تعرض موظف بهيئة النقل العام لواقعة غريبة وطريفة تعبر عن مدى الإهمال الذى انتشر فى المصالح الحكومية، فبالرغم من كونه مصريا ومولودا لأبوين مصريين ومسجلا فى بطاقته الورقية أنه مصرى الجنسية فإن السجل المدنى بالدرب الأحمر قرر تغيير جنسيته فى شهادة الميلاد واختار أن يمنحه الجنسية الجزائرية، ورغم تقديمه كل المستندات التى تؤكد أنه مصرى فإن السجل المدنى رفض الاعتراف بها، ليكتشف بعد مرور 56 عاما من عمره أنه جزائرى.
«مدحت مصطفى محمود» موظف النقل العام بالقاهرة وبطل القصة تغيب عن عمله بسبب وعكة صحية ألمت به، وفور شفائه توجه إلى هيئة النقل بخطاب يفند أسباب تغيبه عن العمل، فتمت إحالته للتحقيق وطلبت المحقق بطاقة الرقم القومى لاستكمال الإجراءات، ولأنه مازال يحمل البطاقة الورقية توجه إلى سجل مدنى الدرب الأحمر لاستخراجها فطلب منه الموظف استخراج شهادة ميلاد وعندما استخرجها كانت المفاجأة.. فقد لاحظ أن كل البيانات سليمة ما عدا الجنسية التى سجل فيها أنه مواطن جزائرى، ورد عليه الموظف أنه لا يجوز استخراج رقم قومى للجزائريين، فرد عليه مدحت «أنا مصرى» وأديت الخدمة العسكرية فى مصر وجواز سفرى مثبت به الجنسية المصرية فرد عليه الموظف: اذهب للسفارة الجزائرية وأعطنى ما يفيد بأنك غير جزائرى. فتوجه إلى السفارة الجزائرية وتمكن من الحصول على خطاب صريح «بأن السفارة الجزائرية بالقاهرة تشهد بأن الموطن مدحت مصطفى محمود الميهوب غير مسجل وغير معروف لدى مصالحنا القنصلية، ومنحت هذه الوثيقة للمعنىّ بالأمر بناء على طلبه ولاستعمالها فى كل الأغرض دون أدنى مسئولية على السفارة بالقاهرة بتاريخ 29/ 9/2009»، ولكن موظفى السجل المدنى بالدرب الأحمر رفضوا الاعتراف بالخطاب بالرغم من كل المستندات التى قدمها والتى تفيد بأنه مصرى ومن أبوين مصريين.
ثم طلبوا منه شهادة ميلاد لوالديه من الميكروفيلم بدار المحفوظات بالقلعة، وبالفعل أحضر الشهادات التى أفادت بأن والده مصطفى مصرى الجنسية وجده محمود فقط هو الذى كان يحمل الجنسية الجزائرية، وعلى الرغم من أنه قدم ما يفيد بأن شقيقه قد أدى الخدمة العسكرية وشارك فى حرب 1973 بالجيش المصرى، كما أن الأوراق الرسمية لأعمامه أيضا تثبت أنهم مصريون إلا أن مصلحة الأحوال المدنية ترفض كل هذه المستندات وتصر على أنه جزائرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة