استنكر مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين، ما تشهده البلاد من تكرار حوادث الفتن الطائفية، مؤيدا قرار النائب العام الذى قام بإحالة القضية للمحاكمة بأسرع ما يمكن، مطالبا بتوقيع أقصى عقوبة، مشيرا إلى أن ما يحدث هو بداية انبعاث لنيران المشكلة المدفونة تحت رماد تعدد المذاهب الدينية بمصر منذ عشرات السنين، معلنا أن أساس المشكلة يتعلق بأن الأغلبية المسلمة الواعية لا تقوم بدورها المنوط به من تعليم الأقلية غير الواعية لمبادئ الدين الإسلامى الصحيح، معلمين إياهم أن القرآن وضع الأقباط داخل دائرة الطائفة "المؤمنة" مقدسا المسيح عليه السلام معطيا لمريم ما فضلها به على النساء.
أوضح مكرم خلال لقائه بأعضاء ناى ليونز السلام مساء أمس السبت، أن ما نراه اليوم من مشاحنات طائفية بنجع حمادى وغيرها من الأقطار الصعيدية، ما هى إلا حوادث فردية تم تصعيدها وتفخيمها بواسطة مجموعة من جهلاء القوم، فـ40% مما يحدث بالصعيد سببه "سوء فهم وعدم شجاعة الطوائف الموجودة بأنحاء الجمهورية لمواجهة الحقائق".
معلنا أن ما تقوم به كلتا الطائفتين المسلمة والقبطية من أعمال ظاهرها التدين وباطنها التحدى، جعل الشعائر الدينية "مظهرا" لا أكثر، فكل من الجوامع والكنائس فارغة من المتعبدين ولكنهم فى المقابل يبحثون فى كيفية مضايقة مسجد لكنيسة والعكس، مطالبا بضرورة إظهار المشكلة ووضعها عى السطح لأن دفنها لن يفيد فى الحل بل يعظم المشكلة، مناديا بمزيد من المشاركة من قبل الأقباط وليس مزيد من العزلة.
وأشار مكرم إلى ضرورة أن تكون مرجعيتنا هى القانون الذى نتفق عليه، بحيث تكون الأمة هى مصدر السلطات، معلنا أن مصر لديها طريق واضح للتنمية لابد أن تكثف الجهود من أجل تحقيقه، ومن أجل العمل على توصيل ثمار التنمية التى احتجزت كى تظل محصورة فى طبقة محدودة من المجتمع إلى كل فرد من أفراد المجتمع، فهو يرى أنه لا يمكن أن تتقدم مصر إلا بتضامن فئاتها، موحدين نسيجها الوطنى بالتعاون الذى يحمى مصر من الأخطار الداخلية التى تحوم حولها وأخرى خارجية متربصة لها، ومؤكدا على أننا كمصريين لسنا معيوبين، لأننا لا نمتلك القدرة على الأداء الجيد، ولكن لأن النظم التى تدير حياتنا نظم معيبة، حيث نمتلك العديد من الأمراض منها الثقافى والسياسى والاجتماعى والاقتصادى.
وأعلن مكرم أن مصر لن تتقدم ولن تستطيع القضاء على كل ما تمتلكه من عيوب، إلا إذا أصبحت دولة قانونية بالمعنى الحقيقى، كذلك لا ننسى التحديات المتعلقة بأمن مصر القومى فهناك السودان التى هى الآن عبارة عن أزمة تشتعل تكاد تفصل جنوبه عن شماله مهددا بحدوث انقسامات ومشاحنات تؤثر علينا لأن السودان تعتبر هى مورد المياه لنا، حيث تأتينا عبرها وإذا كان أمنها فى خطر نكون نحن كذلك فهى الحديقة الخلفية لمصر.
مؤكدا على أنه إذ لم تكن هناك نظام "صديق" حقيقى ستقع مصر فى أزمة لن تستطيع الخروج منها، وعلى الجانب الحدودى الآخر هناك قطاع فلسطين وما يحدث بقطاع غزة من انقسامات وحروب داخلية قبل أن تكون مع قوات الاستعمار.
وفيما يخص الوضع الإعلامى الحالى أعلن مكرم أن الصحافة المصرية تتمتع بمساحة من الحرية لم تكن موجودة من قبل على مدى تاريخها البعيد، مشيرا إلى وجود إصدارات جيدة وأخرى صفراء لا تنشر الخبر إلا بعد تلوينه.
مؤكدا أن ما يحدث على الساحة من تنوع أخرج لنا العديد من الإصدارات السيئة السمعة والمضمون ما هو إلا زوبعة ستنتهى فى غضون عشر سنوات، وسيعود الوضع كما كان فى السابق من هدوء واحترام ولكن بالتنوع المعهود حاليا، بحيث لن يبقى إلا التيار الصحفى المصرى الرزين لأن الذوق العام يرفض ما تقدمة الأعمدة الصحفية من مضامين لا يتم تحرى الدقة بها، ومشيرا إلى أن المنافسة الموجودة حاليا هى المؤكدة على أن الغد سيكون أفضل.
وتابع مكرم: "لقد آن الأوان أن تكون فى مصر ديمقراطية تربط بين وجدان المجتمع المصرى وحكوماته"، مشيرا إلى أنه لا توجد خطط إلى الآن لمواجهة التحديات الموجودة والمتعلقة بالأمن المصرى والتنمية والوحدة الثقافية وغيرها من عناصر بناء المجتمع، ومؤكدا على أن الجميع يعزفون فى سيمفونيات كلها مختلفة عن بعضها بعضا.
مطالبا بإعادة النظر فى مخرجات العملية التعليمية التى لم تعد قادرة على تلبية الاحتياجات الحقيقية لسوق العمل المصرى، وكذلك فتح الأبواب التى قامت الحكومة بإغلاقها فى وجه الأحزاب المدنية السلمية، موضحا أنه عندما تستحكم الأشياء وصولا للازمة لا بد أن يكون درسا يتعلم منه الجميع.
وتناول مكرم خلال حديثة التغيرات المناخية، وما تتعرض له مصر من مخاطر مستقبلية بعدما أثبت 4000 عالم أن فكرة الاحتمالية انتهت، وأن مصر من أولى الدول المتعرض لأخطار التغيرات المناخية.
مكرم يحذر: أحداث نجع حمادى بداية "الاشتعال".. ونظام "معيب" يدير مصر ويغلق "الأبواب" فى وجه الأحزاب.. والإعلام "الملون" عمره عشر سنوات
الأحد، 24 يناير 2010 04:01 م
مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة