شهدت الجلسة الافتتاحية للدورة الاستثنائية لمجلس وزراء الإعلام العرب، هجوما على الإدارة الأمريكية من قبل وفدى سوريا ولبنان؛ تعليقا على قرار الكونجرس الأمريكى الذى يقضى بمعاقبة مشغلى الأقمار الصناعية لتعاقدهم مع قنوات تصنف على أنها إرهابية.
هاجم محمد رزوق معاون وزير الإعلام السورى مشروع الكونجرس، مؤكدًا أنه يمثل استباحة لسيادة الدول العربية وانتهاكا لحرية التعبير، التى تكفلها كافة التشريعات والمواثيق، معتبرا هذا القرار بمثابة محاولة لفرض الوصايا على الإعلام العربى.
ولفت رزوق إلى أن هذا القرار يعد تراجعا عن وعود الرئيس الأمريكى باراك أوباما بالتقدم فى مجال الحريات، بل إنه يكرر نفس جرائم الإدارة الأمريكية السابقة ويسير على نفس نهجها، موضحا أن السياسة الأمريكية ما زالت تكيل بمكيالين فى تعاملها مع الجانب العربى.
وشدد رزوق على أن سوريا تكافح كل أشكال الإرهاب وأنها أول من طالب بتعريف واضح للإرهاب؛ بشرط التفرقة بينه وبين الحق المشروع فى مقاومة الاحتلال.
وحول مفوضية الإعلام العربى، أكد رزوق أن هناك خلطا واضحا بين وثيقة البث الفضائى التى تم رفضها منذ عامين، واعتبارها مجرد وثيقة استرشادية وبين مفوضية الإعلام العربى، حيث اعتبرها البعض بديلا عن الوثيقة، ومن هذا المنطلق طالب بتقديم دراسة له بشكل موسع للوصول إلى صيغة مناسبة لا تمثل تضييقا على الحريات.
وشدد وزير الإعلام اللبنانى طارق مترى على أن الحريات تحتل مكانة كبيرة فى الإعلام اللبنانى ومتواجدة داخل وعى المجتمع اللبنانى، وتتصل هذه الحريات بطبيعة التنوع داخل الحياة السياسية اللبنانية، ومن هذا المنطلق أكد تمسك لبنان بالدفاع عن الحرية، ورفض أى إجراءات من شأنها التضييق على حرية الإعلام، لافتا إلى أن لبنان اعترض وبشكل واضح على قرار الكونجرس الأمريكى من خلال القنوات الدبلوماسية.
وأكد مترى أن القوانين اللبنانية لا تسمح بالتحريض على الكراهية والعنف تجاه فئة على حساب فئة أخرى، لافتا إلى أن هذا القرار يزيد من مشاعر الكراهية والتطرف والحقد، مطالبا بمتابعة الخطوات التى قامت بها بعثة الجامعه فى واشنطن.
لافتا إلى أن الرفض العربى للتضييق على الحريات لا يبرر مطلقا الدعوة للإرهاب؛ ولكن يجب التمييز بين الحق المشروع فى معارضة سياسات الحكومات والترويج للتحريض والعنف، كما لا بد من التمييز بين الإرهاب والحق المشروع فى مقاومة الاحتلال.
ومن ناحيته، طلب وزير الإعلام الصومالى السيد محمد طاهر جيلى تقديم الدعم للجهود التى تقوم بها الحكومة الصومالية؛ لإعادة بناء الإعلام الصومالى الذى تضرر من الحرب الأهلية.
وقال، إن الأوضاع الإعلامية فى الصومال شهدت تطورات أعادت الإعلام الصومالى إلى الساحة مرة أخرى، فقد كان الإعلام القاطرة الغائبة فى خلخلة الأزمة الصومالية.
وقال، إن الحكومة الصومالية دعمت الإعلام، وتم إعادة افتتاح راديو مقديشيو فى ظل مرحلة يتجه فيها الصومال نحو المصالحة والأمن والاستقرار، مشيرا إلى أن المجتمع الدولى ثمن هذه المواقف، معربا عن تطلعه لمساندة عربية لاستكمال الإعلام واسترداد الجزء الذى يصدر بالعربية من الإعلام العربى.
كما طالب المتوكل طه وكيل وزارة الإعلام الفلسطينية بضرورة تأصيل مفوضية الإعلام المقترحة لتواجه الصورة النمطية للعرب فى العالم، وأن تكشف الجرائم التى تقوم بها دولة الاحتلال الإسرائيلى.
وطالب بوجود مفوضيات أخرى للثقافة والمرأة والقدس؛ لمواجهة ما تتعرض له من استباحة وتهويد، وقال إننا فى اللحظة التى نؤكد فيها رفضنا لكل أشكال العنف والإرهاب والدعوات العنصرية، فإننا يجب أن نضع تعريفا واضحا يفرق بين الإرهاب والمقاومة.
ووجه الشكر لليمن على اقتراحه بإطلاق حملة لدعم ونصرة القدس، كما وجه الشكر لدولة الكويت التى أعلنت عن استعدادها لطباعة كتاب عن القدس.
وقال: إننا نحتاج إلى آليات تخرج القرارات من القول إلى الفعل، لافتا إلى أن القدس تتعرض لتهويد متسارع حتى نكاد نقول، لم تعد مدينة القدس العربية الإسلامية، محذرا من أن إسرائيل تقوم بتفريغ المدينة وتعبئتها بمهاجرين صهاينة، وقال، إن الأمر يحتاج إلى أكثر من لفظ جميل نتفق عليه ونصفق له، بل نحتاج إلى آليات محددة لدعم المدينة.
هجوم سورى لبنانى على مشروع الكونجرس بشأن الفضائيات العربية
الأحد، 24 يناير 2010 07:18 م