ماتت ابنتها الصغيرة المصابة بسرطان الدم فى عيد الأضحى الماضى، وصبرت واحتسبت.
«طفش» زوجها وغادر المنزل بشكل مفاجئ منذ سبعة أشهر، وحتى هذه اللحظة لا تعرف عنه شيئا، تماماً كما لا تعرف هل هى أرملة أم معلقة أم ماذا، ولكنها تعلم جيداً أنها ممزقة، و«متبهدلة» هى وابنتها التى (كانت) تدرس بالمرحلة الثانوية، وابنها الذى (كان) يدرس بالمرحلة الإعدادية، وإزاء ذلك كله أيضاً صبرت واحتسبت.
ما سبق وما تعيشه بالفعل ثريا فتحى جاد 39 سنة من هم وغم دفعها لأن تذهب بنفسها إلى قصر الرئاسة لكى تستغيث بالرئيس مبارك، تقول: «مبقتش عارفة أروح لمين، بعد ما جوزى ساب البيت ساعدنى أهل الخير ودفعوا لى إيجار شقتى 450 جنيها، ولكن صاحبة البيت تريد إخراجى من الشقة لكى تبيعها وأنا ليس لى مأوى، ولا مكان أحصل منه على دخل شهرى، واضطررت إنى أطلّع ولادى من المدرسة، ابنى اشتغل فى محل فول وطعمية، ولكنه تعب ومش قادر واللى بيدخل من شغلته مش جايب همه، رحت لقصر الرئاسة وقدمت شكوى للرئيس مبارك لكنهم حولونى على محافظة 6 أكتوبر، وهناك قالوا لى أنه مليش حق آخد شقة تبع المحافظة، خرجت ودموعى مغرقة هدومى وقلت أروح الحزب الوطنى وقدمت الشكوى ولكن محدش سأل فيا، قلت أدوّر على شغل وفعلاً رحت مديرية القوى العاملة فطلبوا منى شهادة محو الأمية، ثم عرضوا عليا إنى أشتغل عاملة نظافة بـ150 جنيها فى الشهر، طيب أعمل بيهم إيه، مصاريف العيال ولا أدفع الإيجار، وبعدين أنا مريضة بحساسية فى الصدر يعنى مطهرات النظافة بتخنقنى وكمان لما بشم التراب بيغمى عليا» أنا نفسى فى شقة وكشك أصرف منه على عيالى مبقاش عندى أمل غير فى ربنا وأستاذ عمرو الليثى»!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة