فى المدينة الأنجولية بنجيلا، وفى المدن المصرية.. انفجر الغضب المصرى ثم انفجرت الفرحة.. منذ موقعة أم درمان والغضب يريد أن يخرج ويتحرر من داخلنا.. غضب مكبوت انتظر فرصة ولم تكن هناك فرصة متوقعة.. لكن شاءت الأقدار أن تقدمها لنا بطولة كأس الأمم الأفريقية.
المنتخب الوطنى لم يلعب فقط ولم يعزف فقط موسيقى التألق التى كانت قبل ذلك فى غانا 2008.. بل انفجر لكرامته وكرامة المصريين.. لم يكن فوزًا كبيرًا وحسب.. بل كان نهاية سريعة لمعاناة المصريين فى كل مكان بالعالم، وهم يتعرضون للتهكم والسخرية.. كتم فى داخله معاناته ولم يشأ أن يلفظها إلا فى الوقت المناسب.. قلنا من قبل إن الشعب المصرى يملك قوة خارقة فى رد الفعل المناسب الذى يريده فى التوقيت الذى يرغبه.
المصريون سعداء لأنهم يثقون فى قدرتهم على النهوض بعد السقوط.. بعد أى كبوة أو انتكاسة.. الكبار لا يموتون ولا ييأسون ولا ينتظرون شفقة.. ذهب المنتخب إلى المُباراة وهو مجروح.. وهذه المرة لم ينفعل الجمهور مع جراحه.. اهتم بأن يتخذ القرار السليم بالفوز.. أراد أن يرد هذه المرة فى الملعب ولا يرد عبر الميكروفونات والشاشات وأوراق الصحف.. تعلم الإعلام أن يكون وقورًا.. وتعلم صغار الإعلاميين رغم كبر سنهم أن لغة الفوز غير لغة "الشرشحة" وأن البطل لا ينتصر بالصوت العالى بل بقبضته وإرادته وتخطيطه.
كانت مُفاجأة أن تقفز فجأة مُبادرة تهدئة غير متوقعة من المصريين رسميًا وشعبيًا رغم الاحتياج الشديد لرد الاعتبار، ليس لأن الأشقاء الجزائريين خصمًا لنا.. بل لأن الكرة المصرية يجب أن تقوم وتنهض وتقف على أقدامها لكى تقول كلمة نهائية فى شأن كرامتها وكرامة مشجعيها.. نحن لم نفز على الجزائر بل فزنا على معاناتنا.
الآن نقول بحسرة خسارة يا مونديال.. هذا الجيل العظيم هو الأذكى فى اللعب.. هو الأصلب فى الإرادة وهو الأقدر خططيًا.. هو النموذج الذى سوف يضعه تاريخ الكرة المصرية مثالاً حيًا للإنجاز.. كان أمامه خطوة واحدة لكى يجمع كل الألقاب والإنجازات.. وتعثر فى هذه الخطوة لسوء التقدير ولظروف خارجة عن السيطرة.
هؤلاء هم المصريون الخبراء فى الصمود، والوقوف بعد كل سقوط.. هؤلاء هم أحباء العرب الذى يحبون فعلاً عروبتهم وأشقائهم دون أن ينتظروا المُقابل.. بل دون أن يشكون من تجاوزات الأشقاء.. نحن نعتز بالانتصار الكبير الذى يساوى الفوز باللقب ونعتز أيضًا بالمنتخب الجزائرى الذى سيمثلنا فى المونديال.. ونريد أن تظل مصر تشعر بقيمتها وبموقعها فى التاريخ الإنسانى.. نريد أن نشعر بقيمتها قبل أن يشعر بها الآخرون.. نريد أن يظهر معدننا الأصيل طول الوقت وليس بعض الوقت.. نريد أن نكون أقوياء فى كل المناسبات وفى كل المجالات وفى كل الظروف ولا يلمع معدننا فقط فى الشدائد.
هذا عن المشاعر الفياضة التى غمرت أرجاء أرض الكنانة.. وهذا هو الإحساس بالفخر بأبنائنا.. أما عن كرة القدم.. فقد لعب المنتخب مثلما أردنا.. هادئًا ومُنظمًا وشديد التركيز، ودارسًا لمنافسه جيدًا، وتخلصنا من عيوب المُباريات السابقة.. وفاهمًا لكل تضاريس المنتخب الجزائرى.. ومن الدقيقة الأولى شعرنا بالفوز.. سيطرة ميدانية وإفلاتاً سهلاً غير متوقع من الكماشات الجزائرية التى تجيد الضغط وتضييق المساحات وسط الملعب.. كان الأداء الجماعى فى الموعد والأداء الفردى فى الموعد أيضًا.. كان أحمد المحمدى صاروخًا عابرًا للمساحات فى الملعب.. لم تعترض الدفاعات الجزائرية.. كان كالزئبق يفلت من اليد التى تريد الإمساك به.. كان الدفاع حائطًا منيعًا والوسط نقطة انطلاق رائعة والهجوم منصة إطلاق صواريخ.. كان الأداء مُتكاملاً يليق بحجم الغضب وقيمة الكرامة.
رابح ماجر: فوز الفراعنة "مستحق" ودرس للجزائريين
شحاتة: ذكريات أم درمان وراء انتقامنا من الجزائر
الأشعة تحدد مصير متعب فى النهائى
الإعلام الجزائرى يعترف: عصبية اللاعبين وراء الهزيمة
سعدان يتهم الحكم بالتسبب فى الهزيمة المخزية
وايا: المصريون لقنوا الجزائريين درساً فى فنون الكرة
زيدان: مواجهة الجزائر أهم مباراة فى حياتى
خبراء : الفراعنة لقنوا ثعالب الصحراء "علقة كروية ساخنة " ونصبوا السيرك في بنجيلا
بالفيديو.. كودجا "الشجاع" كشف عنف الجزائريين
جمال العاصى يكتب .. بعد فض بكارة شباك شاوشى.. فعل فاضح فى استاد بنجيلا
فنانو مصر عقب الفوز: أفضل مباراة فى تاريخ الفراعنة
شباب الفيس البوك يسخرون من رابح سعدان بصورة مخلة
بالفيديو.. الجمهور المصرى "يذبح" خروفاً جزائرياً
بالصور.. الشارع المصرى يحتفل بالفوز على الجزائر
الشرطة الأنجولية تحتجز الجمهور المصرى بالاستاد
مصدر مسئول بـ"الكاف": الجزائر فريق مخجل للغاية
إبراهيم ربيع يكتب: المنتخب ينفجر غضبًا فى بنجيلا.. ويحطم ذكريات "أم درمان"
الجمعة، 29 يناير 2010 01:48 ص