رغم سنه المتقدم تشعر وكأنه شاب فى العشرينات، ثائر فلسطينى أفنى عمره فى الدفاع عن المقدسات الإسلامية فى القدس، سخر حياته لحماية المسجد الأقصى، وجاء إلى مصر حاملاً التحذير الأخير لجامعة الدول العربية، يستغيث بملوك وأمراء العالم الإسلامى أن يهبوا لنجدة أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى النبى الأمين.. إنه عالم ومناضل لا يخشى فى الحق لومة لائم هو الشيخ تيسير التميمى قاضى قضاة فلسطين.
التقيناه عقب لقائه مع عمرو موسى وكان هذا الحوار..
- الأنظمة العربية كلها تخاذلت وتقاعست ولا تبالى بجرائم التطهير العرقى التى يرتكبها اليهود، فهم يقيمون المستوطنات ويهدمون المنازل وينتهكون المقدسات الإسلامية ويستبيحون الحرمات ونحن نستغيث بإخواننا المسلمين ولكن لا يحركون ساكناً..!
- إسرائيل تسعى للاستيلاء على أجزاء من المسجد الأقصى كما حدث فى الحرم الإبراهيمى، إسرائيل أغلقت كل المؤسسات الفلسطينية فى القدس، والانقسام الفلسطينى أصاب قضيتنا فى مقتل وأضعف النضال الفلسطينى فى مواجهة المخطط الصهيونى الذى يستهدف الأقصى، ولا طريقة لمواجهة هذا المخطط إلا بوحدة العمل والاتفاق على منهج واحد وبرنامج عمل مشترك، لأن الكل مستهدف من الاحتلال- المسلمين والمسيحيين- على السواء، وكذلك أولاد حماس وفتح هم يستهدفون عقيدة الأمة والقضاء على الهوية العربية والإسلامية والسعى لبناء الهيكل المزعوم عن طريق شق الأنفاق.
* ..................................؟
الجندى المصرى الذى استشهد برصاص قناصة حماس حى عند ربه يرزق، وما حدث خطأ يستوجب الاعتذار وأنا شخصياً قدمت الاعتذار علناً للحكومة المصرية وأقدمه لأسرة الشهيد رحمة الله وأدخله فسيح جناته.
* ...............................؟
"إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم" يجب التصالح فوراً بين كل الحركات والجهات المتصارعة ونبذ الخلافات وفتح المعبر لأن عدونا واحد وهدفنا واحد والخلاف سيؤدى إلى الفشل والسقوط، والصهاينة لا يعملون بمفردهم بل هناك جهات أخرى تدعمهم وهذه الجهات لها مصالح ترعاها.
* ...............................؟
جئت إلى مصر لأوضح حقيقة ما يحدث لجامعة الدول العربية خاصة أنها على وشك عقد القمة العربية، ولقد تقابلت مع السيد عمرو موسى وشرحت له المخاطر التى يتعرض لها الأقصى وما يحدث من عمليات تطهير عرقى، وطلبت منه أن تكون قضية القدس على قمة جدول أعمال القمة بشكل عملى بعيداً عن التوصيات والشجب والاستنكار لإنقاذ المدينة من التهديد، وإنقاذ الحرم من الهدم، وأضاف أن عمرو موسى يدافع عن القضية الفلسطينية وعن القدس ولكن إمكانية نجاة فى تحقيق تقدم ملموس يرجع للعلاقات بين الأنظمة والحكومات العربية، وما أصاب العرب أخطر مما أصاب المسجد الأقصى ولا يجوز أن نستسلم نحن أمة المليار مسلم ويجب أن نستيقظ ونتحرك قبل فوات الأوان.
* ...............................؟
مصر دولة رائدة فى المنطقة وجئت لأضعها فى الصورة لأنها تدعم قضيتنا بقوة وتساندنا بصدق ولا يمكن أن تنقل دورها أو مواقفها، وربما لا يعلم كثيرون أن مر ضغطت على إسرائيل عندما حاصرت الأقصى ودفعتها لفك الحصار ومصر لا يمكن أن تتآمر ضد فلسطين.
* ...............................؟
بعض العلماء الأفاضل لا داعى لذكر أسمائهم سافروا إلى زعماء حركة طالبان وطلبوا منهم ألا يهدموا تراث وآثار "بوذا أين هؤلاء العلماء ولماذا لم يقفوا مع الأقصى أحد أعظم المقدسات الإسلامية وهو الآن يتعرض للهدم وحدثت تشققات فى أعمدته وإسرائيل تراهن على سقوطه مع موجة ثانية من السيول التى تعرضت لها المنطقة منذ أيام.
* ...............................؟
أنا أفعل كل ما فى وسعى.. خرجت إلى الشوارع ورفعت لافتات وصرخت عبر وسائل الإعلام وقلت اتقوا الله فى فلسطين ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، وفضت ممارسات الصهاينة فى خطب الجمعة وفى كل مكان أذهب إليه، فقرروا سحب هويتى ومنعونى من الصلاة فى الأقصى لكننى لم أيأس وكنت أتنكر لأصلى فى المسجد وأضطر لخلع العمامة وزى القاضى حتى لا يكشفونى ولكننى لم ولن أسكت فأفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر، ولا أخشى الحبس فقد اعتقلونى عدة مرات بتهمة التحريض ومقاومة الاحتلال ولكننى كنت أقل فلسطينى من حيث مدة الاعتقال ولقد بلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين منذ عام 1967 أكثر من مليون شخص.
* ...............................؟
عندما دخل الرئيس عرفات فى غيبوبة سافرت إلى حيث يرقد فى مستشفى بفرنسا وما أن دخلت غرفة العناية المركزة ووقعت عينى عليه حتى أصابنى الفزع كأن الدم يخرج من كل مكان فى جسده وكدت أفقد الوعى وأغمضت عينى وقرأت بعض آيات القرآن، ولم تمض ساعات حتى فارق الحياة ورغم ذلك لم ينقطع الدم ولم يتوقف النزيف واضطررنا لوضع لاصق طبى على أماكن النزيف حتى نكمل الغسل وكانت ظاهرة غريبة فمن المفترض أن يتجلط الدم وسألت الأطباء عن ذلك فقالوا إن الإنسان إذا مات بالسم يسيل دمه لأن السم يمنع التجلط وهذا يؤكد أنه مات مسموماً وعلينا أن نعرف كيف قتل.. وأنا أحمل الاحتلال مسئولية موت الرئيس عرفات، أما بخصوص التواطؤ فأنا قاض ولا أتهم أى إنسان دون دليل.
* ...............................؟
الرئيس عرفات لم يفرط فى القضية ولم يتهاون بل تعرض لضغوط شديدة فى كامب ديفيد وصلت للتهديد بالقتل لكنه لم يتنازل ورفض الاعتراف بأمور تضر القضية؟
* ...............................؟
الرئيس عرفات لم يدفن بالتابوت وما حدث أن الناس تدافعت بشدة عندما نزلنا للقبر وتساقطت فوقنا وكنا قد سمعنا أن كتائب الأقصى تسعى لخطف جثمانه ودفنه فى القدس فوضعت التابوت وردمنا على التراب وأغلقنا القبر وعدت فى الثانية بعد منتصف الليل مع مجموعة من الحرس الرئاسى واستخرجنا التابوت ودفناه بصورة شرعية وما أثار دهشتى أن وجه عرفات كان لونه أزرق ورأس أكبر من الحجم الطبيعى بثلاث مرات، ولكن عندما فتحت التابوت ليلاً وجدت بشرته بيضاء بصورة غريبة رغم الظلام الدامس وكأنها تشع نوراً ووجدت رأسه فى حجمها الطبيعى وكانت على وجهه ابتسامة عريضة، ويكفى أنه مات فى 27 رمضان وكان يتمنى أن يدفن فى الأقصى وإن شاء الله ستتحقق أمنيته فقد وضعنا فى قبر على قضبان من الحديد، حتى يمكن نقله بعد ذلك إلى أى مكان وإن شاء الله سأسعى لكى ينتقل إلى الأقصى.
* ...............................؟
الأقصى سيبقى إلى يوم الدين وحتى لو هدموه فالأرض ستبقى أرض الأقصى وما يفعله الصهاينة سيوحد المسلمين وسيربط قلوبهم ويحولها إلى أحجار تبنى أقصى جديدا، وأريد أن أوجه دعوة للفصائل الفلسطينية باسم شهدائنا أمثال ياسر عرفات وأحمد ياسين والرنتيسى، اتحدوا وكونوا كالبنيان المرصوص وعودوا إلى خندق القضية الفلسطينية حتى ننتصر وأقول للأنظمة العربية الأقصى يناديكم فأغيثوه يرحمكم الله.
قاضى قضاة فلسطين: الجندى المصرى الذى مات برصاص "حماس" شهيد وأقدم الاعتذار لأسرته
الإثنين، 25 يناير 2010 07:33 م
الشيخ تيسير التميمى قاضى قضاة فلسطين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة