د/ بهــاء الدين محمــد يكتب : هل نحن حقـــاً فى آخر الزمان؟؟

السبت، 30 يناير 2010 04:40 م
د/ بهــاء الدين محمــد يكتب : هل نحن حقـــاً فى آخر الزمان؟؟ إستحلال الخمر من علامات الساعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سؤال قد يبدو للبعض غريباً وقد يكون لآخرين خبلاً وقد يكون لغيرهم شديد البديهية نظراً لما يحدث حولنا ... فكثير منا يتندر عندما يجد شيئاً عجيباً أو موقفاً غريباً بأننا "صحيح فى آخر الزمان" وقد لايقصد أو يدرى أصلاً المعنى.. ولكن المؤكد والذى نستطيع أن نجيب به فى منتهى اليقين أننا حقاً وصدقاً فى آخر الزمان بكل ما يعنيه ذلك من تداعيات ومعان.. إذاً ما الدليل؟ أسوقها لكم بإيجاز فيما يلى:

أولاً لابد أن نعرّف ماهو آخر الزمان حتى نوحّـد المفاهيم ونتفق من البداية.. وبدون أن نطيل فى سرد كل التعريفات دعونا نستخلص منهم بأنه "الحقبة الزمنية التى تسبق مباشرة ظهور علامات القيامة الكبرى إلى قيام الساعة" - أى أن بدايتها قبل ظهور العلامات الكبرى- والدليل أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة (سيكون فى آخر الزمان خسف و قذف و مسخ، إذا ظهرت المعازف والقينات، و استحلت الخمر) و (سيكون فى آخر الزمان شرطة يغدون فى غضب الله، و يروحون فى سخط الله) و(سيكون فى آخر الزمان ناس من أمتى يحدثونكم بما لم تسمعوا به أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم) _صحيح الجامع للشيخ الألباني_ وهى لا تحتاج لشرح أو تفصيل.

أمـا الدليل القاطع والـذى سيصدم البعض أن تقريباً 98% من علامات الساعة الصغرى قد ظهرت بالفعل ... نعم ظهرت شئنا ذلك أم أبينا وكلها واضحة كوضوح الشمس ولكننا لانريد أن نصدق ونتغافل وسأذكر لكم بعضها واسمحوا لى ألا أذكر الحديث المقابل لها لأنها أولاً مشهورة لدى الكثيرين وثانياً لا يتسع المقام لذكرها ويسهل جداً لأى أحد أن يجدها جميعاً فى الكتيبات والكتب التى تتحدث عنها:
نبدأ ببعثة النبى صلى الله عليه وسلم فهى فى ذاتها من العلامات الصغرى ثم انشقاق القمر فى حياته والذى أثبتته الدراسات الحديثة بالقمر فى الفترة الأخيرة .

ظهور الدجالين ومدّعيى النبوة وقد حدث.. كثرة الـهـرج وهو القتل وأظن أننا وصلنا لمرحلة أصبح فيه سماع عدد من القتلى يوميا فى انفجارات ومذابح ومحارق شيئاً عادياً لا نستغربه ولا تستهجنه آذاننا بل نرى مشاهد القتلى بنشرة الأخبار ثم نتابع مباراة الكرة!! .
تطاول الحفاة العراة رعاة الشاه فى البنيان_ وأرجح الأقوال أنهم العرب_ وأظن برج دبى والناطحات والأبراج العربية خير دليل.

ظهور الغلاء الفاحش فى العالم وتقارب الأسواق وكثرتها وعظمها وهذا كله مشاهد ويعانى منه الكثير ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ظهور الأوبئة والأمراض والأسقام التى لم تكن فى أسلافنا وأظن هذه بالذات جلية فى هذه الأيام فالآن يتجمع بالعالم أنفلونزا طيور على خنازير على كلاب وأخيراً الماعز هذا بالإضافة إلى سالفها من حمى قلاعية وجنون بقر وغيرها ممانتج من فسادنا وإفسادنا.

ظهور الرويبضة وهم الذين يتكلمون بلا علم فيَضلوا ويُضلوا وهؤلاء نرى منهم فى كل المجالات الشرعية منها والسياسية وحتى الرياضية وغيرها.

توكيل الأمور وخصوصاً الحكم لغير أهله وأما هذه فحدث ولا حرج فنرى من يتولى الوزارات وحكم البلاد والقضاء بالعالم كله من ليس له حق فيها بل بعضهم يصل الأمر به لدرجة أنه لا يستطيع أن يتحمل أمور نفسه ويُحمّـل بأمور أمة , وليس بوش الابن عنا ببعيد.

أن يؤتمن فينا الخائن ويخوّن فينا الأمين وأما هذه فمن أكثر ما يدمى القلوب ويندى لها الجبين فنجد مجرمى الحروب هم أبطال السلام والفنانين والراقصات هم حاملى النياشين وهم القدوة أما العلماء والباحثين لا يجدون من يعينهم أو يشجعهم أو حتى يساويهم بمن دونهم .. نجد من يلتزم بدينه يصبح إرهابيا أما من ينشر الفتنة والرذيلة بين الشباب فهم نجوم الجيل ... نجد أصحاب الفكر والرأى يتهمون فى دينهم وفكرهم وتوجهاتهم بينما الجهلاء والعملاء هم المستشارون وأصحاب القلم والرأى السديد فالسمة الغالبة لعصرنا الآن هو قلب الأمر فيكون الباطل حقاً والحق باطلاً وتتوه القيم وتتبدل المفاهيم وحسبنا الله ونعم الوكيل.

أن يكون الإسلام غريباً كما كان فى أول عهده فطوبى للغرباء وأظن من سافر أو عاش بالخارج مؤخراً يعلم تماماً هذا المعنى فيكفى أن تكون ملامحك عربية واسمك إسلامياً لكى تتبدل المعاملة وتثار حولك الشكوك وتتعرض للهوس الأمنى الذين يتحدثون عنه هم أنفسهم فى أفلامهم ومسلسلاتهم هذا بالخارج أما الحال فى الداخل فى الدول المسلمة ذاتها فأنأى بنفسى أن أتحدث فيما يحدث وأنتم أدرى!!.

كل ما ذكرت وغيره الكثير وجدير بالذكر أن هناك من يتوقع ظهور المهدى الذى بشر به الرسول فى السنين القليلة المقبلة لأنه يظهر عندما تُملأ الأرض جوراً وظلماً ليملآها عدلاً وسلاماً وأى جور وأى ظلم بعد ما نحن فيه الآن والله المستعان.
بعد كل ما ذكرت عزيزى القارئ يبقى السؤال الأهم: ماذا ننتظر؟؟؟ ماذا تنتظر لكى تتغير وتعود إلى ربك؟؟ ماذا ننتظر لنعود إلى الحق ونقول الصدق ونعمل ما يرضى ربنا عزوجل؟؟ وهذا أقوله لنفسى قبلكم هدانا الله وإياكم إلى سواء السبيل.

وعلى أمل اللقاء فى المقال القادم إن شاء الله بعد إذن محررى الجريدة الأعزاء.

* صــيـــــدلـــــى






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة