حملت أهداف المنتخب المصرى الأربعة فى شباك نظيره الجزائرى رسائل "إرشادية" قبل أن تكون كروية فنية تكتيكية حرفية فى المقام الأول، فالأهداف الأربعة دون استثناء كانت كاشفة للمستوى المهارى الذى يتمتع به اللاعب المصرى، فاضحة للمستوى البدنى العضلى الذى يتسم به اللاعب الجزائرى، وهو ما أرشد الجميع إلى أن مهارة اللاعب المصرى تم تأسيسها وفقاً لقواعد الكرة العالمية الهادفة للإمتاع بعيداً عن المكسب والخسارة.
المخرج المسئول عن نقل المباراة والذى تميز بالقدرة الفائقة على المتابعة والتحقيق والتدقيق وكشف كل لعبة وحركة ومخالفة بكل دقة كان الجندى الخفى فى هذه المباراة التى انتظرها وتابعها الملايين على مستوى الوطن العربى والعالمى، إن لم نكن مبالغين، حيث حرص جميعهم على متابعة هذه المباراة التى اعتبروها "الجولة العسكرية" الفاصلة بين جماهير الفريقين، إلا أن الفريق المصرى بقيادة المعلم حسن شحاتة تمكن من مراوغة الفريق الأخضر وامتصاص غضبه واحتمال استفزازه على أرض الملعب الذى شهد لعباً "تكتيكياً" مهارياً محترفاً مصرياً ألهب صدور اللاعبين الخضر ودفعهم إلى استخدام أرجلهم بشكل مزدوج للعب والاعتداء فى نفس الوقت، وهو ما فضحته كاميرا المخرج والكروت الثلاثة الحمراء التى رفعها الحكم الأفريقى ليعلن عن "بلطجة" الكرة الجزائرية.
أربعة أهداف مصرية دون مقابل.. ثلاثة كروت حمراء جزائرية دون مقابل.. تكتيك مصرى دون مقابل.. بلطجة جزائرية دون مقابل.. هذه هى خلاصة مباراة مصر والجزائر الأخيرة فى هذه الدورة الأفريقية.
