هل هى حالة من حالات الإفلاس الإبداعى، أم هى حالة من حالات الاستسهال واللعب على المكشوف؟! فبعد هوجة تحويل عدد من الأعمال السينمائية لمسلسلات، يستعد حاليًّا عدد من كُتَّاب المسرح لتحويل أعمالهم المسرحية لمسلسلات أيضًا؛ فقد أعلنت الكاتبة المسرحية فتحية العسال أنها تعاقدت مع المنتج محمد العدل على تحويل مسرحيتها الشهيرة "سجن النساء" التى قدمتها على مسرح الدولة منذ فترة وقامت ببطولتها ماجدة الخطيب وسوسن بدر وصفاء الطوخى وماجدة نور الدين وسلوى خطاب، وأخرجها الدكتور عادل هاشم إلى مسلسل يحمل نفس الاسم، كما حول الكاتب محمد أبو العلا السلامونى مسرحيته "رجل القلعة" التى أخرجها ناصر عبد المنعم، وقام ببطولتها توفيق عبد الحميد لمسلسل ضمن خطة مدينة الإنتاج الإعلامى، مرشح لإخراجه أحمد صقر يحمل نفس الاسم ويفكر أيضًا الكاتب الكبير يسرى الجندى فى تحويل عمله المسرحى "عنترة" إلى مسلسل، وغيرها من الأعمال العديدة التى ينوى صنَّاعها ذلك أيضًا.
الكاتب يسرى الجندى لا يرى غضاضة فى ذلك الأمر وأوضح أنه حوَّل من قبل مسرحيته "على الزيبق" لمسلسل، وتحويله ليس إفلاسًا إبداعيًّا ولكنه نوع من أنواع مناسبة ظرف اجتماعى لما كتب من قبل، وهذا حدث فى "على الزيبق" فعندما عرضت كمسرحية كان الظرف الاجتماعى وقتها النكسة وتداعياتها، ولكن عندما كتبت كمسلسل كان هناك ظرف اجتماعى مرتبط بالانفتاح وكشف الفساد.
وأضاف الجندى: إعادة تقديم عمل أو إعادة صياغته من جنس لجنس يتوقف على الجديد الذى سيقدمه صانع العمل، فهل هناك جديد يقدَّم؟ وهل هناك مبرر؟ وهل هناك وجهة نظر جديدة سيطرحها فى الإعادة؟ لو توفر كل ذلك فى العمل الجديد فليس هناك مانع فى تقديمه، وهذا ما انطبق على "عنترة" وغيرها من الأعمال التى تتحول من المسرح للتليفزيون.
الكاتبة فتحية العسال ترى أن تجربتها فى سجن النساء تجربة ذاتية دونت خلالها الكثير أثناء اعتقالها، منه ما كتبته فى المسرحية، ومنه ما لم تدونه وتذكره لأن المسرحية فى النهاية مدتها ساعتان لكن المسلسل ثلاثون حلقة.
واتفقت فتحية العسال مع الكاتب يسرى الجندى على أن الظرف الاجتماعى الحالى مناسب جدًّا لتقديم المسرحية كمسلسل، فمشكلات السجينات انتشرت فى الفترة الأخيرة وتناول هذه المشكلات سيكون من خلال سيدة تدخل السجن ظلمًا متهمة فى قضية مخدرات، لكنها تكشف داخل السجن العديد من المظاليم نتيجة ظرف اجتماعى ما بين التى قتلت زوجها، والتى سرقت، والتى دفعتها ظروفها لممارسة الدعارة، والتى سجنت لآرائها السياسية، وغيرها من القصص داخل السجون التى لا تنتهي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة