ما حدث فى نجع حمادى وصمة عار فى جبيننا جميعاً نحن مسلمو الصعيد فلا مبررات ولا دفاع ولا أعذار، ومن قتل يقتل، ويجب تسريع إجراءات التقاضى فى مثل هذه الجرائم البشعة المروعة ولابد أن تنفذ الأحكام فوراً ونحن فى صعيد مصر نفهم ونعرف ونقدر جرائم العِرض، فالخاطئة كانت توضع فى شوال ومعها حجر كبير وتلقى فى عرض النيل ويتكتم أهلها ويضعون على الخبر ماجور حتى ينسى من سمع عن فعلتها ويستطيع إخوتها الرجال المشى بكرامة وتتزوج أخواتها الباقيات وكم غسل عرض نهر النيل من أعراض.
نصارى الصعيد ذائبون فى مسلميه ومسلمو الصعيد ذائبون فى النصارى ولا تكاد تفرق بين المسلم والنصرانى فى الصعيد، فكلاهما يكثر من والنبى وإن شاء الله والسلام عليكم، وقلة من كبار السن من النصارى من يقول والعدرا أم النور أو والمسيح الحى، وصدقنى، ولا تكتشف أن محدثك مسيحى إلا إذا لمحت صليباً موشَّى بالأخضر أو الأزرق على ساعده أو يعلق صوراً للسيد المسيح أو السيدة العذراء مريم أو قديس من القديسين فى محله أو دكانه أو عيادته أو هو عائد يوم الأحد من كنيسته ولا أكاد أتذكر أن هناك فى صعيد مصر بيتين متجاورين لأسرتين مسيحيتين فلابد أن يكون بينهما أسرة مسلمة وفى أيام أعياد المسلمين أو المسيحيين يكون باعة الألعاب والشخاليل والحلويات والحناطير والآن التوك توك من المسلمين ومن المسيحيين فبالضرورة يخرج كل الأطفال للعيد.
ومالا يعرفه شعب مصر جميعاً أن اللقب الذى كان يلقبه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم للنصارى بأنهم أهل الذمة ترجمه صعايدة مصر إلى تصرف كان ولا يزال للحجاج كل عام أن يودعوا أموالهم وذهبهم عند جارهم المسيحى حتى يعودوا من الحج ويخشون أن يودعوه عند إخوتهم الأشقاء من أبيهم وأمهم وأثبت المسيحيون أنهم أهل ذمة وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يغش تاجر مسيحى مسلماً فى سلعة وكان البقال سمير ولا يزال ينصحنى أن أشترى هذا النوع لأنه أفضل من هذا النوع ولا يعطينى إلا أحسن ما عنده من سلع وبضائع وفى بلدنا فى الضفة الغربية من النيل والتابعة الآن لمحافظة الأقصر صيدلى ناجح مخلص وطنى اسمه إبراهيم رزق دوس فبعد أن يغلق صيدليته ليلاً ويعود لبيته يستقبل العشرات من مرضى الساعات المتأخرة من الليل ويخرج الرجل ببيجامته بعد أن يتأكد أن العلاج الذى فى الروشتة ليس موجوداً فى صيدلية مصغرة للحالات الطارئة جلبها لبيته حتى لا يتردد كثيراً لصيدليته الكبيرة ويخرج مع من طرق بابه ويصرف الدواء له، ولما يحاولوا دفع ثمن الروشتة يقول له: يا راجل روح- صلى على النبى.. النهار له عينين.. لأنه يدرك أن الملهوف هذا قد لا يكون معه فلوس فى هذا الظرف الطارئ وهذا ما يفعله إبراهيم رزق منذ عشرات السنين ولا يعرف ولا يسأل ولا يهمه أن يكون هذا الملهوف مسلما أو مسيحيا.
عم نجاتى سرجيوس تاجر المانيفاتورة والذى كان يبيع معظم أقمشته بالــدين (على الدفتر) لكل من يقصده من الغلابة والمساكين ولا يهمه هل هم مسلمون أو مسيحيون وترك بعد وفاته- قدس الله روحه- ديوناً كثيرة على زبائنه والآن يقوم توأم روحى الأستاذ بشرى بتحصيلها بطريقة أبيه الهادئة الرزينة.
منذ أكثر من ثلاثين عاماً كنا نتجمع ونحن طلاب صغار فى أماكن حيث الكهرباء كانت شحيحة فى ذلك الزمان لنذاكر دروسنا وكان يحلو لنا أنا وبشرى وزميل مسيحى ثالث أن نذاكر فى مصلاه شركة السكر.
أبى- رحمة الله عليه- لما مات جاره وصديقه النجار المسيحى أسرع بتبليغ بعض أقاربه القليلين وأبلغ الكنيسة وحمله وآخرون للكنيسة للصلاة عليه وشارك فى دفنه فى مقابرهم وعاد وجلس فى جنازته وكان يتقبل العزاء من المعزين فيه ودون أن تتصل به قناة فضائية.
ماذا حدث يا ناس؟ ماذا جرى ياهوه؟ يا علماء النفس يا علماء الاجتماع يا علماء الدين الإسلامى ويا علماء الدين المسيحى ادرسوا وحللوا وفكروا وعلقوا لنا الجرس على رقبة القط.
* باحث تربوى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة