من يوليو 2004 حتى الآن، أمضى رئيس الحكومة الدكتور أحمد نظيف خمس سنوات وخمسة أشهر فى الحكم شكل خلالها حكومتين وأجرى عدة تعديلات وزارية، كان آخرها أمس بخروج وزير التعليم الدكتور يسرى الجميل وتعيين وزير جديد للنقل خلفا للمستقيل محمد منصور، وهو ما كان متوقعا للجميع باستثناء الدكتور يسرى الجمل الذى فوجئ بخبر إقالته من الصحفيين!
وباستثناء رئيس الحكومة الذى ظل متسكا بالجمل حتى اللحظة الأخيرة، بدا هذا الخروج مقنعا لمعظم الناس لأسباب منها الفوضى التى تسود العملية التعليمية، سواء عبر عملية التطوير التى اقتصرت على الشكل دون المحتوى، أو بسبب فشله فى الحفاظ على انتظام العام الدراسى فى ظل الأنفلونز، ناهيك عن عدم استطاعة أى مدرسة حكومية توفيق أوضاعها وفقا لمعايير الجودة، وعدم انعكاس كادر المعلمين الجديد على مستوى المعلمين، وبالتالى على العملية التعليمية.
لكن السؤال الأكثر إلحاحاً وأهمية، هل تغيير وزير التعليم وحده هو ما كان ينتظره الناس والمتابعون للشأن العام والآداء الحكومى؟
فى الحقيقة أن وزير التعليم هو جزء من منظومة فاشلة تحتاج إلى تغيير جذرى، فعلى سبيل المثال لا الحصر يستحق وزير البيئة الخروج من الحكومة بعد أن أمضى أكثر من ست سنوات فى منصبه دون أن يجد حلاً لمشكلة السحابة السوداء، وهى أخطر مشكلة بيئية تعانيها البلاد، وكان يفترض أن تكون شغله الشاغل فى وزارته.
ولم يقدم وزير الصناعة غير الكثير من التصريحات والكلام بمناسبة ودون مناسبة رغم أن الصناعة المصرية تعيش أصعب أوضاعها، وهو أمر يعرفه رجال الأعمال الوطنيون الذين يعانون من السياسات التفضيلية والتحفيزية التى تمنح للمستوردين والوكلاء الذى ينتمى الوزير إليهم.
ولا يختلف حال التعليم العالى عن التعليم العام فى سواءته، ومنذ اختيار الدكتور هانى هلال وزيراً فى نهاية ديسمبر وحتى الآن، لم يتغير حال الجامعات قيد أنملة، ولم تدخل خطة إصلاح التعليم الجامعى مجال التنفيذ، والتى تشمل فيما تشمل إنشاء مائة جامعة بحلول عام 2010، وإعادة تصميم المناهج الجامعية وتقليل أعداد الدارسين بالكليات، وتقسيم الجامعات ذات الأعداد الكبيرة لتصبح متوافقة مع المعايير العالمية للتعليم الجامعى.
ولا يبدو أن وزير الزراعة لديه أية رؤية واضحة لمستقبل الزراعة فى مصر، بحيث لم يعد أحد يعرف ما هى المحاصيل الاستراتيجية التى ينبغى التركيز عليها وتحقيق أكبر قدر من الاكتفاء الذاتى منها فى ظل الزيادات العالمية المتتالية فى السلع الغذائية الزراعية. والقائمة تبدو طويلة، لكن الأكيد أن خروج الجمل وحده لا يكفى فهذا البلد يحتاج حكومة أفضل.