القارئ عيد فكرى يكتب : الساحرة المستديرة.. سالبة العقول

الإثنين، 25 يناير 2010 02:54 م
القارئ عيد فكرى يكتب : الساحرة المستديرة.. سالبة العقول

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صحيح أن سحر كرة القدم وماتفعله بالشعوب والحكومات هو سر ذلك السحر الجديد لكرة القدم التى طال ما صنفت كرياضة تخص الطبقة العاملة دون سواها، ذلك السحر الذى وصل إلى قلب جميع المجتمعات الغنية منها والفقيرة.. كرة القدم ساحرة العقول ووسيلة للاتصال بين الشعوب.. كرة القدم أجمل الرياضات التى اخترعها البشر وطوروها، وحسنا فعلت كرة القدم بنا فعلى مدى شهر تقريباً ستبعدنا قليلا عن كل ما نعانيه من ضغوطات وهواجس ومخاوف تعترينا وتكدر صفو حياتنا.. بعد كل فوز يحققه منتخبنا الوطنى.. وما يتبعه من احتفالات جماهيرية صاخبة، يجرى تسويق بعض الأفكار السياسية والاجتماعية، ومنها أن تلك الاحتفالات نتيجة أننا نكسب فى كرة القدم فقط، ونخسر فى كل شىء غيرها.
وكثيرون رددوا فى تلك الأيام بمناسبة بطولة الأمم الأفريقية بأنجولا: «كرة القدم هى التى تبث الفرحة فى نفوس حزينة، نفوس الشعب المصرى الذى لا يعرف غير الحزن»، ومن تلك الأفكار التى تسوق فى البطولات والمباريات الكبيرة التى يفوز بها المنتخب، هذا الربط بين شعبية اللعبة وسحرها وعشقها وبين الحرية والديموقراطية والحلم بها.. وبالنسبة للفكرة الأولى الخاصة بأن الشعب المصرى يفرح بكرة القدم فقط وبنتائجها، يظن أصحاب تلك الفكرة أن شعوب العالم الفقيرة ومنها مصر بالطبع تحتفل بانتصارات كرة القدم بصورة مبالغ فيها لأنها الساحة الوحيدة التى يمكن أن تحرز فيها فوزا.. فهى غالبا شعوب مكبوتة ومهزومة داخليا وعلى الساحة السياسية والحرية والعلوم والاقتصاد والصحة، والتجارة، وحتى فى البيئة.

وهم يرون أن شعوب العالم الثالث يمكن أن تصنع فريقا قويا فى كرة القدم، لكنها عجزت عن صناعة أى شئ حتى إبرة الخياطة.. ويمكن للدول المهزومة فى تلك المجالات أن تتفوق فى تصدير أفضل اللاعبين والمواهب، كما تفعل الكاميرون ونيجيريا وساحل العاج وغانا، ولكنها تستورد كل شئ بداية من الطعام وحتى الشراب الصحيح أن كرة القدم هى الشىء الوحيد الذى يجتمع حوله كل المصريين، وأن الساحرة المستديرة تساوى بين الوزير وبين الغفير، وبين الغنى وبين الفقير، لكن غير الصحيح هو تفسير الفرحة العارمة بأنها نتيجة الهزائم الدائمة فى شتى المجالات، وهو أمر نفترضه على المصريين ونفرضه، ولا نراه فى الشعوب الأخرى، مع أنها من دول تربح فى كل شىء.

وأهمية كرة القدم فى دول العالم، أن المواطن المشاهد والمشجع يمارس من خلال شغفه باللعبة حرية التأثير، وليس حرية التعبير، فهو قادر على تغيير لاعب، ورئيس اتحاد، ومدرب بصوته أو بصرخته.. وهذا أحد الفروق الجوهرية بين كرة القدم فى العالم الآخر، وبين كرة القدم.. فى العالم الثالث؟!

كرة القدم أولا وأخيرا أعمق من أن تكون لعبة.. فى حصة ألعاب؟! يجب أن ننظر لها على هذا المبدأ حتى لا نصاب بمرض اسمة جنون كرة القدم .








مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة