المؤلف هانى السعدى: محمد سعد ضحية النصوص الضعيفة

الثلاثاء، 05 يناير 2010 01:25 م
المؤلف هانى السعدى: محمد سعد ضحية النصوص الضعيفة السيناريست هانى السعدى
حوار محمود التركى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
السيناريست والمؤلف السورى من أصل فلسطينى هانى السعدى يعد أعلى وأجرأ مؤلف سورى فى الـ15 عاما الأخيرة، وله العديد من الأعمال التليفزيونية الهامة، وكان فى زيارة إلى مصر مؤخرا لعقد عدة جلسات عمل مع فنانين ومؤلفين ومنتجين مصريين، لبحث إمكانية تنفيذ عدة أعمال مشتركة، حيث أوضح فى حواره لليوم السابع أنه لا يعرف أسباب توقف إنتاج مسلسل "فرسان الظلام" الذى كانت ستنتجه مدينة الإنتاج الإعلامى، ويخرجه أحمد صقر، وقال إنه يبدو أن هناك بعض الخلافات فى المدينة فتأجل المشروع.
وأشار السعدى إلى أن هناك منتجين فى مصر ـ لا يفضل ذكر اسمائهم ـ طلبوا أعمال لدراستها، وحضر إلى مصر لكى يجلسون معا ويتفقون على تنفيذ تلك الأعمال واختيار طاقم العمل من الممثلين والمخرجين.

وأكد أنه لديه حاليا 6 سيناريوهات، منها 4 أعمال اجتماعية و2 تاريخيان هما "فرسان الظلام"، وهو إنتاج سورى مع مدينة الإنتاج الإعلامى، لكن الأخيرة لم تحدد موقفها حتى الآن وهناك مسلسلات "زمن الصغار وقطاع الطرق" و"سباق التتابع" و"الهوى هوايا" و"الأبناء يأكلون الحصرم"، وهناك أيضا مسلسل اجتماعى بعنوان "صخور أنامل رقيقة".

وحول الممثلين الذين يفضل أن يقوموا بتلك الأعمال، أشار إلى هناك العديد من النجوم الذين ظهروا فى الفترة الأخيرة وتألقوا بخلاف الفنانين الكبار الذين قدموا كثيرا للدراما التليفزيونية، مثل يحيى الفخرانى ونور الشريف وحسين فهمى، هناك نجوم شباب مثل أحمد السقا وأحمد حلمى وفتحى عبد الوهاب، وأيضا محمد سعد، ورأى أن الأخير لم تظهر كل إمكانياته الفنية تماما، حيث لا يوجد سيناريو قوى يخدمه، وهو ضحية النصوص الضعيفة، ولم يلق التوجيه الجيد، ويحاول الاجتهاد بالاعتماد على قدراته الخاصة من لياقة بدنية أو الصوتية أو التعبيرات بالوجه، لكن ذلك كله لا يكفى، حيث يجب أن يكون هناك سيناريو قوى يدعمه لتظهر كل إمكانياته وطاقاته الفنية، وأنه رأى عدة أعمال له فى فترة ظهوره كانت تبشر بمستقبل باهر له فى التمثيل.

وأوضح أنه عرض له مؤخرا مسلسل "آخر أيام الحب"، إخراج وائل رمضان وبطولة سلاف فواخرجى وياسر جلال وزيزى البدراوى، وقال "لكن تنفيذ العمل لم يعجبنى ولم يخرج بالطريقة التى أردتها"، نظرا لأنه تعرض لبعض التعديلات، حيث تمت زيادة أدوار بعض الممثلين المصريين على حساب أدوار السوريين، وظهر ذلك بوضوح فى الحلقات الأخيرة من العمل.

وتكرر ذلك مع أعمال أخرى عرضت للسعدى، حيث أشار إلى أنه ليس راضيا عن مستوى بعض أعماله يعد تنفيذها وآخرها مسلسل "سفر الحجارة" الذى كان حلم حياته، لكنه خرج بشكل سيئ جدا لأن المخرج يوسف رزق شوه العمل تماما وحذف العديد من المشاهد الهامة والمؤثرة فى العمل، كما أضاف بعض الأشياء من عنده ومنها إقحامه لقضية غزة فى القصة، رغم أن أحداث العمل تدور قبل أحداث 11 سبتمبر الشهيرة بشهرين وحتى ما بعد انعقاد مؤتمر القمة فى بيروت، وأخل بالسيناريو مما أفقده مصداقيته وصدمه فى حلم عمره، من أجل خدمة مصلحته الخاصة ومنها إضافة مشاهد لابنه وإعطاؤه دورا لا يتناسب معه، كما أنه أضاف لنفسه شخصيا مشاهد لرغبته فى الوقوف أمام الكاميرا، رغم أنه لم يسبق له التمثيل من قبل فى أى عمل فنى.

ولم يراع المخرج أن السعدى كتب العمل من واقع جلساته مع بعض القادة فى فلسطين، لأن العمل يتناول القضية الفلسطينية، وأخبروه كيف تتم العمليات الفدائية هناك، لكن المخرج أظهر تلك العمليات بطريقة سيئة وغير واقعية، فمثلا هناك مشهد يظهر فى 5 فدائيين يهاجمون دبابات وعربات مصفحة وناقلات جنود لوحدهم، وهو أمر لا يحدث على الواقع ومن خيال المخرج، فالفدائيون يقتلون فى المسلسل عشرات الجنود فى الوقت الذى لا يصابون فيه بأى شىء سوى جروح بسيطة، وتساءل السعدى :كيف يصدق المشاهد هذه الأمور؟ وإذا كان هذا الكلام صحيح كنا حررنا فلسطين منذ سنوات".

وحصل السعدى مؤخرا على تكريم خاص من الرئيس السورى بشار الأسد وتم منحه الجنسية السورية، وقال إنه تناقش مع بشار فى كيفية الحفاظ على حقوق المؤلف لأنه فى سوريا لا يوجد هذا الأمر، على العكس مما يحدث فى مصر، حيث علم من أصدقائه أسامة أنور عكاشة ومجدى صابر ويسرى الجندى ومحمد جلال عبدالقوى أنه إذا أراد المخرج إجراء تعديلات على العمل يتم عقد جلسات عمل مع المخرج والمؤلف للوصول إلى حلول وسط.

وحول تناوله للقضية الفلسطينية بأسلوب الفانتازيا أكد أن العديد من القنوات التليفزيونية والفضائية العربية لا تقبل إنتاج مسلسلات عن فلسطين خوفا من عدم تسويقه وتوزيعه، وكان يتهم بأنه لا يكتب عن فلسطين، ودافع عن نفسه من تلك التهمة، شارحا أن هناك محطة عربية شهيرة رفضت ظهور شخصية فلسطينية فى أحد أعماله وأرادت استبدالها بشخصية عربية من أى دولة أخرى، كما أنه كتب أعمالا عن القضية الفلسطينية بطريقة الرمز والفانتازيا ومنها "البركان" و"الموت القادم إلى الشرق" و"الفوارس"، وعبر فيها عن القضية الفلسطينية بطريقة الإسقاط، ومسلسله "سفر الحجارة" الذى يتناول الصراع الفلسطينى الإسرائيلى بطريقة مباشرة.

وأكد هانى أن فترة طفولته التى عاشها فى سوريا أثرت على أسلوبه فى الكتابة، لأنه عمل مع والده كبائع للخضار على عربة مع والده، والمعاناة التى عاناها فى طفولته شكلت شخصيته لأنه كان من أسرة مهاجرة تركت فلسطين وعاشت فى سوريا ولم يأخذوا أموالهم معهم وتنقلوا فى عدة أماكن، وكل ذلك كان له تأثير كبير عليه.

وأوضح أنه بدأ الكتابة فى السينما وكانت أول تجربة سينمائية له فيلم "ليل الرجال" بطولة فريد شوقى وناهد شريف، وإخراج حسن الصيفى، وحدث خلاف بينه وبين المنتج السورى وكسب دعوى قضائية ضده وطالبت المؤسسة العامة للسينما بمنع عرض العمل 3 سنوات وتغريم المنتج 50 ألف ليرة، لكنه فوجئ بعد مرور شهرين بتشكيل لجنة جديدة بالمؤسسة وسمحت بعرض العمل، وقال له المنتج بالحرف الواحد "هاى دقنى لو عاد نشغلك بفيلم فى سوريا"، ثم تحول إلى الإذاعة ثم إلى التليفزيون.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة