خلال مناقشة كتاب "هجرة الشوام إلى مصر"

الفقى: مصر دخلت نفقاً مظلماً بعد هجرة الشوام منها

الثلاثاء، 05 يناير 2010 02:53 م
الفقى: مصر دخلت نفقاً مظلماً بعد هجرة الشوام منها جانب من الندوة
كتب وجدى الكومى ـ تصوير أحمد إسماعيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال مصطفى الفقى، إن مصر دخلت نفقاً مظلماً عندما هاجر منها الشوام، مؤكداً أن الجاليات الشامية والعربية صنعت نهضة ثقافية وعلمية فى الفترات التى وفدت فيها على مصر، واستقرت بها، وأوضح الفقى، أن المجتمعات الأحادية لا تزدهر مثل المجتمعات التعددية والتى يدخل فى نسيجها المجتمعى جاليات أخرى.

جاء ذلك خلال الندوة التى أقامتها أمس دار الشروق وكنيسة القديس كيرلس للروم الكاثوليك بالكوربة، لمناقشة كتاب "هجرة الشوام الهجرة اللبنانية إلى مصر"، وشارك فى الندوة الدكتور مصطفى الفقى والسفير اللبنانى خالد زيادة ومؤلف الكتاب مسعود ضاهر وأدار اللقاء إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة دار الشروق.

وكان الفقى قد أشار فى مستهل مناقشته للكتاب إلى سعادته أن يكون خالد زيادة سفيراً لبنانيا فى مصر، لأنه مفكر رصين، كما تناول جهد مؤلف الكتاب فى البحث عن المصادر قبل تأليفه للكتاب، مشيراً إلى أنه قد أمضى شهوراً يتردد على أماكن وعائلات فى مصر ليوثق عمله.

وركز الفقى فى مداخلته على الإشارة إلى أن قدوم الشوام إلى مصر كان طبيعياً، لأن الانتقال كان ميسوراً من الشام إلى مصر، إضافة إلى هروبهم من الاستعمار التركى الذى وصفه الفقى بأنه كان أثقل كثيراً من الاستعمار الفرنسى والإنجليزى، حيث اعتبر الفقى الاستعمار البريطانى استعماراً خفيفاً وتأثيراته الاجتماعية والثقافية أقل بكثير من التركى والفرنسى.

وأكد الفقى، أنه "لا نكاد نبحث فى أصل أديب أو صحفى أو ممثل سينمائى أو رائد مسرحى، إلا ونجد له جذوراً شامية بشكل أو بآخر، مشيراً إلى أن دور الشوام أضاف إلى مصر صفة أنها بلد مفتوح لأشقائه"، وقال الفقى: "الاعتماد الفنى والخاتم الحقيقى يأتى من مصر ولا يوجد استثناءات كثيرة لمن اشتهروا خارج مصر إلا فيروز وبعض الفنانين الآخرين، وإنما المجمل كانوا يرون أن مصر هوليود الشرق".

وتطرق الفقى فى حديثه إلى التأكيد على أن الدكتور بطرس بطرس غالى قد قال له إن الإنجليز قد رحبوا بهجرة الشوام إلى مصر لسبب غريب، وهو أنهم فقدوا ثقتهم فى الأقباط، وأشار الفقى إلى اعتزازه برأى بطرس غالى، مؤكداً على أنه قيمة كبيرة بالنسبة له وكلما رآه يقبل يده وهو ما لا يفعله إلا مع والديه.

وأكد الفقى على أن أغلبية الهجرات الشامية كانت مسيحية بالدرجة الأولى، مشيراً إلى أن المسيحى أكثر مغامرة ورغبة فى الانتقال من مكان لمكان، وضرب المثل بعائلة تكلا التى أسست الأهرام، وجورجى زيدان البيروتى الذى أسس دار الهلال، وروزاليوسف التى ترجع لأصول فلسطينية.

وختم الفقى حديثه بالإشارة إلى أن المصرى تتم معاملته معاملة أحياناً غير طيبة فى كثير من الدول العربية، إلا فى منطقة الشام.
وأشار مؤلف الكتاب مسعود ضاهر إلى أن هذا النموذج من الهجرة كان فريداً فى العالم العربى، حيث لم تحدث مثل هذه الهجرات بين منطقتين أخريين فى العالم العربى، وكان لها هذا التأثير.

وأكد المؤلف، أن المسلم الشامى لم يكن له امتيازات أكثر من القبطى الشامى، بل حصلا معا على نفس الإفادة والاستفادة من إقامتهما فى مصر، مشيراً إلى أن العلاقة بين الشام ومصر علاقة قديمة وسوف تستمر إلى ما لا نهاية.

وشهد اللقاء عدة مداخلات من الحضور الغزير الذى أبدى تفاعلاً غير عادى، حيث طالب اللستشارى مجدى مسرة المؤلف بأن يبحث فى أسباب هجرة الشوام من مصر، مشيراً إلى كلمة الفقى التى ربط فيها بين خروجهم من مصر ودخولها إلى نفق مظلم، وقال مسره: هل من مصلحة السلطة السياسية فى مصر أن تترك البلد تدخل هذه الردة الثقافية والسياسية والدينية والجمالية؟

كما أكد السفير اللبنانى خالد زيادة على وجود فارق بين المثقف المصرى والمفكر المشرقى، فالأول نهض فى كنف الدولة التى احتضنته ووفرت له ظروفاً طيبة لفكره، وضرب المثل بالطهطاوى وعلى مبارك، مشيراً إلى أن المثقف المشرقى لم يكن له نفس الحظ، لأن الدولة نبذته وأضطر إلى الهجرة إلى مصر.
وهو ما اعترضت عليه المؤرخة التاريخية لطيفة سالم التى أكدت أن المثقفين المصريين لم ينهضوا جميعا فى حضن الدولة، مؤكدة أن محمد عبده لم يتوفر له الحظ الذى تحدث عنه السفير، وقالت لطيفة سالم: صحيح أننا نقول إن هناك الكثير من المثقفين المصريين خرجوا من عباءة الدولة، لكن نهضة مصر لم تكن على يد الشوام، فالشوام جاوا ووجدوا فى مصر الصحافة والصحفيين ، كانت لهم مساهمات لا يمكن إنكارها فى إثراء هذه النهضة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة