سيدى الشهيد.. تحية طيبة، وبعد.. أتقدم لك بخالص التهانى والمحبة لك، ودعواتى بأن يسكنك الله فسيح جناته، وأن يلهم أسرتك الصبر والسلوان..
سيدى، نعم، فأنت سيدى وسيدنا كلنا، ولم لا وأنت من ضحيت بنفسك فى سبيل الله والوطن، نحن لم نلتق من قبل، لكننى قرأت عنك فى نهاية حياتك، قرأت عنك الكثير مما لا تستطيع الأوراق أن تحويه، عن تضحياتك التى نفخر بها سواء من إنقاذ طفل من حريق، أو فتاة من الاغتصاب، ومنعت بيديك الطاهرتين دخول المواد المخدرة للبلاد حتى لا يدمر شبابنا..
أيها الحارس فى سبيل الله، بشراك فعيناك وجسدك لن تمسهم النار، فأنت فى أعلى المنازل وسط النبيين والصديقين، لا قتيلاً أو خاسراً، بل بطلاً ومجاهداً، تحيا وترزق من فضل الله، فتحياتى لك يا بطل فى عيدك، فأنت الوحيد القادر على أن تقف أمام الجميع لترد على من ينتقدون عملك، ويعددون المساوئ التى توجه لعدد قليل من زملائك، لكن ذلك العيد سيظل تكريماً لك ولجهازك الشرطة، الذى سيفخر دائماً أن بين صفوفه شهيداً علت مرتبته أم انخفضت، جاد بأنفاسه، وترك منزله ليلاً، خاطفاً سويعات قليلة من الراحة، مفارقاً أحباءه وأطفاله، ليظل عرضة للموت على يد جبناء من أسوأ أنواع البشر، وضعتهم الظروف فى مواجهتك، لا عاشوا طالما فيك أنفاس تتردد..
أتخيلك مبتسماً متمنياً عودتك لعالمنا لتعلن لزملائك ولأسرتك أن للشهادة طعماً، شريفاً مدافعاً عن حدود الله، فرحة، لمن يرضى الله ويقوم بعمله.. لن أنسى أسرتك أو أولادك فهنيئا لهم فهم أسرة شهيد، فلن أحسبهم أيتاما، فهم فى معية الله يرعاهم، وهم أبناء الوطن الذى ضحيت من أجله، فلا دموع أو أحزان أو يتم يا سيدى فأنت من الآن آمنا، فلا إرهاق أو تعب، فظل عاليا، سعيداً بما حصلت عليه، تاركاً لورثتك فى الدنيا ميراثا من الفخر والتقدير..
ختاماً.. لا تحزن على ما تراه من سلبيات، فوسط الظلام يوجد الضوء مشعاً، فلا ظلم يدوم ولا ألم يبقى..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة