تتابع صحيفة الفايننشيال تايمز تداعيات الهجوم الشنيع الذى وقع عشية عيد الميلاد على كنيسة بنجع حمادى الذى أسفرعن استشهاد ستة أقباط ومسلم.
وتقول الصحيفة إن الادعاء يؤكد أن المشتبه فيهم الثلاثة الذين تم القبض عليهم تصرفوا بمفردهم، وبالتالى فإنه يقطع الطريق على أى تحقيق فى وجود صلة بالسياسة فى المنطقة.
كما تصر السلطات المصرية على أن الهجوم لم يكن بدوافع دينية، واستندوا إلى القصة المزعومة باغتصاب فتاة مسلمة من شاب مسيحى، فى حين تعاملت الصحافة المستقلة من هذا الإدعاء بشىء من التشكك.
وترى مراسلة الصحيفة هبة صالح أنه أيا كانت طبيعة عمليات القتل التى تمت فإنه الأحداث التى أعقبت الجريمة لا يمكن وصفها إلا بأنها طائفية، وتقول إن الأقباط قاموا بأعمال شغب فى نجع حمادى يوم تشييع الجنازة، وخلال اليوميين التاليين للحادث قامت مجموعة من المسلمين الغوغاء – وفق وصف الصحيفة - بمهاجمة ممتلكات الأقباط بالمدينة والقرى المجاورة.
وأكد تقرير للمبادرة المصرية لحقوق الشخصية مستشهدا بشهود عيان أن رجالا مسلحين بالسكاكين والسلاسل المعدنية وصفائح البنزين قاموا بحرق ممتلكات المسيحيين، وقال أحدهم "إن قوات الأمن كانت تقف على مدخل القرية، ولكنها لم تحاول منع المهاجمين، وأن سيارات الإطفاء أتت فى 10:30 مساء، بعد أن احترق كل شىء، ولم يكن هناك سوى سيارتين إطفاء فقط".
وتربط الصحيفة بين مظاهر التدين الشديد الذى يعيشها المسلمون بمصر والدعاة وكثرة الفتاوى على الفضائيات، وبين كثرة الأحداث الطائفية مع المسيحيين، كما تشير فى هذا الصدد إلى نفوذ جماعة الإخوان المسلمين.
وتقول الصحيفة إنه فى ظل هذا الجو الملبد بالجوانب الدينية فإن الحكومة المصرية غالبا ما تبدو مشلولة كلما وقعت مشكلة طائفية، لأنها تخشى من الإهانة لمشاعر الأغلبية أو الرضوخ لجماعة الإخوان المسلمين.
وتدلل الصحيفة على ذلك من خلال تجنب النقاش البرلمانى بشأن فرض الشروط نفسه على بناء المساجد والكنائس، كما يتم توجيه انتقادات للحزب الحاكم لقيامه بترشيح أقباط فى الإنتخابات، كما يشكو الأقباط لعدم تمثيلهم لشكل كاف فى الوظائف الحكومية العليا.
الأخطر من ذلك تقول الصحيفة إن الدولة تبدو مترددة فى كثير من الأحيان بشأن تطبيق قوانينها الخاصة، ونادرا ما يتم محاكمة ومعاقبة مرتكبى أعمال العنف الطائفى، وكثيرا ما تقوم قوات الأمن باعتقال أشخاص من كلا الديانتين حتى يجبروا أهاليهم على المصالحة، وهذا يترك الضحايا يعيشون فى شعور من العجز والمرارة.
ويخشى العديد من المحللين من تآكل مفهوم المواطنة المصرية وتآكل الأقليات، بحثا عن ملاذا لهويتهم الدينية.
وتختم الصحيفة أن الحكم الاستبدادى فى البلاد أدى إلى تفاقم الوضع، من خلال ضمان عدم وجود أحزاب سياسية قابلة للحياة يمكن للمصريين من كلا الديانتين أن يعبرا عن رؤية مشتركة من خلالها.
خوف الحكومة من الإخوان والشارع المتدين وراء الطائفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة