خصص الكاتب البريطانى الشهير روبرت فيسك مقاله بصحيفة الإندبندنت البريطانية اليوم للحديث عن شهادة تونى بلير أمام لجنة شيلكوت عن حرب العراق، وتحدث فى البداية عن ذكريات الألم التى شاهدها بنفسه فى العراق، والدماء التى كانت تعلو فوق حذائه فى غرفة الطوارئ فى مستشفى بغداد فى مارس 2003 والإصابات البشعة التى تعرض لها العراقيين من جراء هذه الحرب، ثم يأتى اللورد بلير، يقول الكاتب، ليجلس فى مركز مؤتمرات الملكة إليزابيث الثانية، فى بدلته الأنيقة ورابطة عنقه الحمراء النظيفة، ووصف فيسك ذلك بأنه الفرق بين جحيم الألم وجحيم الكذب السعيد.
ورأى فيسك أن الشعور بهذا الإحساس يتطلب أن تكون موجوداً فى الشرق الأوسط، فلقد كان بلير بعيداً من الناحية الجسدية عن الكاتب بمقدار ألف ميل، حيث يقيم فى بيروت، لكن من الناحية النفسية، كان بلير فى مجرة أخرى، لا يزال يواصل تأليف وإعادة تأليف سجلات التاريخ.
حظيت الشهادة التى أدلى بها رئيس الوزراء العراقى السابق تونى بلير أمام لجنة شيلكوت عن حرب العراق بتغطية كبيرة وموسعة فى الصحيفة، فنطالع تقريراً على صفتها الرئيسية عن هذا الشأن تشير فيه إلى أن بلير رأى فيه أنه كان محقاً ومسئولاً عما حدث وغير نادم، وقالت إن بلير أنهى جلسة التحقيق العلنية التى استمرت ست ساعات بالإصرار على أنه ليس نادماً على الإطاحة بصدام حسين، مشيراً إلى أن العالم أصبح أكثر أمناً وأن العراق استبدل يقين القمع بسياسات ديمقراطية غير مؤكدة.
وألقى بلير بالمسئولية على التدخل الإيرانى فى الفشل القريب للاحتلال العراقى، وكذلك على الافتراضات التى لم تكن فى محلها ونقص القوات الأمريكية.
وأشارت الصحيفة إلى أن بلير لم يقدم طوال فترة التحقيق مبررات جوهرية لإرساله 40 ألف من القوات البريطانية لنزع أسلحة صدام حسين للدمار الشمال التى لم تكن موجودة، قائلاً إنه إذا تراجع العالم عن قرار الحرب كان صدام ليستعيد هذه الأسلحة من جديد، كما أنه كانت لديه النية والقدرة على القيام بذلك.
للمزيد إقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به..
الكاتب البريطانى الشهير روبرت فيسك
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة