عقب انتهاء مباراة دور الثمانية بفوز المنتخب الجزائرى على نظيره الإيفوارى خرج عشرات الآلاف من الجزائريين للاحتفال بالتأهل البطولى الذى صنعه المنتخب الجزائرى لكرة القدم بعد الفوز على كوت ديفوار 3-2 والتأهل إلى الدور نصف النهائى لبطولة كأس أمم أفريقيا، لأول مرة منذ عام 1990 الذى شهد فوز الجزائر بالتتويج الوحيد حتى الآن باللقب القارى.
وكانت احتفالات الجماهير الجزائرية فياضة بالفرحة والحماس والتفاؤل بالمشوار المتبقى للخضر فى هذا العرس الكروى الأفريقى، حيث هتف الجزائريون رجالا ونساء، شيوخا وأطفالاً، "إن . تو . ترى فيفا لا لجيرى" إلى ساعة متأخرة من صباح اليوم الاثنين، حاملين الأعلام الجزائرية ممجدين بحياة المدرب سعدان و لاعبيه.
الفوز على فيلة كوت ديفوار كان أشبه بزلزال عنيف هز الجزائر، خاصة وأن الكثيرين كانوا يراهنون على فوز الأفيال، لكن محاربى الصحراء رفعوا التحدى وروضوا أفيال ساحل العاج على طريقتهم الخاصة، فكان تأهل الخضر بمثابة جرعة أكسجين للجماهير الجزائرية التى لازالت متعطشة للانتصارات.
وتشابهت احتفالات الجزائريين بالفوز مع احتفالهم بالتأهل إلى كأس العالم بعد مباراة أم درمان الفاصلة مع المنتخب المصرى، لكن الاحتفالات الكبرى حسب آراء أغلبية الجزائريين الذين رصدتها اليوم السابع من الجزائر تؤكد بأن أحلى وأغلى فرحة يمكن أن يقدمها لهم رفقاء كريم زيانى فى هذا العرس الكروى الأفريقى هى بالإطاحة بالمنتخب المصرى من جديد فى حالة مواجهته فى الدور نصف النهائى، حينها ستكون الفرحة فرحتين بالنسبة لكل الشعب الجزائرى، الفرحة الأولى هى تأكيد أحقية الخضر بالتأهل إلى كأس العالم على حساب الفراعنة، والثانية هى تنشيط نهائى كأس أفريقيا للمرة الثالثة فى تاريخ ثعالب الصحراء، والتطلع للفوز بالتاج الأفريقى للمرة الثانية، خاصة فى حالة استمرار المنتخب الجزائرى فى تقديم نفس المستوى الذى قدمه أمام كوت ديفوار حينها لن يكون بمقدور أى منتخب أفريقى آخر وقف زحف الخضر نحو الكأس الغالية.
وقال سمير صاحب مقهى بشارع حسيبة بقلب العاصمة الجزائرية "صراحة تفاجئنا بالأداء المميز للمنتخب الجزائرى أمام كوت ديفوار، فقد أظهر الخضر مستواهم الحقيقى، وهى أحسن مباراة لهم منذ لقاء أم درمان ضد المنتخب المصرى".
وأضاف "بعد هذا الأداء المشرف والبطولى لا أعتقد أن أى منتخب آخر يمكن له أن يهزمنا".
أما فطيمة الطالبة الجامعية بمعهد الحقوق فهى متفائلة بل متأكدة من فوز الجزائر بكأس أفريقيا، وقالت لنا "لدينا فريق قوى ولاعبين ممتازين ومدرب ذكى، وهذا يجعلنى أجزم بأن الخضر سيقهرون أى منافس يقف فى طريقهم".
و أضافت فطيمة"كل ما أتمناه هو أن نواجه المنتخب المصرى فى نصف النهائى حتى نؤكد للمصريين من نكون بعدما اعتبروا تأهلنا إلى كأس العالم على حسابهم غير رياضى".
من جهته أكد عبد المالك صاحب محل تاكسى فون أن فرحته الكبرى ستكتمل فى حالة مواجهة الفراعنة مرة أخرى، والإطاحة بهم وتجريدهم من اللقب الأفريقى بعدما قضينا على أحلامهم فى التأهل إلى كأس العالم".
وإذا كان أغلبية الجزائريين يتمنون مواجهة مصر فى المربع الذهبى، فإن كل الجزائريين أثنوا كثيرا على الدهاء الكبير للمدرب الجزائرى رابح سعدان الذى وصفوه بالساحر لكونه المدرب الوحيد الذى يدخل الفرحة إلى قلوبهم كلما أشرف على تدريب الخضر على مر السنين.
وقال محمد صاحب، العامل فى مؤسسة للتنظيف أن كل الفضل فى هذه الفرحة التى تشهدها الجزائر من الحدود إلى الحدود يعود بالدرجة الأولى إلى اللمسات السحرية لشيخ المدربين الجزائريين رابح سعدان الذى يعرف جيدا خبايا وأسرار الكرة الأفريقية داعيا إلى إبقاءه مدى الحياة مدربا للخضر.
وبالمقابل تتمنى أقلية من الجزائريين عدم مواجهة مصر فى الدور نصف النهائى، ليس خوفاً من قوة المنتخب المصرى أو التشكيك فى قدرة المنتخب الجزائرى فى الإطاحة مرة أخرى بأحلام وطموحات الفراعنة، ولكن من أجل تفادى الدخول فى أزمة أخرى مع الأشقاء المصريين.
أخبار متعلقة:
الجزائر تبدأ فى تنظيم رحلات للمشجعين إلى أنجولا
أفراح الجزائريين بعد الفوز على المنتخب الإيفوارى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة