محمد بديع.. هل هو مرشد النار أم النظام أم ترانزيت فى انتظار خروج خيرت الشاطر من السجن؟

الجمعة، 29 يناير 2010 11:58 م
محمد بديع.. هل هو مرشد النار أم النظام أم ترانزيت  فى انتظار خروج خيرت الشاطر من السجن؟ محمد بديع
محمد الدسوقى رشدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ لا تنتظروا إبداعا سياسيا من بديع لأن تناقضات تصريحاته تنذر بسقطات إعلامية.. وإعادة الانتشار فى الشارع وضم عناصر جديدة للإخوان مهمته الرئيسية

الآن أصبح محمد بديع المرشد الثامن لجماعة الإخوان المسلمين بعد معركة انتخابية طويلة تشبه إلى حد كبير حال انتخابات مجلس الشعب بدون الإشراف القضائى الكامل.. تصريحات متناقضة ومعارك كلامية هادئة بلا شفافية تخبر الناس بحقيقة ما يدور داخل مكتب الإرشاد ومفاجآت بالجملة أطاحت بقيادات كبرى على شاكلة محمود عزت وأجبرت آخرين على العزلة مثل الدكتور محمد حبيب وآخرين على الاندهاش والصمت مثل الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح.. ولكن هل يعنى ما سبق أن الأمر قد استقر داخل الجماعة التى صعقت الشارع المصرى بخلافاتها وعدم قدرتها على اختيار مرشدها فى صمت وهدوء؟ هل يعنى إعلان محمد بديع مرشداً رسمياً للإخوان المسلمين خلفاً لمهدى عاكف أن الوضع أصبح هادئاً وأن شمل الجماعة الذى تبعثر خلال الستين يوماً الماضية قد التئم؟

ابتعاد حبيب وصمت أبوالفتوح وهدوء محمد على بشر عقب خروجه من السجن وإقصاء الدكتور محمود عزت الأمين العام السابق للجماعة من منصبه، وهمهمات شباب الجماعة وتوقعات الدوائر القريبة للجماعة، وتصريحات الدكتور محمد بديع نفسه وحالة التبشير التى ملأت أركان الجماعة بقرب خروج خيرت الشاطر، تشير إلى أن الاستقرار سيكون مطلبا صعب المنال داخل جماعة الإخوان المسلمين خلال الفترة القادمة، مهما حاولت القيادات إنكار ذلك، فما حدث فى الانتخابات لم يكن مجرد حادث عابر وقصص التاريخ ليس من بينها واحدة تتكلم عن أى جماعة خسرت قياداتها الكبرى بسبب مشاكل داخلية، ومضت قدما بلا اهتزاز أو ارتباك، كما أن المرشد الجديد لم يكتف فقط بما حدث لحبيب أو عزت أو أبوالفتوح وغيرهم من القيادات التى أبدت غضبها من الهرجلة الإنتخابية بل كان واضحا فى رسالته الأسبوعية حينما خاطب شباب وأعضاء الجماعة الغاضبين مما حدث مع حبيب وأبوالفتوح محملاً إياهم مسئولية ماحدث بسبب تأثرهم بكلام الإعلام والتيارات السياسية المختلفة ومؤكداً على الشباب أن حبيب وأبوالفتوح وعزت بشر ولا يجب رفعهم إلى درجة مَن لا يخطئ.

الوضع داخل جماعة الإخوان المسلمين الآن ضبابى ومعالمه غير واضحة ليس فقط فيما يتعلق برؤية أعضائها وقيادتها لطبيعة الأمور فى الداخل وتحديداً داخل مكتب الإرشاد، ولكن فيما يتعلق أيضاً بالرؤية الخارجية للجماعة بعد أحداث الانتخابات وتصريحات المرشد الجديد الأولى التى جاءت كلها عكس بعضها، فلأول مرة يملأ الساحة سؤالاً حول طبيعة سياسة جماعة الإخوان بعد مجىء مرشد جديد والذى ساهم بتصريحاته الأولى فى إثارة جدل واسع حول اتجاهات الجماعة فى الفترة المقبلة، وبناء على تصريحاته بدأت جهات مختلفة فى بناء تصورات لتحركات الجماعة فى الفترة المقبلة، وهو الأمر الذى ظهر بوضوح فى كلام الإخوانى السابق ووكيل مؤسسى حزب الوسط المهندس أبوالعلا ماضى الذى جزم بعودة جماعة الإخوان إلى ممارسة العنف بسبب تكوين مكتب الإرشاد الذى يغلب عليه الطابع القطبى - أى أتباع الشهيد سيد قطب - والتى ستفرض حسب كلامه طابع العسكرة الفكرية على الجماعة، وتطيح بالرؤية السياسية، وهو الكلام الذى أشارت إليه صحف أجنبية كبرى بحجم الجارديان والتايمز وغيرها، التى رفعت سقف توقعات المواجهة بين الإخوان والنظام ووصلت بها إلى حد التصادم العنيف، وهو الأمر الذى يختلف تماما مع تصريحات المرشد الجديد الذى أكد فى أول تصريحاته أن الجماعة ليست فى خصومة مع النظام، بل بالعكس ليس لديها أى مانع فى التعامل مع النظام، وهو التصريح الذى فتح بابا واسعا للمزيد من القيل والقيل وإعادة فكرة وجود صفقة بين الجماعة والنظام إلى طاولة المناقشات مرة أخرى، خاصة أن المرشد الجديد محمد بديع عاد ليؤكد بعد ذلك بأيام على كلامه ويضيف عليه فى حواره لقناة الجزيرة أن الجماعة ليس لديها أى مانع فى أن يصبح جمال مبارك رئيسا للجمهورية.. صحيح أن محمد بديع أضاف على ذلك كلاماً من نوعية بشرط انتخابات نزيهة وخلافه، ولكن البعض اعتبر هذا التصريح تغيرا واضحا فى موقف الجماعة من مسألة التوريث خاصة أن هناك رأيا سابقا يرفض من الأصل فكرة التواجد السياسى لجمال مبارك على اعتبار أنه قائم على مساندة الرئيس واستغلال لفكرة أن الرئيس مبارك والده.

وبعد تصريحات عدم الخصومة مع النظام طرح المرشد الجديد أفكارا بالجملة عن فكرة الاندماج وكلاما كبيرا عن الوحدة الوطنية والمساواة وحقوق المرأة والمسيحيين وقبول الآخر والأخوة فى الوطن، ليأتى بعده بكلام آخر فى تصريحات أخرى تحدث فيها بصراحة وحزم شديدين عن رفض كامل لفكرة تولى المرأة أو الأقباط منصب رئيس الجمهورية وهى تصريحات ترجح كفة كلام أبوالعلا ماضى وتوقعاته بأن مكتب الإرشاد الجديد سيكون أكثر انغلاقا وميلا للعزلة والعنف من سابقيه. من زاوية أخرى تعبر تصريحات محمد بديع فيما يخص المرأة والأقباط وفيما يخص التناقضات التى ظهرت فى كلماته الأولى عن مرشد ذى عقلية سياسية متوسطة، صحيح أنه ليس انفعاليا مثل المرشد السابق مهدى عاكف، ولكنه لا يملك مهارة المراوغة أو التعامل مع الكاميرات، وهو مايعنى أن الجماعة ربما ستسقط فى فخ من المشاكل يشبه كثيراً ما حدث خلال أزمات عاكف وسقطاته التصريحية الشهيرة.

تصريحات المرشد المتناقضة جعلت باب الاحتمالات مفتوحا أمام الجميع وجعل التوقعات التى أطلقها أبوالعلا ماضى وحذرت منها الصحف الأجنبية واجبة النظر إليها، وباب الاحتمالات المفتوح هذا جعل أسئلة من نوعية هل المرشد الجديد محمد بديع سيعود بالإخوان إلى عصر التنظيم السرى والعزلة أم أنه سيأخذ الجماعة إلى حضن الهدنة مع الحكومة؟ أسئلة متاح الخوض فيها، وتطرح أربعة سيناريوهات لوضع الجماعة فى ظل وجود المرشد الجديد محمد بديع..

السيناريو الأول هو عودة الجماعة للعنف كما قلنا، والثانى يتعلق بهدنة طويلة مع النظام، والثالث يتعلق بحالة من البيات الشتوى تدخلها الجماعة لإعادة ترتيب أوراقها فى ظل حالة الغضب وخلافات الأجنحة بعد استبعاد حبيب وأبوالفتوح بحيث تستغلها الجماعة فى إعادة الانتشار داخل الشارع المصرى وتعبئة جهودها فى استقطاب جيل جديد للجماعة يعوض ما خسرته الجماعة خلال المرحلة السابقة أثناء انشغالها بالجانب السياسى وهو سيناريو مقبول فى ظل تركيبة مكتب الإرشاد الحالى، وقد يمتد هذا السيناريو ليخلق سيناريو رابعا يتعلق بخيرت الشاطر القيادى الإخوانى القوى الذى كان له دور كبير فى حسم مسألة اختيار بديع وتفاصيل هذا السيناريو تقول إن محمد بديع المرشد الحالى ماهو إلى حقنة مسكنة لحال الجماعة دورها يتعلق بإعادة الهدوء والاهتمام بلم شمل القاعدة الإخوانية التى أصابها القلق بسبب مشاحنات القيادات خلال فترة الانتخابات، بالإضافة إلى الاستمرار فى خط التهدئة مع الحكومة وتنفيذ خطة إعادة الانتشار فى الشارع المصرى وإعادة تربيط العلاقات مع تيارات أخرى عن طريق الوجوه الإخوانية المقبولة مثل الدكتور على بشر والدكتور عصام العريان فى محاولة لكى تصبح الجماعة فى وضع قادر على العمل السياسى والشعبى حينما يتسلمها خيرت الشاطر عقب خروجه من السجن.. والكلام السابق يعنى أن بديع ليس سوى مجرد مرشد ترانزيت دوره الرئيسى مرحلة انتقالية لنقل السلطة إلى خيرت الشاطر، وهو الأمر الذى ألمح إليه محمد حبيب أكثر من مرة ويتداوله عدد كبير من شباب الإخوان وقياداتهم ربما على سبيل التمنى لما لخيرت الشاطر من محبة فى قلوبهم وربما لرغبتهم فى عودة العصر الذهبى للجماعة حينما نجح خيرت الشاطر فى أن يفرض الجماعة على الساحة السياسية من 2000 إلى 2005.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة