ساينس مونيتور:نظام مبارك استغل الفوز على الجزائر

رصدت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية فرحة المصريين بالفوز الساحق على الجزائر فى نصف نهائى كأس الأمم الأفريقية، فى مباراة انتهت بأربع أهداف نظيفة للفريق المصرى. وقالت إن هذه المباراة لم تكن عادية بالنسبة للناس فى القاهرة، بل كانت فرصة للمصريين للتصالح مع أنفسهم بعد هزيمتهم فى أم درمان وعدم تأهلهم إلى كأس العالم.

وأشارت الصحيفة إلى أن مصر انفجرت فيها موجة من الاحتفالات مساء الخميس، وعلى الرغم من أن الأهداف الأربعة فى مرمى الجزائر "لن تغيير من تراجع دور مصر الإقليمى أو المتاعب الاقتصادية الجمة التى تواجهها"، على حد تعبيرها، إلا أن الانتصار على الجزائر بالنسبة للمصريين فى الشوارع يتيح الفرصة للمواطنين المسحوقين بتذوق طعم الفوز، ويقدم لنظام مبارك الذى لا يحظى بشعبية فرصة للاستفادة من إثارة مشاعر الفخر الوطنى.

وتنقل الصحيفة عن عادل إسكندر، أستاذ الإعلام والاتصالات فى جامعة جورج تاون الأمريكية قوله، إنه إذا كانت هزيمة مصر صفر- 1 أمام الجزائر فى أم درمان تماثل حرب 1967، فغن انتصار مصر بأربعة أهداف يماثل حرب أكتوبر 1973، ويرى أن هذه المباراة بالنسبة لكثير من المصريين عزاء على الأقل عن خسارتهم السابقة.

ويمضى الخبير الإعلامى فى القول، إن الإحباط الذى تسببت فيه المبارة السابقة أظهر الطبيعة الفوضوية للمشاعر الملتهبة للرأى العام، فما بدأ كفرصة للفوز بتعاطف المصريين مع الحزب الوطنى الحاكم، تحول سريعاً إلى عمل من أعمال الهوس، مع لعب كثير من المسئولين على مستويات مختلفة بالنار فى الدولة والإعلام الخاص. ولذلك، وخوفاً من النتائج المتوقعة لهذه المباراة تحديداً، تجنبت وسائل الإعلام المصرية نكأ الجروح وخففت من حدة لهجتها ضد الجزائر.

وأوضح إسكندر أن النظام استغل كل فرصة ليحتضن فيها النصر وينسب الفضل إلى نفسه.
وتختتم الصحيفة تقريرها بالقول، إن المشجعين الذين انطلقوا فى الشوارع للاحتفال لم يهتموا بالسياسة الإقليمية أو كيف سيستغل نظام مبارك هذا الانتصار لصالحه، كل ما اهتموا به هو الاحتفال بهذا الفوز.