وصل علاء مبارك بذكائه وفى التوقيت المناسب إلى التركيبة السحرية لعقول الشعب المصرى، لقد أعطى علاء مبارك ولو عن قصد درسا لكل السياسيين والإعلاميين والساعين الطامحين إلى قيادة الشعب درسا فى كيفية قراءة العقلية المصرية وطريقة التعامل معها وقيادتها.
دخل علاء مبارك نجل الرئيس حسنى مبارك بقوة إلى قلوب المصريين، والبعض قام بترشيحه فى الانتخابات الرئاسية المقبلة وتوقعوا له الفوز باكتساح.. ومنهم من قام بترشيحه رئيسا للاتحاد المصرى لكرة القدم هكذا أعلن مواطنون وبسطاء بعد مكالمات علاء الهاتفية الحادة والصريحة التى «كشر فيها عن أنيابه أمام الجزائر» على خلفية اعتداءات مشجعين جزائريين على مصريين فى السودان وبعد الظهور الإعلامى المكثف خلاب مباراة الإسماعيلى والأهلى ورعايته للمنتخب المصرى أخيرا، لقد سجل "علاء مبارك" عودة قوية ومفاجئة للأضواء مؤخرا، نال عنها استحسانا وتأييدا شعبيا من البعض..
فى الماضى كانت لا تتوفر كثير من المعلومات والأخبار عن علاء مبارك وعن سيرته الذاتية، وإن كان يتردد أنه يعمل فى مجالات البيزنيس وأن كرة القدم فى مقدمة هواياته، حيث يشارك هو وشقيقه بشكل منتظم تقريبا فى دورات كرة القدم التى تنظم فى شهر رمضان مع لاعبين مصريين معتزلين، فضلا عن زياراته ودعمه اللافت للمنتخب المصرى لكرة القدم. تعددت الأسباب عن غيابه عن الحياة السياسية، تنتشر من وقت لآخر شائعات عنه منها ما هو إيجابى الطابع عنه، مثل تدينه وتحجب زوجته.
يرى كثير من الخبراء السياسيين المصريين أنه يحظى بقبول على الساحة المصرية أكثر من شقيقه "جمال" الذى تعارض قوى سياسية وصوله للحكم عبر انتخابات رئاسية تضع قيودا على منافسين محتملين له فيما يشبه "التوريث الانتخابى"، بحسب المعارضة.
ولعلاء مبارك ولدان من زوجته "هايدى راسخ"، هما محمد وعمر، والأول (محمد علاء مبارك) توفى يوم 18 مايو 2009، إثر أزمة صحية مفاجئة، وكان طالبا فى المدرسة الأمريكية بالمعادى ودأب على لعب كرة القدم فى فرع نادى برشلونة بالقاهرة، وكان محمد فى سنوات طفولته الأولى هو محور الصور القليلة التى نشرت عن الحياة العائلية للرئيس مبارك.
وجاءت واقعة وفاة نجله الصغير لتزيد من تعاطف المصريين معه، وفيهم الخصوم السياسيون لوالده وشقيقه قبل أن يختفى بعد الجنازة ليظهر مرة أخرى فى المباراتين الأخيرتين بين مصر والجزائر بالقاهرة والخرطوم كمشجع وداعم للفريق المصرى، ثم يدلى بتصريحاته المفاجئة الغاضبة ضد مشجعى الجزائر فى السودان، وهى التصريحات التى أعادته بقوة للأضواء و"أبرزته كزعيم سياسى يتبنى مواقف قوية ربما لم تسجل بعد لشقيقه الذى يبتعد فى تصريحاته عن السياسة الخارجية ويغلب عليه الحديث عن أمور الاقتصاد والتنمية بحكم عمله السابق فى مجال البنوك".
ونتساءل "هل يعود علاء مبارك للابتعاد مرة أخرى سريعا عن الأضواء ليترك الساحة لشقيقه كما اعتاد أن يفعل؟ أم تراه يستمر ويطل علينا من مكان آخر .
أخيرا الحب الذى يتمتع به علاء مبارك لدى قطاع واسع من الناس كما اعتقدنا يثبت أن موقف الشعب المصرى من جمال مبارك ليس موقفًا شخصيًا بل هو موقف سياسى مبدئى لا غبار عليه ولا شك فيه، ما بين المواطن وجمال مبارك هو السياسة ورفض الناس جمال مبارك هو رفض أن يكون ابن الرئيس حاكمًا أو متحكمًا فى سياسة شعب وقيادة أمة أما لو اكتفى جمال بشغله وبنفسه فقد يحظى بحب الناس لأخيه علاء وقد لا يحظى.
عيد فكرى يكتب: النبيل علاء مبارك.. وسر الظهور أخيرا
الثلاثاء، 05 يناير 2010 01:14 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة