استنكر الشيخ الدكتور يوسف جمعة سلامة إمام المسجد الأقصى المبارك والنائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس، مواصلة سلطات الاحتلال الإسرائيلى أعمال الحفريات فى جميع أنحاء المدينة المقدسة، حيث تقوم سلطات الاحتلال بأعمال حفريات متواصلة أسفل منازل الجالية الأفريقية الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك من الجهة الغربية والتى يسكنها العشرات من أبناء الجالية، مع العلم بأن الجالية الأفريقية قد استقرت فى بيت المقدس فى أواخر العهد التركى، حيث تعود أصولهم إلى القائد الإسلامى الكبير "عقبة بن نافع"، وهم يسكنون الآن قرب باب المجلس الإسلامى الأعلى، وقد كان الدافع وراء قدومهم للسكن فى المدينة المقدسة المكانة العظيمة الدينية لبيت المقدس فى نفوسهم، حيث كانوا يفدون للمدينة المقدسة أثناء توجههم أو عودتهم من أداء شعيرة الحج، وهم جزء هام من نسيج المدينة المقدسة ، كما أنهم يتحملون ما يتحمله سكان المدينة فى السراء والضراء.
واستنكر سلامة فى بيان له اليوم، الأربعاء، وحصل اليوم السابع على نسخة منه قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلى بحفريات أسفل باب الناظر غربى المسجد الأقصى المبارك، وبين أن هذه الحفريات امتداد لما تقوم به سلطات الاحتلال من حفريات أسفل المسجد الأقصى المبارك.
وندد سلامة بقيام أفراد من شرطة الاحتلال الإسرائيلى بمشاهدة أفلام إباحية فى باحات المسجد الأقصى المبارك، مبيناً أن هذا العمل الإجرامى يمس بالمكانة الدينية للمجسد الأقصى المبارك، فهو أولى القبلتين وثانى المسجدين وثالث الحرمين الشريفين بالنسبة لمليار ونصف المليار مسلم فى مشارق الأرض ومغاربها.
كما ندد بالاقتحامات المتكررة من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة للمسجد الأقصى المبارك، وكان آخرها قيام مجموعة من طلاب الجامعات اليهودية المتطرفة
تحت حراسة قوة من شرطة الاحتلال باقتحام المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة لإقامة شعائرهم التلمودية، كما استمعوا إلى شرح كامل من خارطة تبين مجسماً للهيكل المزعوم الذى تخطط سلطات الاحتلال لإقامته على أنقاض المسجد الأقصى المبارك لا سمح الله.
وأدان سلامة قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلية بإصدار إخطار وأوامر هدم لمسجد فى قرية بورين جنوب محافظة نابلس، مع العلم أن البناء قد بدأ قبل عام تقريباً وفى مراحله النهائية.
وبين الشيخ سلامة أن هذه الإجراءات الإسرائيلية تتنافى مع الشرائع السماوية والقوانين الدولية الكفيلة بحرية العبادة، والتى تنص على ضرورة المحافظة على الأماكن المقدسة وعدم المساس بها.
وناشد سلامة أبناء الأمتين العربية والإسلامية بضرورة فضح هذه الجرائم فى جميع وسائل الإعلام كى يعرف العالم كله ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلى من اعتداءات طالت المقدسات، ولم يسلم منها البشر والشجر والحجر، وما الحريق الذى أشعله المستوطنون فى مسجد ياسوف قبل أسابيع عنا ببعيد، وكذلك ضرورة التصدى لهذه الإجراءات الإجرامية.
واستنكر الشيخ سلامة الانهيارات التى وقعت فى الشارع العام بوادى حلوة فى بلدة سلوان داخل المدينة المقدسة قبل أيام نتيجة الحفريات الإسرائيلية المتواصلة أسفله، ومن الجدير بالذكر أن هذه الانهيارات ليست الأولى فى هذا الحى الملاصق للمسجد الأقصى المبارك، فقد وقعت فى نفس الشارع انهيارات عديدة، حيث انهارت إحدى الغرف فى مدرسة للبنات تتبع لوكالة الغوث الدولية، كما حدثت تشققات عديدة فى جدران المنازل المحيطة بها، مبينا أن الهدف المعلن للحفريات هو البحث عن آثار الهيكل المزعوم، فى حين أنهم لم يجدوا أى أثر يؤكد مزاعمهم،على الرغم من مرور أكثر من أربعين عاماً على قيامهم بذلك.
ودعا الشيخ سلامة جميع الأطراف الدولية والمحلية والمؤسسات الحقوقية والإنسانية بضرورة التصدى لهذه الاعتداءات الإسرائيلية ووقف هذه المخططات الإجرامية، وناشد منظمة المؤتمر الإسلامى ولجنة القدس ورابطة العالم الإسلامى وجامعة الدول العربية بضرورة التحرك السريع والجاد لإنقاذ المسجد الأقصى المبارك، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية فى مدينة القدس، وسائر الأراضى الفلسطينية.
إمام الأقصى: الاحتلال يحفر تحت مساكن الجالية الأفريقية ليتمكن من هدم المسجد
الأربعاء، 27 يناير 2010 04:55 م