
الكرة العربية حضرت فى كأس الأمم الأفريقية بثلاثة مُمثلين، مصر وتونس والجزائر، قبل البطولة كانت مهمة الحفاظ على "الهوية العربية" للقب الـ"كان"، الذى ذهب للمنتخب التونسى عام 2004 ومنتخب مصر فى بطولتىْ 2006 و2008، صعبة للغاية، بسبب تراجع عدد الفرق العربية المُشاركة فى البطولة من أربعة فرق خلال البطولات الماضية إلى ثلاثة فقط، كما أن غياب الجزائر عن الساحة الأفريقية، وعدم تأهلها للبطولتين السابقتين قلل "نظريًّا" من فُرص "ثعالب الصحراء" فى التأهل للأدوار النهائية.
انتهى الدور الأول، ونجح المنتخبان المصرى والجزائرى فى حجز بطاقتى التأهل لربع النهائى، فى حين غادر المنتخب التونسى مُبكرًا بعد أداء مُشرف للتشكيلة الشابة التى مثلت نسور قرطاج فى البطولة.
تفاوتت نتائج المنتخبات الثلاثة فى الدور الأول، وتباين أداء فرسان العرب بصورة كليّة، إذا بدأنا بالمنتخب المصرى، حامل لقب البطولة، فقد نجح منتخب الساجدين فى الفوز بالمباريات الثلاث التى لعبها، وتمكن أبناء حسن شحاتة من تسجيل سبعة أهداف فى حين تلقت شباك عصام الحضرى هدفًا وحيدًا أمام نيجيريا، أداء الفراعنة فى الدور الأول، جسّد بصورة واقعية "شخصية البطل"، الذى لم تهتز ثقته فى نفسه فور تلقيه هدفًا مُبكرًا أمام المنتخب النيجيرى فى المُباراة الأولى، وعاد ليسجل ثلاثة أهداف بسهولة فى مرمى "النسور الخضر"، كما ظهرت ثقة المعلم حسن شحاتة فى لاعبيه حين دفع بـ 20 لاعبًا فى ثلاث مباريات فى ظاهرة غير مسبوقة على المنتخب المصرى فى البطولات المجمعة، ونجح المنتخب فى عبور عقبتىْ موزمبيق وبنين بسهولة شديدة رغم تذبذب أداء المدافعين فى بعض المُباريات.
المنتخب التونسى، تحت قيادة فوزى البنزرتى، وجد صعوبة كبيرة فى حجز إحدى تذكرتى التأهل عن المجموعة الرابعة التى ضمت إلى جانبه منتخبات، الكاميرون وزامبيا والجابون، الأزمة الكبرى التى عانى منها نسور قرطاج، هى التوليفة "الشابة" التى اعتمد عليها البنزرتى فى البطولة، بالإضافة إلى ضيق الفترة، حيث لم يتسلم مهامه كمدير فنى للمنتخب التونسى إلا قبل البطولة بشهر ونصف فقط.
تونس غادرت البطولة، بعد ثلاثة تعادلات، الأول مع زامبيا بهدف فكل فريق، والثانى كان سلبيًا أمام المنتخب الجابونى، والأخير كان بهدفين مُقابل هدفين، فى الثلاث مُباريات كان الأداء جيدًا، وأمام أسود الكاميرون كان الأداء التونسى أكثر من ممتاز، وكانت فرصة النسور لتخطى العقبة الكاميرونية وتصدر المجموعة واردة، لكن جاء التعادل ليطيح بآلام أبناء "الخضراء" ويحرمهم من التأهل.
أما ثعالب الصحراء، والفريق العربى الوحيد الذى نجح فى حجز بطاقة التأهل لكأس العالم 2010، فكانت بداية "كارثية" بالسقوط المخزى أمام مالاوى بثلاثة أهداف دون رد، ولكنه عبر أزماته النفسية عقب النقد الجارح من الصحافة الجزائرية وتمكن رابح سعدان من تأهيل لاعبيه بعد الخسارة، ليأتى الفوز على مالى بهدف يتيم ثم التعادل أمام أصحاب الأرض المنتخب الأنجولى لتعبر الجزائر للدور التالى، بعد أن سجلت هدفاً وحيداً وسكن شباكها ثلاثة أهداف.
الجزائر، استعادت قدرًا من كبريائها بالفوز فى المباراة الثانية ثم التعادل مع أنجولا، وأحيت آمال ملايين الجماهير للفوز باللقب الغائب منذ عشرين عامًا.
يُذكر أن مصر ستواجه الكاميرون فى ربع النهائى، فى حين ستلعب الجزائر أمام المنتخب الإيفوارى، وطريق كل منهما نحو النهائى "صعب" للغاية أمام قوة المنافسين، والحافز القوى لدى الأفيال والأسود فى الفوز بهذا اللقب.