموجعاتُ ضروب
يقولون:
أوجَعتَنا بابتكارِك للعين..
صرنا..
ندوب.
أقول:
سأرحلُ.
يقولون:
نرحلُ.
أقول:
سأفني.
يقولون:
نبقى.
يقولون لي:
كن هنا.. هاهنا.
أقول لهم:
"قسمة ونصيب"
****
يخيلُ لي
أن هذا السيناريو
ألفتُه
في المساءِ القريب
يخيلُ لي
أنني عشتُه
مثل شمسٍ يؤرجِحُها الثورُ
ما بين قرنيه
في كلِ إشراقةٍ
وغروب
أظنُّ
ـ وآثم إذ لا أظنُّ ـ
فأسكنُ في الظنِ
أخرجُ
من جوفِ صدري
يقيني
أمزقُه
نتفاً
في الدروب
أقولُ
وكلي امتلاءٌ بصوتيَ:
إن الذي سوف يأتي مضى
وما فات آتٍ بلا ريبَ
عما قريب
****
يحبونني
ساعةً
أو أقلَّ
فيفترشون دمائي
ابتساماً
ويبنون من ضوءِ عيني
سماءً
مرصعةً
بالذنوب
يغنون لي فأغني:
(أنا الآن
"من؟"
"كيف؟"
"ماذا؟"
و"ما؟"
"كم؟"
"متى؟"
"هل؟")
أسجل نفسي
"أداةَ اكتشافٍ"
بلا أحرفٍ
تستر الدمعَ عنها
ولا جملة
كَفَنَتْها بمعنى
يؤجلها الوقتُ
دهراً
فدهراً
ويُشْرٍبُها الغيبُ
صبراً
فصبراً
ويجتثُ منها انتظارَ المجيب
أنا الآن
"من؟"
"كيف؟"
"ماذا؟"
و"ما؟"
"كم؟"
"متى؟"
"هل؟"
أسجَّلُ نفسي
كسهمٍ يغافلُ كفَّ الذي سوف يرمي
ويأبقُ
من بين أحلامِه
صاعداً
صاعداً
سوف أمضي
أشقُّ الهواءَ
فيفرحني الصوتُ
يصقلني
الشقُ
يهجرني
الصمتُ
لا أدركُ خطَّ النهاية.
أنا الآن أعرفُ
أن الحنينَ
عذابٌ
وداءٌ
ومحضُ ابتلاءٍ
دليلٌ
وآية
أنا الآن
يأكلني الشوقُ
يحرقني الذنبُ
ذنبُ افتراعِ الحكايةِ
من مبتداها
إلى حكيها.
لكنني
لا أعودُ إلى القوسِ
خشيةَ جرحِ الحبيب الحبيب
يحبونني
هكذا
ليغيبوا
وأمتصهم هكذا
فأغيب.
نقلاً عن العدد الأخير لجريدة أخبار الأدب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة