أبدأ بأنه لايمكن تفادى آثار السيول 100% ولكن يمكن التخفيف منها بنسبة كبيرة وذلك بخطة شاملة طويلة المدى، لذلك فإن المشادة بين الأرصاد والمحليات بخصوص الإخطار عن توقع احتمال سيول قبل حدوثها ب 48 ساعة لامجال له ولا فائدة.
أواخر عام 1969 وأوائل عام 1970 كنت أقوم بتنفيذ محطة تنقية مياه قنا وخط المياه الصاعد منها من قنا إلى سفاجا، المسافة حوالى 160 كيلو مترا، الثمانون كيلو الأولى صاعدة والباقى نازلة فى اتجاه البحر كانت تقوم بالعمل فى الجزء الثانى شركة قطاع عام وكانت المواسير فى هذه المسافة من الحديد وقد تم وضعها بالحفر ولحامها وتحزيمها استعدادا لإجراء تجارب الضغط عليها، حدث سيل وذهبت صباح اليوم التالى فوجدت من آثار السيل المواسير وقد اقتلعت من الحفر وشاهدتها كعيدان كبريت وكأنك أخذتها فى يدك وبعثرتها على سطح الأرض، حكى لى شاهد عيان أن السيل كان يدحرج الحجارة على الطريق بسرعة 60 كيلومترا فى الساعة.
السيل عبارة عن مياه تتجمع بكثرة قى مناطق مرتفعة ثم تندفع إلى المناطق المنخفضة.
المعروف أن المياة تسلك THE LEAST RESISTANCE PATH أى المسار الأقل مقاومة لذلك يوجد مايعرف باسم مخرات السيول وهى معروفة والمفروض أن يتم تطهيرها حتى تسلكها السيول .
قد تكمن السيول لسنوات وننسى احتمال حدوثها ونهمل مخرات السيول بل ونبنى فيها وهو ما زاد من الآثار التدميرية للسيل الأخير مما سيكبد الدولة أكثر من 400 مليون جنيه بالإضافة لتشريد مواطنين وهو مالا يقدر بمال، بينما الاحتفاظ بمخرات السيول جاهزة لاستقبال السيول لايتكلف إلا نسبة صغيرة من هذا المبلغ كما يمكن الاستفادة و أن تعود مياه السيول علينا بالخير.
الموضوع مشابه لعدم توافر شبكة صرف أمطار ثم ترتبك الحياة بسبب شبر مياه .
بالمناسبة شبكة صرف الأمطار فى باريس يتم استخدامها بضخ مياه عكسية بها لغسيل الشوارع.
