سخرت صحيفة الجارديان البريطانية من جعل عيد الشرطة إجازة رسمية فى مصر، وقالت الصحيفة فى التقرير الذى كتبه مراسلها جاك شينكر إن المحتفلين بهذه العطلة الإجبارية يجب أن يحذروا من العديد من الأمور أولها الدرس التاريخى.
حيث تحتفل مصر بعيد الشرطة فى 25 يناير من كل عام بسبب هجوم القوات البريطانية على مركز للشرطة فى مدينة الإسماعيلية فى مثل هذا اليوم عام 1952، وهى الواقعة التى استشهد فيها 50 من رجال الشرطة، مما أثار الغضب ضد الإنجليز فى جميع أنحاء البلاد، وقامت بعدها بستة أشهر الثورة التى قادها جمال عبد الناصر.
وكانت هذه اللحظة التى نصبت فيها الشرطة فى مصر نفسها كأحد أبطال المقاومة ضد الاستعمار والاحتلال الأجنبى، ومنذ ذلك الوقت أصبح شعار "الشرطة فى خدمة الشعب" معلق على جدران جميع مراكز الشرطة.
لكن للأسف بعد نصف قرن من هذه اليوم التاريخى، أصبحت قوات الشرطة متهمة بأنها لم تعد أكثر من مجرد أداة فى يد نظام غير شعبى وغير ديمقراطى يعمل باستمرار على تقويض سيادة القانون للحفاظ على قوته السياسية.
واستعرض الكاتب بشكل ساخر أبرز الحالات التى انتهكت فيها الشرطة حقوق المواطنيين مثل حالة الطفل محمد عبد العزيز الذى كان يبلغ من العمر 13، وتم اعتقاله قبل عامين لمدة 6 أيام، بعدها أطلق سراحه وهو مصاب بآثار حروق فى جسده وثقب فى ظهره، وتوفى بعد ذلك بأربعة أيام فى إحدى المستشفيات العامة بعد أن قال إنه تعرض للتعذيب بالكهرباء من قبل الضباط.
وكان ذلك رسالة قوية للشعب المصرى الذى يعانى ثلث أطفاله من سوء التغذية، كما تحدث الكاتب عن الفضائح التى كشفت عنها كاميرات الهواتف المحمولة خاصة فى قضية عماد الكبير الذى تعرض للاعتداء الجنسى من قبل ضابط وأمين للشرطة والتى تناقلتها مدونة وائل عباس وتحولت إلى قضية كبيرة.
الجارديان تسخر من الاحتفال بعيد الشرطة رغم الانتهاكات
الثلاثاء، 26 يناير 2010 03:43 م