على أحمد حلمى، شاب يبلغ من العمر 25 عاما، نشأ فى أسرة فقيرة لم يجد عملا فقرر أن يعمل فى التجارة، واختار الكرشة باعتبارها لحمة الغلابة، دخل عالم التجارة برأس مال بسيط واشترى بالآجل حتى تراكمت عليه الديون، وهداه شيطانه إلى قتل بائع الثلج ذلك الرجل الذى كان يعطف عليه، لم يرحم شيخوخته وقتله ليسرق بضعة جنيهات وانتهى به الفقر والحاجة إلى السجن، وأصبح مجرما ينتطر الإعدام. التقينا المتهم وروى مأساته.
قال: كانت تربطنى بالمجنى عليه علاقة أب بابنه، فالمجنى عليه كان بمثابة أب بالنسبة لى، وكنت أتردد عليه لشراء الثلج لأضعه على الكرشة لأننى لا امتلك ثلاجة تحفظ البضاعة، وصمت قليلا ثم استكمل حديثه قائلا: تراكمت على ديون كثيرة لبعض الجزارين من ثمن الكرشة، وبسبب ركود السوق وعدم إقبال الكثيرين على تناول الكرشة، فلم يكن يتناولها إلا الغلابه لرخص ثمنها، لم أستطع سداد الديون التى بلغت 6500 جنيه، وفى إحدى المرات ذهبت لشراء الثلج من المجنى عليه، وطلبت منه إقراضى مبلغا من المال حتى أسدد جزءا من ديونى، فقال لى إنه لا يملك أى نقود ورفض إعطائى أى مبالغ، فلعب الشيطان برأسى وصور لى أنه يعيش بمفرده، ولابد أنه يحتفظ بمال كثير معه، فانتظرت حتى انتهى من البيع ليلا ودخل إلى فراشه، وتسللت إلى حجرته ومعى قطعة حديد وبدأت أبحث عن المال، وعندما شعر بى أجهزت عليه وانهلت على رأسه حتى فارق الحياة، واستوليت على 1400 جنيه كانت بملابسه وجهازى محمول، وفررت هاربا تاركا المجنى عليه وسط بركة من الدماء. وانهار المتهم فجأة وقال: لم أقصد أننى قتله، ولكن الفقر هو السبب، وانهمر فى البكاء.
كان اللواء محمد الفخرانى، مدير أمن القليوبية، قد تلقى بلاغا من الأهالى بعثورهم على جثة المجنى عليه يوسف عبدالسلام حسانين 70 عاما، بائع ثلج، فى فراشه مصاب بجرح غائر بالرأس وسط بركة من الدماء وتبين من تحريات العقيد مجدى راشد مفتش المباحث، والرائد هانى أبوسريع رئيس مباحث قسم بنها، بإشراف اللواء محمود يسرى مدير المباحث الجنائية بالقليوبية، أن وراء الحادث المتهم على أحمد حلمى 24 سنة، بائع كرشة، بعزبة السوق ببنها.. حيث كان المتهم مدينا بـ6500 جنيه لأحد الجزارين ببنها ونظرا لمروره بضائقة مالية، بيّت النية لقتل المجنى عليه وسرقة أمواله، خاصة أن بائع الثلج يعيش بمفرده بهذا المكان منذ 20 عاما.
