◄◄ الاستغاثات تبدأ من طلب كشك وتروسيكل حتى رد ملايين الجنيهات والإفراج عن المعتقلين
«استغاثة إلى رئيس الجمهورية.. اسمى المواطن محمد عبدالشكور يونس من أهالى المنيب، تعرضت لحادث أثناء تأدية وظيفتى كمحصل بهيئة النقل العام، وأصبت بعجز جزئى نتيجة الحادث، والمعاش لا يكفينى أنا وأسرتى المكونة منى ومن زوجتى وأبنائى الأربعة، وكل ما أطلبه من سيادتكم «كشك» بجوار بيتى و«تروسيكل» لأنقل البضاعة عليه...».
قطعاً الرئيس مبارك مسئول عن توفير كشك وتروسيكل لعم محمد عبدالشكور، الذى ضحى بصحته وعافيته فى قطع التذاكر لمئات المواطنين الذاهبين إلى أعمالهم ومصالحهم والعائدين منها، لكن الأمور لا تسير بهذه الطريقة الطيبة التى اتبعها عم محمد، وهناك طابور مكون من ألف شخص على الأقل يجب على عم محمد أن يستغيث بهم - على اعتبار أن حق الغلابة لا يأتى إلا بالاستغاثات - قبل أن يتوجه بطلبه إلى الرئيس مباشرة، لكن الرجل أخذها من قصيرها، لأنه يعرف أن أحداً من هؤلاء لن يهتم به، لكن ما غاب عن ذهن عم «المواطن» محمد عبدالشكور من أهالى المنيب، أنه حتى الرئيس مبارك شخصيا لن يمنحه الكشك ولا التروسيكل الذى سيحتاجه فى نقل البضاعة.
بصراحة، كم مرة واجهتك مشكلة كبيرة وفكرت فى أن تستغيث بالرئيس لكى يتدخل ويرفع عنك الظلم ويرد لك حقك الذى ضاع بسبب الفساد أو الواسطة أو الإهمال؟.
لماذا فكرت فى الرئيس مباشرة؟ الجواب: لأنك لا تثق فى المسئولين، ولا فى رجوع حقك إليك.
لماذا تراجعت ولم ترسل شكواك إلى الرئيس، الإجابة لن تخرج عن الآتى: إما أنك خفت أن ترسل استغاثتك وفيها بياناتك، فربما «تتشد» ولا يعرف أحد طريقك لأنك تجرأت على مخاطبة الرئيس، أو أنك قلت: هو الريس هيعمل إيه ولا إيه، أكيد لن يهتم باستغاثتى، أو لأنك فقدت الثقة فى كل شىء فى البلد حتى فى الرئيس نفسه.
مع كل صباح جديد، يتحرك سعاة البريد والتلغرافات بحقائب مكدسة باستغاثات المواطنين للرئيس وللمسئولين أيا كان حجمهم بدءا من الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء، وحتى أصغر عضو بمجلس محلى قرية لم يسمع باسمها غير أهلها.
وشهريا تتلقى رئاسة الجمهورية ما يقرب من ربع مليون شكوى واستغاثة وطلب والتماس وتظلم.
كل القنوات الشرعية التى يمكن للإنسان أن يطالب عبرها بحقه مسدودة تماما، لهذا لابد من عصا سحرية لحل المشاكل، ومن بيده هذه العصا أكثر من رئيس الجمهورية؟
الاستجابات الفورية التى يقدمها الرئيس كل فترة على شاشات التليفزيون وصفحات الجرائد هى التى تغرى المواطنين بهذا السلوك، فالرئيس يخرج علينا كل فترة معلنا وقوفه بجوار مواطن غلبان فى مشكلة غلبانة هى الأخرى، حتى يثبت أنه قريب من معاناة الشعب، مثلاً ظهر الرئيس فى مشكلة الطالبة آلاء فرج مجاهد صاحبة موضوع التعبير الشهير ضد أمريكا الذى كاد يتسبب فى رسوبها لولا تدخل سيادته ليمنحها النجاح، وليتصل بها هاتفيا ويقول لها: اكتبى اللى انتى عايزاه يا آلاء وما تخافيش، كما ظهر فى مشكلة الطفل أحمد الذى تم بتر ذراعيه بسبب كابينة كهرباء مفتوحة، فطالب بعلاجه على نفقة الدولة ومتابعة حالته، كما ظهر خلال هذا الشهر فى أزمة الطفل الذى طرده أحد المستشفيات الحكومية لأن أباه ليس لديه نقود.
هذه المواقف الغريبة التى تستدعى الخجل أكثر من أى شىء آخر، هى التى تدفع عم محمد عبدالشكور، ومن هم فى مثل حالته، إلى الاستغاثة بالرئيس مباشرة، لاعتقادهم أنه فعلا مع الغلابة، رغم أن الأولى بالرئيس بدلا من التدخل لحل المشكلات الفردية السابقة إذا كان يريد الحل فعلا أن يقيل وزير التعليم الذى يرهب التلاميذ ويكمم أفواههم، وأن يقيل المحافظ المهمل الذى يترك كبائن الكهرباء تبتلع الأطفال فى شوارع محافظته، وأن يقيل وزير الصحة الذى يطرد المرضى الفقراء، لكن طبعا صورة البطل الشعبى أهم لدى مؤسسة الرئاسة من إيجاد حلول جذرية للمشكلات التى ربما يفضلون تركها قائمة.
الصحفيون الذين ينشرون إيميلاتهم بجوار مقالاتهم، والجرائد والتليفزيون والفضائيات، وكل أعضاء مجالس الشعب والشورى والمحليات، ومقدمو البرامج، والوزراء ووكلاء الوزراء، ورجال الدين، وحتى السحرة والكهنة والعرافون والدجالون، كل هؤلاء يتلقون الآلاف من الشكاوى والاستغاثات يوميا، وكأن المصريين تفرغوا للشكوى، رغم أنهم أصحاب مقولة: الشكوى لغير الله مذلة، لكنهم تجاوزوا عن مسألة الكرامة وارتضوا بهذه المذلة، فربما تحقق لهم شيئا من مقومات الحياة، فتساهم هذه المذلة فى دفع مذلات أخرى أشد وطأة.
الأمر لا يقتصر على الأحياء، فالمصريون يتقدمون بشكاواهم واستغاثاتهم للأموات أيضاً، فسيدنا الحسين والإمام الشافعى والسيدات زينب ونفيسة وعائشة يتلقون مئات الرسائل شهريا، بها من طلبات العلاج والتعليم والسفر والأمن والنقود ما يحتاج إلى حكومة كاملة لتفيذه.
الأمر كذلك لا يقتصر على الفقراء، فأصحاب الملايين أيضا يستغيثون بالرئيس، ويدفعون عشرات الآلاف فى سبيل نشر استغاثاتهم فى الصفحات الأولى للجرائد القومية، على أساس أن الجرائد المستقلة لا تدخل القصر الرئاسى.
كلنا نعرف قصة المرأة العباسية التى تحرش بها يهودى أثناء تسوقها فى سوق عمورية، كانت جالسة على الأرض تختار حبات الخضر التى ستشتريها، فجاء من خلفها دون أن تشعر، وشبك طرف ثوبها السفلى بحجابها بشوكة، وحين قامت انكشفت عورتها، فصرخت على الحاكم مستغيثة به، صرخة مهما بلغ ارتفاعها فلن تعبر آلاف الكيلومترات التى تفصلها عن قصر الخلافة، لكنها وصلت دون أن تحتاج إلى إرسالها بالتلغراف أو البريد المسجل ودون أن تنشرها فى الصفحة الأولى بجريدة الأهرام أو الأخبار، صرخت: وامعتصماه، فقامت حروب، وتزلزلت دول، وانهارت ممالك.
نحن الآن فى القرن الحادى والعشرين، جرب أن تقف مثلاً فى ميدان التحرير أو رمسيس وقل: وامباركاه.
لاتنس أن تأخذ معك شخصاً يقف بعيداً، حتى يأتى ويخبرنى بما حدث لك، غالبا لن يختلف كثيراً عما حدث لعم محمد عبدالشكور الذى كان حتى وقت قريب من أهالى المنيب.
◄استغاثة من وادى النطرون
أناشد أبوتكم وإنسانيتكم وحكمتكم، الإفراج عن ولدى ممدوح المنير، المحبوس لدى أمن الدولة عقب أحداث المحلة، من فجر يوم 8/4/2008، ثم ظهر ليعرض على النائب العام وهو منهك القوى وآثار التعذيب عليه ملموسة وظاهره، وبعد تبرئته من التهم الموجه إليه صدر قرار إخلاء سبيله، لكن صدر قرار اعتقال بحقه، ثم جرى ترحيله إلى سجن وادى النطرون.
فيا سيادة الرئيس لا للقمع ولا للتعذيب وعدم الانتماء ونعم لتعميق إيمان الشباب وحبهم لوطنهم وللنظام. وأخيراً أناشدكم يا سيادة الرئيس الإفراج عن ولدى ممدوح المنير ومن على شاكلته، جعلكم الله لوطننا الحبيب ذخراً وسنداً وعوناً.
والد ممدوح المنير
المحبوس بسجن وادى النطرون
◄استغاثة لمخالفة فى المترو
مشكلتى فى مترو الأنفاق كانت بدعوى أننا ركبنا عربات السيدات فى وقت غير مسموح فيه بركوبها مع العلم بأن الوقت كان الساعة الحادية عشرة، قام رجال الشرطة المحترمون بعمل محضر وتحول إلى قضية قد تعوقنى فى حياتى ومنها عند قيامى باستخراج الفيش للعمل أو لأى شىء آخر.
أغثنى يا سيادة الرئيس أستحلفك بالله.
مواطن
633 شارع بورسعيد الظاهر.
◄استغاثة لنقل موظف
السيد رئيس الجمهورية تحية طيبة أرجو من سيادتكم التكرم بمساعدتى فى نقلى حيث إنى أنفقت مالاً طائلاً فى الشكاوى وعلى أعضاء مجلس الشعب، أنا موظف بمصلحة سك العملة وأريد نقلى إلى بنها المديرية المالية، وذلك لمرضى وتعرضى لعاهة مستديمة من جراء حادثة القطارين منذ ثلاث سنوات ومررت بـ6 عمليات جراحية حتى الآن، وفى انتظار العملية 7 والإصابة تمنعنى من الأكل فلا أتحمل عبء السفر والأمر مفوض لسيادتكم.
ممدوح مصيلحى
19ش أبوعياد الشدية بنها قليوبية.