حذر المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع من عودة الإرهاب من جديد إلى البلاد، إذا واصلت الحكومة حملة تشنها على "الإسلام الوسطى".
وقال فى مقابلة مع وكالة رويترز للأنباء إن من يتبنون الإسلام الوسطى فى البلاد ليس هم الإخوان فحسب وأن على رأسهم مؤسسات الأزهر التى قال إن الإخوان مستعدون أن يكونوا جنودا لها فى نشر "هذا المفهوم الصحيح للإسلام".
وقال بديع "عندما مُنعنا من أن نقوم بدرونا فى نشر هذا الإسلام الوسطى نبت الشوك فى أرض مصر ونبت الإرهاب فى أرض مصر. وإذا لم يتقدم الإسلام الوسطى لينتشر فى المجتمع المصرى سينتشر الشوك بدل الورود".
وأشار إلى أن كل من يحمل هذا الفكر الوسطى وعلى رأسه مؤسسات الأزهر لابد أن يقدم لهذه المؤسسات المكانة اللائقة بها كى تنشر الإسلام الوسطى الصحيح.
وأضاف "إذا ما خرج إنسان على هذا المفهوم وجد رفضا من كل الشعب المصرى"، وإننا فى جماعه الإخوان ترفض الفكر التكفيرى المنحرف، محذراً من اتساع دائرة الفكر السلفى وجماعاته والدعاوى المغلوطة لتكفير المجتمعات والمحاولات المستمرة لترويع الآمنين والإخلال بالسلام الاجتماعى وزعزعة الاستقرار فى عدد من الدول العربية والإسلامية.
وحمل بديع الحزب الوطنى مسئولية التشدد الذى جاء على حساب التيار الوسطى، قائلاً إن الحزب الحاكم الآن يستأثر بالقرار ولا يشرك معه أحد ولا يستمع لنصائح أحد. فإذا ما سدت القنوات يصبح هذا المكان الذى نعيش فيه مصر غرفة مليئة بالغاز وإذا أوقدت عودا من الكبريت سينفجر المكان".
وأضاف "هذا هو التفسير الوحيد لما يحدث الآن من مشاكل بسيطة نجدها تنفجر لأن الغرفة مشبعة بالغاز ولا يوجد هواء نقى يتنفسه الجميع".
واستبعد بديع توقعات محللين أن يكون سبب اختياره لمنصب المرشد العام اتجاه الجماعة للتركيز فى المرحلة المقبلة على العمل الاجتماعى والانسحاب من العمل السياسى الذى يقول محللون إنه غير مجد فى وقت تبدو فيه الحكومة عازمة على منع أعضاء الجماعة من شغل أى مقاعد جديدة فى المجالس المنتخبة.
وقال بديع "لمن نترك الساحة السياسية إذا كنا الآن نقول ونشكو من أنها تحتاج إلى إصلاح. فإذا ما انسحبنا نحن سيزداد السوء سوءا وسيحملنا الشعب المصرى من مسلمين ومسيحيين مسئولية أننا تركنا الساحة للمفسدين".
وأكد بديع "المشكلة الآن ليست فى النواب ولا فى الترشيح. المشكلة الآن فى الجو البرلمانى والجو الانتخابى الذى نراه مسدودا لن يسمح لإنسان أن يصل بحرية".
وأضاف "لو سألتم الشعب المصرى عن لفظ (انتخابات) حرة ونزيهة ستجدونه يتندر بهذه الألفاظ لأنها لم يعد لها مدلول".
وتابع "فى كل الانتخابات كان المسئولون يقولون عنها حرة نزيهة. وبعد انقضائها يقولون لنا (الانتخابات) القادمة ستكون حرة نزيهة"، وقال بديع إن هؤلاء المسئولين قدروا عدد المقاعد المستحقة للجماعة عام 2005 بمئة وخمسة وثلاثين مقعدا.
وطالب بتشكيل "حكومة انتقالية تقدم الحرية للشعب كى يختار نوابه"، مستبعداً أن يشغل أعضاء فى الجماعة 88 مقعدا فى الانتخابات التشريعية التى ستجرى هذا العام "إذا ما استمر هذا الضغط بهذا الشكل.. ولكننا لن نتنازل عن حقنا فى المشاركة البرلمانية."
وحول انتخابات الرئاسة التى ستجرى العام المقبل استبعد بديع أن تحاول الجماعة المنافسة فيها لكنه قال إن الجماعة تنتظر من المرشحين الممكنين أن يعرضوا عليها مناهجهم وبرامجهم لتختار من بينها. وقال "نحن نريد أن نشارك فى إصلاح هذه الأمة ونريد أن نحكم بأسلوب إسلامى وديمقراطى حر ولا يهمنا من يحكم ونحن نحترم من يتقدم لينافس منافسة شريفة وليس لنا مرشح للرئاسة من الإخوان المسلمين".
وأضاف متناولا الترشيح المرجح للسياسى البارز جمال مبارك ابن الرئيس المصرى "يترشح مثله مثل أى مواطن مصرى بلا تمييز.. يتقدم مثله مثل كل المرشحين إلى أمته ببرنامجه فى جو انتخابى حر والأمة لها أن تختار أو ترفض".
وقال بديع إن ترشح جمال مبارك فى غياب جو انتخابى حر سيكون توريثا "نرفضه لأنه أسلوب ليس ديمقراطيا وأسلوب تخلصت منه مصر منذ الانتهاء من عهد الملكية".
مرشد جماعة الإخوان محمد بديع
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة