أكد الرئيس الفلسطينى محمود عباس "أبو مازن" أن تصعيد الخلاف مع مصر بسبب الأنفاق لا يخدم سوى إسرائيل ومخططاتها، فإسرائيل تريد أن تتخلص من أى التزام تجاه قطاع غزة ومعظم القادة الإسرائيليين يعملون لكى يكون للقطاع كيانه الخاص وهذا يصب فى مصلحة المشروع الإسرائيلى مشروع الدولة ذات الحدود المؤقتة التى تقترحها عدة أطراف إسرائيلية من داخل الحكومة وخارجها.
وتقوم على أساس كيان فى غزة مرتبط سياسيا لا جغرافيا بجزر وكانتونات فلسطينية فى الضفة الغربية تقع خلف جدار الفصل العنصرى.
ودعا "أبومازن" - فى حديث لصحيفة "الرأى" الكويتية اليوم الأحد - إلى الإسراع فى إنهاء حالة الانقسام، وقال - مخاطبا قيادة حماس - "قيموا بمسئولية نتائج الانقلاب وما جره من مآس.. قيموا ردود الفعل على تصريحاتكم وأفعالكم.. قيموا كم تكسب إسرائيل من الانقسام وكم يخسر الشعب الفلسطينى".
وأضاف "علينا أن ننتبه إلى أن وحدة الشعب الفلسطينى لمصلحتنا جميعا.. لمصلحة كل الشعب الفلسطينى والأمة العربية والإسلامية والعالم"، مستدركا "إذا حلت قضيتنا تحل كل بؤر الصراع فى العالم". وتابع الرئيس الفلسطينى قائلا "نريد أرضنا، نريد بلدنا، نريد دولتنا المستقلة فى حدود 67".
وأشار الرئيس الفلسطينى إلى أنه لا يوجد أى مبرر لحماس لرفض المصالحة خصوصا أنه لا اعتراض لحماس على مضمون الورقة المصرية.
ولم يخف "أبومازن" تفاؤله بمستقبل القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن التوقيع على الوثيقة المصرية فى مصر والذهاب للانتخابات الرئاسية والتشريعية "هو الطريق الأمثل، إن لم يكن الطريق الوحيد، حتى يقول الشعب الفلسطينى كلمته ويحدد خياراته الوطنية".
وأكد "أبومازن" أنه لا يزال عند موقفه الذى سبق وأعلنه.. وقال "لن أرشح نفسى إذا جرت الانتخابات الرئاسية، وأنا مستمر فى منصبى حتى إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية"، مؤكدا أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لم يتقدم حتى الآن بإيجابيات وكل مواقفه سلبية "وما تقوم به الحكومة الإسرائيلية فى القدس المحتلة غير مقبول إطلاقا ونحن ضدها".
ووصف "أبومازن" الدور الإيرانى بأنه "غير إيجابى"، موضحا أن إيران تتعامل مع حماس ولا تتعامل مع الممثل الشرعى للشعب الفلسطينى، وقال "نحن نتمنى ونوجه دائما رسائل إلى الإيرانيين أن يتعاملوا مع السلطة الشرعية وليس مع جهة معينة من الشعب الفلسطينى إذا أرادوا أن يدعموا القضية والشعب الفلسطينيين".
ورأى "أبومازن" أن ما صرح به الرئيس الأمريكى باراك أوباما علينا أن نتمسك به ونطالبه دائما بأن يتمسك به، مشيرا إلى قوله إن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة مصلحة حيوية أمريكية".
وحول زيارته المقبلة للكويت والمقررة بعد غد الثلاثاء ضمن جولته العربية الحالية، قال الرئيس الفلسطينى محمود عباس "أبومازن" "إن ما حصل فى الماضى نأسف له وقد مضى"، مشددا على الصفحة الجديدة مع "أشقائنا الكويتيين الذين تحدثنا معهم بصراحة ونريد أن نبنى علاقة على أساس من الوضوح فى كل شىء، ونحن نسير على هذا الخط ولن نتغير ولن نحيد عنه.
وقال "أبومازن" "إن السلطة الفلسطينية طالبت بإعادة صياغة مكتب التمثيل الفلسطينى فى الكويت"، مشيرا إلى أن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتى الشيخ محمد الصباح وعدنا بتحقيق ذلك "ونحن ننتظر تنفيذ الوعد".
وأوضح "أبومازن" أن الدعم الكويتى لم ينقطع "حتى فى أيام الحساسيات.. نحن نقدر أشقاءنا على وقفتهم"، مؤكدا "أنه لم نسمع أن الحكومة الكويتية تدعم حماس، أو قدمت لها مساعدات والكويت أرسلت أكثر من مرة مساعدات ومرت عبرنا إلى القطاع.. الدعم يأتى إلى السلطة وهذا ما نتمنى أن يستمر لأن التعامل مع جهات هنا وهناك وكأننا نساعد الانقسام ونحن لا نريد لهذا الانقسام أن يستمر".
وأشار الرئيس الفلسطينى إلى أنه سيبحث فى الكويت العلاقات الثنائية ودعم الوفود الكويتية الزائرة والمفاوضات السياسية مع إسرائيل والمصالحة الداخلية الفلسطينية.
وأضاف - فى معرض تعليقه على من يهاجم السلطة الفلسطينية أحيانا فى الشارع الكويتى - "لا نلوم الكويت على ما يقوم به نواب من هنا أو أصوات من هناك .. نحن نعرف من استهدفونا شخصيا وندرك ونعرف أن هذا ليس موقف الحكومة الكويتية".
أكد أن ذلك لا يخدم سوى إسرائيل ومخططاتها..
أبومازن يحذر من تصعيد الخلاف مع مصر
الأحد، 03 يناير 2010 10:24 ص