وصف الدكتور عبد الحليم عويس، أستاذ التاريخ والحضارة بجامعة الأزهر، باراك أوباما، الرئيس الأمريكى، بأنه مخادع ومجرم ضعيف مستتر، مؤكدا أنه لن يصمت لما يوصف بالخبث الأسود والفتنة فى العراق وأفغانستان وباكستان، مضيفا فى المؤتمر التأسيسى لمنتدى الوسطية للفكر الذى أقيم اليوم، الخميس، بأحد فنادق مصر الجديدة أنهم سيدعون للتربية ونشر صورة الإسلام الصحيحة للوصل للتمكين الذى وعد به الله المسلمين للتغلب على أمريكيا وإسقاطها كما سقط الاتحاد السوفيتى.
وأعلن منتصر الزيات، المحامى، محاربة المنتدى الذى يضم فى عضويته نخبة إسلامية من علماء ومثقفين، التطرف والغلو فى الدين، والتفريط فى الهوية الإسلامية، وأنهم سيقفون ضد الظلم والطغيان والاستبداد، وتحقيق التوازن من خلال الفهم الصحيح للإسلام، مع التواصل مع مكونات المجتمع وذلك بالإيمان بآليات الحداثة والتطور والتواصل مع العصر، مشددا على انطلاق المنتدى من إدراك أن مصر إسلامية وستبقى فى على المنهج الصحيح المعتدل المتسامح، وتقديم رسالة وسطية لا تفرط فى الثوابت ولا الأصول ولا تقدم تنازلات، كما تحارب التطرف والغلو.
وأكد الزيات أنهم ينتظرون موافقة وزارة التضامن الاجتماعى لإنهاء جميع أوراق التأسيس للمنتدى كجمعية أهلية مصرية ليس لها أى علاقة أو تعاملات بدوائر أو جهات أجنبية أو خارجية، موضحا أن ما يربطهم بالمنتدى العالمى للوسطية الذى يتخذ من عمان – الأردن- مقرا له هو الفكرة والمنهج الوسطى والتواصل مع المؤمنين بالشريعة الإسلامية بتطبيقها وفهما المتسامح والحقيقى.
وشدد الزيات على أنهم سيعملون بعيدا عن الشعارات الرنانة والشحن الزائد، ليقدموا عملا إسلاميا يقود التنمية ويهتم بمحاربة الفقر ويحقق التكافل الاجتماعى، وينتج ويبنى ولا يخرب، وذلك السعى لتأكيد وتأصيل منهج الوسطية والاعتدال وتعميق الهوية الفكرية والثقافية لإنسانية الإسلام، وذلك بهدف العمل على ربط الثقافة والفكر بأخلاقيات أساسية منطلقة من الثقافة الإسلامية، وترسيخ منهجية البحث العلمى والتحليل المستند إلى معطيات صحيحة موثقة، وإظهار الدور الحضارى والإبداعى للتراث إسلاميا وعربيا وإسلاميا، والتواصل مع المجتمع المحلى والمساهمة فى تنميته ثقافيا واجتماعيا، ونشر الفكر المعتدل، ورعاية وإنتاج الأنشطة والفعاليات والبرامج الإسلامية الهادفة، ورعاية الموهوبين والمبدعين وترسيخ مفاهيم الحية والعدل والعلم.
وأكد د. عبد الحليم عويس أن الأمة الآن تتخبط وأصبحت فارغة، ولابد من البحث فى أعماق التاريخ والقرآن، مشيرا إلى أنهم يحتاجون لرجال لا يتحركون عفويا ووراء انفعالاتهم، مطالبا بالعودة للوسطية باعتبارها الحل الأخير، مذكرا بأن الحضارة ليست سلعة تباع وتشترى كما يريد أن يفعل الخليجيون الآن، مذكرا بتاريخ النضال الجزائرى وكيف أعادوا بلدهم بالدين والاعتماد على دروس التفسير التى أعادتهم للقيم الإسلامية الحقيقية وسهلت لهم الجهاد، قائلا إن أمريكا أيضا ستسقط كما سقط الاتحاد السوفيتى، وبدأت فعلا تنهار يوميا من الخسائر التى تتكبدها فى أفغانستان والعراق وباكستان، مقارنا بين جورج بوش الكذاب والمجرم العالمى المكشوف، وأيضا أوباما المجرم الضعيف الذى خدع المسلمين فى خطابه بالقاهرة، ومازال يواصل حربه فى العراق وأفغانستان وباكستان.
وذكرت د. ملكة دراز، الأستاذ بجامعة الأزهر، أن تأسيس هذا المنتدى هو بداية الخطوات الصحيحة لتقديم الصورة الصحيحة علن الإسلام، مضيفة أن أهم أولويات المنتدى النهوض بالمرأة كصانعة الأجيال ومؤسسة التربية، موضحة أن هدفهم إعادة الهوية الإسلامية التى ضاعت لدى الكثير وبدأ البعض يتنكر لهويته.
وردا على سؤال لليوم السابع حول دور المنتدى فى الأحداث الطائفية كحادث نجع حمادى، أكد خالد الشريف، عضو مؤسس فى المنتدى، أن الدور سينطلق من تقديم الإسلام الصحيح النقى بدون تشويه وبدون بدع أو شوائب، مشيرا إلى أن الإسلام أصبح الآن ضحية بين طرفين، غلو وجمود وتطرف من جانب والتسيب والتفريط من جانب آخر، مؤكدا أن هدفهم من هذا المنتدى نشر الإسلام الواضح وكشف زيف وتحريف المغالين ومغالطات الجاهلين مع تصحيح المفاهيم المغلوطة، معتبرا أن الاحتقان الطائفى فى الأساس مرتبط بالاحتقان السياسى والاستبداد، نافيا وجود علاقة بين ما يحدث من آن لآخر أو حتى ما حدث فى نجع حمادى بالعلاقة بين المسلم أو المسيحى، مطالبا بفتح نوافذ الحرية للعلماء والمعتدلين والعلماء، معتبرا أن الوسطية ونشر المنهج الوسطى أصبح فريضة وواجبا على كل مسلم.
فيما اعتبرت د. ملكة أن ما يحدث افتعال لفتنة طائفية، مرجعة ما حدث فى نجع حمادى إلى الثأر والدفاع عن العرض الذى لا يختلف بين مسلم ومسيحى، متهمة البعض بالانحراف بالكلمات فى التحليل والوصف، غير أن الحقيقية كما تكشفها تحقيقات النيابة وكلمة القضاء أنه عارض جنائى.
واعتذر الصادق المهدى، رئيس حزب الأمة ورئيس الوزراء السودانى الأسبق، عن اللقاء باعتباره رئيسا لمنتدى الوسطية العالمى الذى يتخذ مقره الأردن، بسبب انشغاله فى الانتخابات الرئاسية التى ينافس فيها الرئيس عمر البشير، وانتهى المؤسسون إلى الإعداد لأولى فعاليات المنتدى لتنظيم مؤتمر عن دور الإعلام والفضائيات والتليفزيون والسينما فى نشر الفكر الإسلامى الصحيح، وذلك بدعوة عدد كبير من السينمائيين والكتاب والفنانين لحثهم على الإنتاج الهادف وتفعيل دور الدراما فى نشر المفاهيم الوسطية.
جانب من المؤتمر التأسيسى للوسطية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة