ترملت هدى منذ سنوات قليلة وهى فى أواخر الثلاثينيات، ولديها 3 بنات فى مختلف المراحل الدراسية، وتعمل موظفة فى الشئون الإدارية بأحد المستشفيات، ومنذ وفاة الزوج الذى كان يعمل مهندساً وهدى تعانى فى رحلة حياتها، ليس بسبب تحمل المسئولية كاملة، وإنما لأنها اكتشفت أن هناك ديوناً على الزوج المتوفى، وأمام مطالبة المدينين بأموالهم اضطرت هدى لاقتراض 10 آلاف جنيه من أحد البنوك، ليصل المبلغ إلى 14 ألفا تسدد على 5 سنوات.
كل مرتب هدى 622 جنيهاً شهرياً ويخصم البنك 275 جنيهاً ليتبقى لها 347 جنيهاً تصرف منه على بناتها، لكنها أصيبت بالغضروف مما أجبرها على الجلوس فى المنزل، لأنها كانت تحتاج إلى إجراء عملية لإزالة جزء من الغضروف مرتكز على النخاع الشوكى، وبعد تبرع بعض الأطباء أجريت لها العملية، وهى الآن فى منزلها تلزم الفراش، هدى فى خجل وعزة نفس: «أنا لما أخدت 10 آلاف جنيه من البنك اتقدر عليّا فوائد 4 آلاف جنيه، ونفسى حد ينقذنى ويدفعلى قرض البنك كله، يعنى 10 آلاف جنيه، وأنا أكتبله شيكات، وأدفع له كل شهر 200 جنيه، أهون عليّا من إنى أدفع 14 ألف، أدفع 10 آلاف جنيه.