احمد محسن يكتب: مَن أنا لكى أَكُونَ نفسى

الإثنين، 04 يناير 2010 09:41 ص
احمد محسن يكتب: مَن أنا لكى أَكُونَ نفسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تتخبطنى الليالى وأسبح وحيداً فى هذا العالم الملىء بالتناقضات واللامبالاة، أعيش هذه الدنيا وكأنى غريب ولما كأنى! فأنا غريب حقاً.

حاولت جاهداً أن أرى للنور طريقاً فلم أجده، جبت مناطق كثيرة ولم أصل لشىء، نعم فأنا وبكل أسى نموذج للفشل والحظ العاثر.

أقف كل ليلة أشاهد نفسى فى المرآة، أتعجب! من هذا الشخص الذى يقف أمامي؟! انظر إلى عينيى والسواد يلتف حولهما وكأنها هالة تعيسة تخنقهما لكى تحجب النور أبداً، شاخ وجهى وصرت كالكهل، وجهٌ مجعد وكأنه يتحلل، جسد مترهل.
اااااااه إنها التعاسة بعينها .......

أعيش الحياة وكأنى مسجون عيون تلاحقنى وكأننى جرذ هارب من مصيره لماذا تعامليننى هكذا؟! لقد مللت منك حقا فلو كنت املك الاختيار لكنت أنهيتك فوراً، يا لها من حياة كئيبة.
لقد حلمت يوماً بأنى أعيش فى عالم غير عالمى هذا، عالم تكسوه الورود وتحكمه قطرات الندى عالم زاهية ألوانه عالم أعيشه وحدى حيث لا مكان لسوء الحظ أو الفشل.
يا إلهى هذا ما كنت عليه يوماً، حياة بائسة...!
لقد كان مصيرى الانتحار لولا مساعدتك لى فأنا اليوم ما كنت سأصل الى ما انا فيه بدونك، حقاً أشكرك.
أتذكر ذلك اليوم جيداً، حبل غليظ، فوضى تعم المكان، نبضات متسارعة، لقد أوشكت على الانتهاء، أفكار تتصارع بداخلى ذكريات تمر أمامى، لقد اتخذت القرار وأوشكت أن أنهى هذه الكآبة.
و لكن وكالمعتاد، حظٌ عاثر مرة أخرى ينفلت الحبل لكى احرم من فرصة الخلاص، نعم فشلت مرة أخرى ..
سقطت على الأرض أنازع الهواء لكى يملئ رئتى، اشعر باختناق فظيع تجمدت أطرافى وفقدت الإحساس بهما، توقفت الحياة تماماً صمت مخيف أحسست وكأنى انتقل لعالم أخر، لحظات صعبة مررت بها ولكن ما إن ظهرتِ حتى ثارت كل خلية فى جسدى تصرخ تطالب بفرصة أخرى لحياة أفضل .
أتذكر ذلك النسيم الدافئ، أتذكر قطرات المياه الطاهرة التى كانت تمسح عنى شظايا الوهم، أين كنتِ، لما لم ابحث عنكِ ؟.
نظرت بدهشة وأنا أنازع، أتحرك ببطيء شديد يبدو وكأنى أغوص فى الظلام والصمت يغلفنى يثقل أطرافى وكأنى طفل يتعلم أول حركاته، انه نور ينبعث من الظلام خيط رفيع اخذ يتمدد حتى التهم الظلام لقد تحول كل شيء، ذاب الظلام وذهب الصمت معه لقد رايتك لقد كنتِ فى انتظارى وكأنك تعلمين بمجيئي، عيناكِ تتحدث تعاتبنى تنزع عنى الوهم وتزرع بداخلى بارقة أمل ...
"نفسي" ! .. ما أجمل أن أراكِ ولم تتأثرى بعواصف الحياة، لم أتخيل يوماً أن أقف أمام نفسى متحررا من قيود المنطق والطبيعة...
استشعر كلماتك كل لحظة...
"فق من غفلتك وانظر بداخلك ستجد ما تبحث عنه، لقد ظلمتنى كثيرا لقد بحثت عن كل شئ ولم تبحث عنى، فأنا هو أنت ولكنك اخترت الطريق الخاطئ، ابحث عنى بداخلك ستجدنى بجانبك ... ابحث عنى، حررنى من قيود الوهم"....
آه ه ه .. ما أصعب العتاب فى هذه اللحظات فأنا لم اعد املك شيء لأعاتب عليه، لقد خسرت كل شيء خسرت ماضى وخسرتك حاضرى وبعد ذلك لا مكان لمستقبل ..
و لكن ما إن رايتك حتى انبعث بداخلى أمل جديد، لقد أحسست أن شيء ما ينتظرنى وان الفرصة مازالت مستمرة ولابد من أن تنتهز .
آه ه ه ه كم أنا غبى حقاً، اعذرينى نفسى، أوعدك سأنتهز الفرصة سأبحث عنكِ ...!
اهتز جسدى محطماً قيود الفشل ووهم الحظ العاثر فقمت منتصباً صارخاً وكأنى ولدت من جديد نظرت حولى كانت الفوضى كما هى تحسست جسدى وقمت واثباً نحو المرآة مخاطباً نفسى ...
"أشكرك يا من ظلمتك يوماً يجب آن ابحث عنك ها أنا أمامك قد ولدت من جديد"....
لقد كانت محقة لقد ظلمتها كثيرا ظللت حبيس الأوهام وبحثت كثيرا عن أوهام ولم أتكفل عناء البحث بداخلى ...
يااااااه لها من أوقات، كلما أتذكرها اشعر وكأنى عشت حياتين .....
"إيفان ألن تأكل عشائك لقد أطلت البقاء فى المكتب" ....
"اجل زوجتى العزيزة سأنهى ما بدأت وسآتي" ......
اهدى هذه اليوميات متحدياً المنطق إلى صاحبة الفضل .. "نفسى .. أشكرك"





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة