«مش عايزين إعلام» جمله قالها د. صلاح عبد الهادى عميد المعهد القومى للأورام السبت الماضى إلى الصحفيين الذين وعد بمقابلتهم، مبرراً «منعهم من التصوير بأنه أوامر د. حسام كامل رئيس الجامعة» متناسيا أن قضية إخلاء المعهد قضية رأى عام، لارتباطه بعلاج أكثر من 150 ألف مريض سنوياً.
مسئولو جامعة القاهرة رفضوا الإجابة عن الأسئلة التى تشغل الشارع المصرى، وأولها ما يتعلق بخطوات نقل المعهد، وفق ما قررت جامعة القاهرة فى بيان لها الأسبوع الماضى، حيث أكدت نقل عمليات زراعة النخاع إلى مستشفيى معهد ناصر والشيخ زايد التخصصى، فيما تضم قائمة انتظار مرضى يستدعى علاجهم 6 أشهر، وفى مستشفى الطلبة التابع للجامعة، لم يتم توفير الـ«90 سريراً» وغرف العمليات التى وعدت الجامعة بها حتى اليوم، كما يحتاج المستشفى الجديد بالتجمع الأول الذى خصصته وزارة الإسكان، ووعدت بتشغيله إلى أكثر من 16 مليون جنيه لتشغيله.
المعهد توقف فعلياً عن استقبال حالات جديدة، مما تسبب فى أزمة خاصة أنه المستشفى الرئيسى فى مصر الخاص بالعلاج الكيماوى وعلاج الأورام. فيما أشار أطباء إلى تجهيز الدور الثانى من المبنى القديم كغرفة للعمليات فى الفترة المقبلة».
وقال د. هانى الهاشمى مستشار رئيس الجامعة للإنشاءات الهندسية لـ«اليوم السابع» إن الترميم وتأهيل المبنى يحتاج ما بين 18 شهرا وسنتين، بتكلفة مبدئية تقدر بـ30 مليون جنيه.
ورداً على ما أثير بأن اللجنة الهندسية أمرت بإخلاء المعهد منذ سنتين أكد أن اللجنة قدمت منذ سنتين تقريراً بحاجة المبنى إلى الإصلاح والترميم وليس الإخلاء، وأنه كانت لديها خطة لإصلاح المبنى جزءا جزءا، ولكن الدراسة الأخيرة التى تم تقديمها لرئيس الجامعة بداية الشهر الحالى رأت ضرورة إخلاء المبنى لإصلاحه بأكمله، وقال «نحن جاهزون من اليوم للبدء فى الترميم».
رحلة «اليوم السابع» إلى معهد الأورام لم تقتصر على أحاديث المسئولين، فالاهم منهم ضحايا السرطان.. هناك قابلنا «سهير» التى ينهش المرض صدرها، ولكنها مجبرة على الانتظار 10 أيام لحين الاستقرار فى المقر الجديد.. و«عطيات» التى تخشى تكاليف الانتقالات اليومية من وإلى المعهد.. ومحمد الذى فشلت «الواسطة» فى علاجه داخل المبنى القديم، مما أصابه باليأس من الالتحاق بالمقر الجديد.
سهير وعطيات ومحمد.. 3 حالات إنسانية اكتشفوا قبل أشهر إصابتهم بالسرطان، فقرروا التوجه إلى المعهد القومى للأورام، لعلهم يجدون العلاج.. لم يتخيلوا أن كلا من الدكتور وزير التعليم العالى ورئيس جامعة القاهرة تضامنا مع المرض ضدهم بقرار نقل المعهد إلى مقر آخر.
سهير محمد وجدت أن قرار الإخلاء يعنى تأجيل إزالة الورم 10 أيام على الأقل فقررت - فى البداية - الاستمرار فى إجراء التحاليل والفحوصات التى تسبق العملية، لكنها سرعان ما رضخت لرأى أخيها بإجراء العملية خارج المعهد..
«توبة.. أول مرة وآخر مرة أدخل فيها المعهد»، قالها عمر محمد عبده لكنه عاد واعترف أنه المكان الوحيد الذى يمكن فيه علاج والده، لأن «العلاج بره مكلف جداً».
عيد سعيد، اسم على غير مسمى نظرا لمعاناة والدته من ورم يحتاج الإزالة، يقول ان إدارة المعهد رفضت حجز والدته عطيات محمد رغم حالتها الخطيرة فقرر نقلها، فى سيارة إسعاف من شبرا الخيمة إلى معهد الأورام مقابل 120 جنيها فى اليوم «ذهاباً وإياباً».
عطيات، 65 عاماً - كما يقول ابنها - اكتشفت أن لديها ورمين فى العظام والكبد، قبل عيد الأضحى الماضى، ليطلب منها الطبيب إجراء أشعات وفحوص ليست باهظة الثمن، إنما ما يثقل كاهل الأسرة هو «أجرة الطريق» لأن المعهد يرفض حجزها فالمريضة تحتاج جلسات يومية بتكلفة 120 جنيها يوميا للذهاب والعودة، وهو مبلغ قابل للزيادة بعد نقل المعهد من مقره الحالى كما يقول ابنها.
لمعلوماتك...
◄42 شهراً هى الفترة التى حددها وزير التعليم للانتهاء من عمليات الترميم
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة