أشرف الخريبى يكتب.. المـدد

الخميس، 28 يناير 2010 01:23 م
أشرف الخريبى يكتب.. المـدد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كيف يكون من حقى أن أحبها هى ؟
ولماذا هى ؟
ألا توجد امرأة أخرى فى العالم غيرها ؟
نعم لا يوجد.
وماذا يقول عنى صديقى ؟
أنك منحطا وقذر..
ولماذا يقول ذلك ؟
لأنك بالفعل كذلك، ها ها ها ها
كيف سمحت لنفسك بحبها.))
.....................
النوافذ مرحلة أولى لضباب هائل، وأنا دوار، جوال حول نفسى ولا أتقدم أبدا للإمام دائما، ارجع للخلف، هارب للخلف. ومنها منه. وليس لدى القدرة على اجتياح العمق والأشياء وكل الأشياء. تترسب فى ذاتية وخصوصية أكثر عمقا وليس من حقك أن تحبها أو تحبك. وأنا عارف تماما. أنه ليس هناك أزمة من أى نوع. فقط انحطاط من جانبى ورفض من جانبها أن تنتهى علاقتنا.

ليس هذا هو الموضوع الموضوع أكبر بكثير... أجرة الشهر لصاحب البيت. سوف يحضر ويقول إننى تأخرت فى الدفع. وسأقول له أنت كريم جدا يا حاج اتركنى للخميس القادم. سوف يتذمر وينطر بيده ويقول مثلا شعبيا أو نصيحة. محتدا يقف وأنا أعده أن أدفع الأجرة الخميس القادم. ويحمر وجهه من الغيظ وينظر إلى بشراسة ويستأذن مع التأكيد.

الخميس الذى سوف يجيء.لا. لم يكن هذا هو الموضوع، كانت كل الطرقات فارغة وهازمة لكيانى المتلأليء والمسافة بين الانحطاط وقدرتى على أن أكون منحطا، لم أقدرها بعد أو لعلى سوف أقدرها على مرور الأيام إذا استطعت.

كيف كنت أعرف ما الذى يعنيه صديقى تماما ؟ كى أكون منحطا وقذرا . وهو الجربوع. القذر ، أنا لست هكذا يا سيد. خطيبتك هى التى هيأت لى فرصة تقبيلها وهى التى قالت أنك جربوع أزرق مدسوس فى سيارة ضخمة، لم تكن من حقك أبدا. وقالت أن دمك واقف وشكلك غريب انفك أفطس، هل لى أنا ذنب فى ذلك ؟ أنا الذى أبعدتها أكثر من مرة ولكنها قالت أنها تحسنى أتمشى فى دمها. وقلت لها أننى مرتبط بأخر ولكنها أصرت.

وقلت: أننى سأخسره لا محالة. ولكنها رفضت. وصاحب البيت ألمح من بعيد لحضورها لحجرتي، وأنا اعتذرت له واشتكيت سوءا الأحوال.
وابتسمت لضحكتها الطفولية الجميلة وكلما كبرت الأشياء كلما أصبح التفكير فيها أعمق ومع ذلك أكثر حزنا.

كانت الأوراق التى فى يدى لم تشبع بعد من التوقيعات وهو قال أن الإجراءات لم تنته بعد.
حاضر.
عند الأستاذ مصطفى يا محترم.
حاضر .
الختم غير واضح يا سيد.
وما ذنبى أنا يا أستاذ.
سوف أذهب للمدير يا سيد.
عندك البيه المدير يا سيد.
ولماذا لا تخلصنى يا أستاذ.
هذه تعليمات يا سيد.
ومالى أنا ومال التعليمات يا أستاذ.
أف ف ف ف عندك المدير يابيه. بهدوء.كان يجلس جالسا على مكتبه، مكتبه الذى فى الدور الأول.
يكون على يدك اليمنى وأنت تدخل ببطء. بهدوء. كلمة، كلمتين. الموضوع الحكاية.
فأهم. الموظف أهم من المواطن يا سيد. فاهم .تخرج الفاهم.مقتضبة مضغوطة لتحت. بالطبع فاهم . ها. ا. .إصبعه الأيمن أو الأيسر، يده الشمال أو اليمين، واحدة من هؤلاء تشير ناحيتي" بره " .

أنا بره. بالطبع فاهم......... الكلام فى عينى وصدري، وعقلي، عيناه تلتهم حزني، وأنا ألوك فى شدقي، سيادتكم، حضرتكم. جنابكم. ها. فمى على أخره فاهم، فاهم، ها. ها . هأ.خوفى على أخره ومنحنى أمام مكتبه على أخري، والأشياء كلها على أخري، الختم غير واضح والمفروض أن يكون واضحا، فاهم. هأ . هأ . ها .هناك توتر وقلق شديدان صمما على خرابي، وليس هناك حل، ذلك الفساد الذى فى العينين، واهتزاز شبكية النظر، انهزم التفكير. كى تبدو الأشياء مقنعة وجديدة. كل ذلك ليس جديدا. ما زلت ألهث وراء ما هو جديد ."" أزور السيد البدوي، لأ انه فى طنطا، يبقى الحسين أو السيدة كل هؤلاء أولياء الله ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون مثلي.حين دعت لى وقلت: روح ربنا يوقف لك ولاد الحلال. وصليناه. أجد أولاد الحلال كما اعتقدت، وجدت رجال ونساء من كل ألوان البشر، لا هم أولاد حلال ولا هم أولاد حرام، المسالة تحكمها أشياء أخري، وصديقى يقول أننى أخرف ومخى قرب يضرب عندما عرضت عليه أن نذهب معا للمولد سحبنى من يدى ومشينا، فى اتجاه الشارع، تفرجنا على الغارقين فى المدد.

وصليناه .. وشبكناه.. وشبكناه.وتوجناه. .وهدهدناه. .. درت. مدد يا مدد حين مددت أصابعى المرعوشة الخوافة وبأحكام لففتها حول حجر الشيشة. درت . تفككت، تفككت، خرجا الدخان صديقي.سقف حلقي.فانبسط لما انبسط صديقى . وسألنى هل صحوت الآن.

قلت : مداااد. امتلأت كل أعماقى بالعفاريت. وتوجناه.توجناه.. وشبكناه.توجناه.وشبكناه .. مداااد.ااه.. مداااد .. لم أجد بدا غير أن أغفو فى هذا المدد. لم يكن هناك ثمة ما أفعله. والموضوع أكبر بكثير مما أتخيل. ليس هناك شيء يسوده نوع من التواصل ولو لمرة واحدة، الأيام إعصار دائم ونزيف دائم، والفراغ كئيب يحط على نصف يومى والنصف الأخر .

تملاه الرغبة والدموع التى لا تنزل.لم يكن هذا هو الموضوع يا سيد,
كان الموضوع اكبر بكثير من ذلك، وصليناه وأذبناه .






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة