محمد حمدى

الأمل والوهم.. وفئران التجارب!

الإثنين، 25 يناير 2010 12:51 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال لى طبيبى المعالج إن شركة دواء أمريكية تجرى منذ عدة أعوام بحوثا على عقار جديد يستخدم فى علاج مرضى الكبد مع الأنترفيرون طويل المفعول، فيرفع نسبة الشفاء من 40% إلى 80%.

العقار الجديد يحمل اسم "ALINIA" وقد أجريت بحثا عنه على شبكة الانترنت فوجدت أن الشركة المنتجة كانت تستخدمه لعلاج حالات الإسهال الفيروسى، وهى تصنعه فى أمريكا واليابان، وتمضى فى تجاربها الناجحة لاستخدامه فى علاج فيروس سى، ونشرتها فى عدة دوريات علمية مما يفتح باب أمل جديد لعلاج مرضى الكبد فى مصر والعالم كله.

ورغم هذا الخبر السار فإن السيئ، ما تذكره الشركة من أنه يجرى تطبيق هذا العقار فى مصر منذ سنوات، وسبق أن أخبرنى طبيب إنجليزى أن كل أدوية أمراض الكبد الجديدة تجرى تجاربها السريرية فى مصر أيضا، بما يعنى أن شركات الأدوية العالمية تستخدم المصريين كفئران تجارب فى تجاربها الأولية بينما لا يذكر هذا الموضوع فى مصر على الإطلاق.

ولن أتحدث عن القواعد الدولية المتبعة فى مثل هذه الحالات، لكن السؤال الذى يطرح نفسه وبشدة، هل يتم هذا البحث والتجريب على الأدوية الجديدة بمعرفة السلطات الصحية والمواطنين الذين تختبر فاعلية الأدوية عليهم؟..

أنا شخصيا أشك فى ذلك، لأن هذا التجريب والتطبيق يحتاج إلى موافقة من وزارة الصحة أولا، ثم تجريب الدواء فى مراكز صحية معتمدة، وتعريف المرضى بالتجارب والحصول على موافقات كتابية منهم وهو ما لا يحدث على الإطلاق.

وقد تابعت منذ فترة قريبة الجدل حول ما يعرف بالأنترفيرون المصرى، حين تعاقدت ة شركة مينا فارم مع شركة راين بايوتك الألمانية المتخصصة فى مجال الأبحاث والهندسة الوراثية، على إنتاج الأنترفيرون المصرى، وتم تسجيله فى مصر وإنتاجه تجاريا.

ويبلغ سعر العقار الجديد 370 جنيها بينما يبلغ سعر الانترفيرون 1390 جنيها للحقنة الواحدة ، ونظرا لأن مصر أكبر مستهلك له1ذا العقار فقد تعاقدت وزارة الصحة مع شركة روش على شرائه مقابل 480 جنيه للحقنة الواحدة.

وبينما تستخدم وزارة الصحة الأنترفيرون الأجنبى فى معهد الكبد، قررت التوسع فى استخدام الانترفيرون المصرى على مرضى التأمين الصحى بسبب رخص سعره، دون وجود تجارب علمية منشورة تثبت فاعلية الدواء، وصلاحيته للعلاج، وأنه لا يقل عن نظيره الأجنبى، كما لم يتم تجريبه لفترة طويلة لمعرفة أثاره الجانبية على المدى الطويل.
وإذا كان الأجانب يجربون فينا أدويتهم الجديدة دون أن نعرف فإن وزارة الصحة تجرب فينا هى الأخرى، ولا يوجد أحد أحسن من أحد!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة