اشتعلت الأزمة المثارة حاليا بين المرشدين السياحيين والدكتور زاهى حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بعد رفض الأخير تنفيذ قرار اللجنة المشكلة برئاسة مدير عام المتحف المصرى وممثلى نقابة المرشدين بوقف مشروع النظام السمعى بالمتحف المصرى لمدة ثلاثة أشهر، لحين قيام الشركة "ماركوتشى" بتلافى جميع السلبيات وزيادة عدد الاجهزة السمعية، بناء على الشكاوى التى تقدم بها المرشدين لكافة الجهات المعنية.
حصل اليوم السابع على صور من الشكاوى التى تؤكد على استمرار المهزلة بشكل يومى ووجود شبهه تواطؤ بين صاحب الشركة ويدعى "م. ص" وأحد القيادات بالمجلس الأعلى للآثار، ويتردد أنه على علاقة قرابة بالدكتور زاهى حواس، ويروى أحد المرشدين المأساة التى بدأت منذ تشغيل الأجهزة السمعية بالمتحف المصرى فى شهر نوفمبر الماضى للقضاء على التلوث السمعى وللحفاظ على المظهر الحضارى للبلد إمام السائحين، دون الرجوع للنقابة المرشدين، إلا أن التطبيق العملى لهذا النظام تسبب فى حركة ارتباك شديدة فى العمل، وضياع الوقت المحدد للبرنامج فى عملية تسليم وتسلم الأجهزة، وإجبار المرشدين على ترك بطاقة تحقيق الشخصية أو ترخيص الإرشاد مع التوقيع على إيصال باستلام الأجهزة ضمانا لعودتها سليمة وكاملة العدد، برغم أنها أجهزة رديئة وتتعطل وتتلف بطاريتها أثناء الشرح ويقوم المرشد بتكمله الشرح بدون السماعات فهى أجهزة لاسلكية وليست أجهزة متحفية كالتى يتم استخدامها فى جميع متاحف العالم، وفى نهاية الرحلة ترفض الشركة تسليم المرشد لبطاقة هويته بحجة أن عدد الأجهزة غير سليم، ومن هنا تبدأ المشكلة التى ليس للمرشد دخل فيها، فيقول المرشد ممدوح عبد العزيز ترخيص إرشاد سياحى رقم 1670 الذى واجهته نفس المشكلة أثناء مرافقته لفوج سياحى إيطالى مكون من 25 سائح بتاريخ 8-12-2009 حيث تم إخباره بأن السماعات إجبارى وليس اختياريا، وإلا لن يتمكن من القيام بمرافقة المجموعة داخل المتحف وبعد قيامه بدفع رسوم التذاكر تم تحرير إيصال بعدد السماعات التى سوف تسلم له بعد ترك اثبات الشخصية والتوقيع على الإيصال، ثم رفضوا تسليم الاجهزة بحجة أن الشخص المسئول بتسليم الأجهزة للفوج غير موجود، وتم بدء الزيارة بعد توزيع الأجهزة على الفوج ولكن المفاجاة جاءت بعد تسليم الأجهزة بمغالطته بالعدد وتعطيل الفوج السياحى نصف ساعة والامتناع عن تسليمى البطاقة الشخصية الخاصة بى وإجبارى على التعهد كتابيا برد الجهاز، وعندما أبدت رغبتى فى سداد ثمن الجهاز الذى ادعت الشركة أنه فُقد، جاء رد الشركة بمثابة صدمة للمرشد، إن المسألة ليست ثمن الجهاز فحسب، وإنما هى قضية أمنية أيضا، لأنها أجهزة لاسلكية، الأمر الذى سبب قلق وتوتر للمرشد طوال الرحلة وانعكس على المجموعة السياحية.
كما رفض معظم السياح الأجانب استخدام أجهزة تم استعمالها من قبل مجموعات سابقة دون تعقيم مما ينقل العدوى، خاصة فى ظل الظروف الصحية والأمراض المعدية التى يعيشها العالم، والأخطر من ذلك أن بعض السياح قرروا تقديم شكاوٍ للمنظمة السياحة العالمية وومنظمة الصحة من سوء الإجراءات الوقائية المتبعة بمصر ضد انتشار الأمراض.
ويؤكد المرشد أن شركة "ماركوتشى" تقوم بتحصيل رسوم الأجهزة حتى فى حالة رفض المرشد أو المجموعة استخدام الأجهزة واستخدامهم لاجهزة خاصة بهم أى أن الغرض هو تسديد الرسوم مثلما حدث مع مرشدين مرافقين لمجموعات سياحية تابعة لشركات "ناسكو تورز" "إبركرومبى" كما حدث مع مرشد مرافقا لمجموعة يابانية تابعة لشركة
"وينر إنترناشيونال" عددهم 21 فردا وبحوزتهم أجهزة متحفية يابانية الصنع قاموا باستخدامها أثناء دخول المتحف، والغريب أن الشركة رفضت دخولهم دون الحصول على الأجهزة المملوكة للشركة وأجبرت المرشد على سداد الرسوم، الأمر الذى يتنفى معه الغرض الوهمى الذى تدعيه الشركة، والذى من أجله تم تشغيل النظام، ومن الواضح للجميع تحقيق مكاسب مادية وشخصية لأفراد بعينهم دون النظر للمصلحة العامة فى موقع من أهم المواقع الأثرية والسياحية فى مصر ودون اهتمام بالحفاظ على الثروة القومية والاقتصادية من السياحة.
أكد المرشدين على مخالفة الشركة بنود العقد المبرم مع المجلس الأعلى للآثار، وأنها تمارس الإرهاب والضغط على المرشدين بإلزامهم سداد المبالغ المقررة دون الحصول على خدمة، وكشف المرشدين عن عدم طرح المشروع للمزايدة لأخذ أفضل العروض المقدمة للخدمة وأنه تم بالأمر المباشر، أضاف المرشدون أن مجدى صادق صاحب الشركة عليه العديد من المخالفات القانونية وهى مثبتة فى واقعة "كافتريا إدفو" التى تم تأجيرها من الباطن بالمخالفة للقانون، علاوة على المعاملة السيئة والتلفظ بألفاظ نابية ضد المرشدين والمسئولين بالمتحف وعدم مراعاة المصلحة العامة، فضلا عن الزحام والفوضى العارمة داخل المتحف، والتى تصاحب عملية التسليم والتسلم.
المرشدون السياحيون يطالبون بوقف مشروع النظام السمعى بالمتحف المصرى لفشله.. وحواس يرفض وشركة "ماركوتشى" تفرض إتاوة على السياح لدخول المتحف
الأحد، 31 يناير 2010 10:20 ص