فى عمق سيناء وبالقرب من منابع السيول عند سد الروافع توغل اليوم السابع وصولا إلى جبل المويلح على الحدود المصرية الإسرائيلية، عبر مدقات جبلية تم خلالها الاستعانة بعودة الدلح من قبيلة الترابين، بعد أن قطعت السيول أحد الطرق خلال الرحلة.
كشفت جولة اليوم السابع عن وجود جسور ترجع إلى العهد العثمانى وإلى أيام الاحتلال الإنجليزى والإسرائيلى، تعلوها طرق تحسبا للسيول وهو ما لم تنتبه له الحكومة وأنشأت الطرق فى مجرى السيل.
يقول شهود عيان إنه فى اليوم الثانى للسيل حاول اللواء مراد موافى، محافظ شمال سيناء، العبور من المحافظة إلى استراحته لتغيير ملابسه، استعدادا لاستقبال رئيس الوزراء وكان البعض يعبر فوق لودر من المجرى الملىء بالسيل، وتم عرض الأمر على أحد سائقى اللودر الذى رفض، وبالتالى ظل المحافظ محتجزا فى الجانب الشرقى لحين انتهاء السيل.
يقول عودة الدلح دمرت السيول منشآت كثيرة وكشفت عن كوبرى أثرى عثمانى وكوبرى آخر سبق أن أقامه الاحتلال الإسرائيلى ما زال يعمل، وأسفله ممرات للسيل، وفوقه طريق مرصوف، لكن المحافظة أنشأت الطريق الحالى الذى تعرض للانهيار قرب منطقة أبو عجيلة فى مجرى السيل وتجاهلت مسار السيول، ويضيف أن الكارثة قضت على قرى للبدو بالكامل فى الوسط فى منطقة وادى الأزارق مع الدفعة الأولى للسيل، حيث كان الأهالى فى مطاردة مع السيول لإنقاذ أطفالهم والماعز والأغنام التى جرفتها السيول.
وأضاف موسى الدلح من قيادات قبيلة الترابين بسيناء أن الأضرار كبيرة فى المنبطح وفى قرى 36 و33، مشير إلى رجل كفيف تم انتشاله من السيل فى منطقة البرث بعد أن دمر منزله ويدعى فويجع سلامة 60 سنة، كما تضررت مناطق الجايفة والمويلح وغيرها من المناطق مثل دلصان والكونتلا وبئر جريد وهى قرية نموذجية بنتها الحكومة.
المواطن سليمان سلمان سلامة دمر السيل بيته وجرف أغنامه التى يعيش منها مثله وإبراهيم فيض الذى تدمرت مزرعته بالكامل وعطوة بن عويضة.
أما عبد الله السالم من منطقة وادى العمرو قال إنه كان فى البيت، وكانت الأغنام ترعى بالقرب منه وفجاه اندفع السيل إلى المنطقة مضيفا: "لم أستطع إلا التشبث ببعض الأشجار فى منطقة مرتفعة فيما جرف السيل المنزل والأغنام فى طريقه".
من جهة أخرى تسببت السيول فى جرف عشرات الأفاعى والثعابين من من إحدى المحميات على الجانب الإسرائيلى إلى داخل الأراضى المصرية، علاوة على سيارتى هامر حراسة جرفهما السيل أيضا، قام الجيش الإسرائيلى باستعادتهما مع بعض الأفاعى.
من جانبه قال خليل جبر، عضو حزب التجمع، لم تصل المساعدات للناس والحكومة دمرت حياة الأهالى وشردتهم وتركتهم بلا رعاية وهناك زراعات كبيرة تدمرت برفح والشيخ زويد وعشرات سيارات الموالح محتجزة، وهى خاصة بالتصدير، مضيفا أن أكثر من 50 ألف فدان زراعات تدمرت بفعل السيول.
أما سعد العيسوى، المحامى، فطالب بإحالة المسئولين الذين قاموا ببناء منشآت فى مجرى السيل وإعاقته متسببين فى إهدار المال العام للنائب العام، متهما محافظ شمال سيناء الأسبق اللواء أحمد عبد الحميد بالتسبب فى هذه الكارثة.
فى ذات الوقت تجمع أصحاب المحلات بالسوق التجارى الذى يضم أكثر من 572 محلا تجاريا دمرها السيل، وهو السوق الذى بنته المحافظة بتكلفة مليون و38 ألف جنية للتجار، وأنفق التجار عليه مئات الآلاف وتحول فى لحظة إلى دمار بسبب بنائه فى مجرى السيل، حيث تصف هانم أحمد السيد حجم الخسائر التى لحقت بها قائلة: "السيل جرف ملابس بـ50 ألف جنيه من المحل الذى اشتريته من المحافظة"، بينما طالب سعودى رمضان ونادية محمد عبد ربه من تجار السوق التجارى بتعويضهم بعد الدمار الكامل للسوق، حيث تصل خسائر التجار إلى قرابة 3 ملايين جنيه للتجار.
المياه جرفت الأفاعى والثعابين من إسرائيل إلى وادى الأزارق
سيول سيناء كشفت عن جسور بناها العثمانيون وأهملتها الحكومة
الأربعاء، 27 يناير 2010 03:27 م
السيول جرفت المنازل والأطفال والأغنام
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة