الاستثمار فى أرض سيناء العريقة، أمل راود كل المصريين ومازال يراودهم منذ تحرير الأرض، لما تتمتع به هذه البقعة من خواص طبيعية نادرة.
لكن يبدو أن الأمر ليس بهذه السهولة.. فالمد الاستثمارى فى هذه المنطقة لم يضع فى اعتباره العوامل الاجتماعية والمجتمعية للبدو الرحل بين أنحاء وثنايا سيناء، واعتقادهم أن هذه الأراضى هبة الله لهم لا ينبغى أن ينازعهم فيها أحد.. وهو الوضع الذى انتهى بصراع بين المستثمرين، الذين اعتبروا مقاومة البدو لهم سلبا ونهبا، وبين البدو سكان المنطقة الأصليين، والذين اعتبروا أنفسهم مدافعين ومحررين للأراضى التى منحها الله لهم، وترتب على هذا الصراع تدمير لمعظم محاولات الاستثمار فى هذه المنطقة الواعدة.
وفى لقاء مع جبهة "المستثمرين"، أكد د.محمد دياب رئيس جمعية المستثمرين بمشروع تنمية شباب سيناء، أن هذا المشروع بدأ بالقرار رقم 84 لعام 1993، ورغم التنسيق بين الوزارات المختلفة وموافقة وزارة الداخلية والزراعة والدفاع والرى والاستثمار وغيرها من الوزارات المعنية التى قامت بدراسة المشروع، تمت الموافقة على خريطة المشروع التى تشمل أربعمائة ألف فدان، ولكن عند تنفيذ هذا المشروع العملاق، ظهرت الخلافات الجوهرية بين الوزارات والهيئات الحكومية المختلفة، وكان نتيجة لهذه الخلافات إعاقة المشروع عدة سنوات وإعطاء فرصة لبلطجة وتعدى بدو سيناء على أرض المشروع وإعاقة التنمية والاستثمار فى المنطقة.
ويضيف دياب قائلا "تعديات البدو تصل إلى جرائم قتل فى أماكن متعددة، علاوة على السلب والنهب وهدم المنازل وإعاقة الاستثمار".
المستثمر عصام وهبة يقول "كنت أعمل مهندس كهرباء وظللت فى الكويت أكثر من 10 سنوات، وبعد أن بلغت سن الـ 65 رأيت أن أشترى أرضاً فى سيناء لزراعتها، وبالفعل دفعت تحويشة العمر فى الأرض، وأصبحت عضوا فى شركة الرحاب، وعندما وصلت إلى الأرض بعد استلامها فوجئت بالبدو قد وضعوا أيديهم عليها، ولا يريدون إخلاءها وقاموا بالتهجم على أكثر من مرة رغم كبر سنى.
التقينا مع سيد إبراهيم حسن، حيث لاحظنا وجود الأرض صحراء على حالها وقال "لم أتمكن من زراعتها حتى الآن رغم أننى وضعت معاشى كله فى هذه الأرض بعد خروجى من القوات المسلحة وتفرغت لزراعة الأرض ووضعت حوالى مائة ألف جنيه فيها آملا فى زراعتها مانجو وزيتون، ولكن عندما استلمت الأرض فوجئت بمشكلة لم تكن فى الحسبان وهى أعمال التخريب التى يقوم بها البدو فى المنطقة، وكلما أبنى منزلا يقومون بهدمه من قبل مجموعة مسلحة مكونة من حوالى 30 شخصا وأدت الطلقات النارية لمقتل أحد الأفراد".
وفى الجبهة الثانية (جبهة البدو) من السكان الأصليين، علق بعضهم قائلا "هذه الأراضى ملك لنا ونحن ورثنا هذه الأرض أبا عن جد" وأوضح سليمان إبراهيم من قبيلة الأخارسة بالقنطرة أن البدو مقتنعون أن هذه الأراضى ملكهم ويقول "المستثمر دفع فلوس للحصول على عقود سليمة تمكنه منها، ولم تراعِ أن سيناء مقسمة إلى عشائر وقبائل، وجميع القبائل واضعة يدها على الأراضى، ولا يوجد شبر فى سيناء ليس له صاحب بوضع اليد.. وطلبات البدو دائماً مادية باعتبار أن الأرض ملك لهم".
لمعلوماتك:
*15 مليار جنيه أنفقتها الدولة على مشروع تنمية واستصلاح أراضى القنطرة شرق بالإسماعيلية، بمساحة 400 ألف فدان، وعجزت الدولة عن حمايتها من البدو.
*3 ملايين هو عدد المواطنين المستهدف توطينهم بالقنطرة شرق من قناة السويس وحتى أسوان.
صراع المستثمرين والبدو يهدد التنمية فى سيناء.. المستثمرون يؤكدون حصولهم على الأراضى من الدولة بعقود صحيحة.. والبدو يقولون: أراضينا وهبها الله لنا بوضع اليد ولن نتركها
الإثنين، 04 يناير 2010 04:13 م
صراع المستثمرين والبدو يهدد التنمية فى سيناء